شكّكت مجلة إكونومست البريطانية في جدّية الحملات العسكرية التي تشنُّها الحكومة اليمنية على عناصر تنظيم القاعدة في البلاد..

وقالت المجلة في تقرير لها:إن الموجة الأخيرة من الهجمات على المواقع العسكرية في محافظة حضرموت شرق البلاد، تشير إلى أنها أبعد ما تكون عن الحملات السابقة للحكومة.

واشارت المجلة في تقريرها المعنون بـ:" تنظيم القاعدة في اليمن " الى أن الحكومة اليمنية زعمت أن هجماتها قد أهلكت قدرة القاعدة على التخطيط والتدريب وتنفيذ أي عمليات تشابه الهجوم الذي أسفر عن مقتل 52 من المدنيين في ديسمبر 2013 بعد حصار دام يوماً واحداً لمجمع وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء.

ولفتت الى أن أعضاء شقيقة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، منظمة أنصار الشريعة، التي تقاتل على الأرض بينما القاعدة في شبه الجزير العربية تخطط وتنفذ هجمات كبيرة، قاموا بنحر الجنود ونُشرت صورٌ مروعة لعملية الإعدامات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفاد التقرير بأن الحكومة اليمنية تقول: إن العقل المدبّر وراء قتل الجنود هو جلال بالعيدي المرقشي، وهو زعيم أنصار الشريعة وقيادي في القاعدة في شبه الجزيرة العربية في حضرموت، الذي يصفه المسؤولون بأنه عدو اليمن رقم واحد، مشيرة الى أن وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد هدد برد مزلزل لعملية الإعدامات.

وقالت " إكونومست ": إن وجود جلال المرقشي في حضرموت يسلط الضوء على الصعوبات التي تقف أمام صنعاء لتدمير القاعدة في شبه الجزيرة العربية وقادتها وأن جلال قد نجح في البقاء على قيد الحياة وتطوير عملياته.

ونوهت الى أن حملة الحكومة في شهر أبريل، التي جاءت بعد سلسلة من هجمات القاعدة على منشآت عسكرية، استهدف معسكر التدريب، حيث قيل آنذاك أن جلال المرقشي كان هناك. لكن كما فعل معظم قادة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، تمكّن المرقشي من الفرار وانتقل إلى حضرموت، مضيفةً: كثير من اليمنيين حائرون من تمكُّن جلال المرقشي من ارتكاب أفعالٍ مشينة للمرة الثالثة خلال سنوات. البعض يشكّك في إستراتيجية الحكومة التي فشلت في قمع المتطرفين وهي لسنوات من القتال وهجمات الطائرات بدون طيار تقتل أو تقبض على نشطاء القاعدة.

وقالت: إن اليمنيين غضبوا جداً من عملية ذبح الجنود العُزَّل من السلاح، لذلك الحكومة اليمنية ستلقى دعماً شعبياً إلى جانبها إذا شنَّت حملة عسكرية جديدة في حضرموت، مثلما ألمحت إلى أنها قد تعمل ذلك، لكنها قد تواجه الكثير من المتاعب إذا سمحت لجلال المرقشي الفرار مرة أخرى.