عبرت افتتاحية صحيفة "جولف نيوز" الإماراتية أمس عن قلقها من الخطر الذي بات يهدد دول مجلس التعاون الخليجي, حيث اعتبرت العملية التي وقعت في جنوب السعودية- يوم الجمعة "في منفذ الوديعة الحدودي" وأسفرت عن مقتل خمسة من رجال الأمن السعودي- مؤشراً على أن دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت مُستهدفةً.
ورأت الصحيفة أن جرأة الإرهابيين ونقطة وصولهم هي مثيرة للقلق, ليس فقط أنهم اخترقوا الحدود الخاضعة لحراسة مشددة بين السعودية واليمن، بل لأنهم تمكنوا أيضاً من احتجاز مبنى للمخابرات السعودية لفترة وجيزة.
وذكرت الصحيفة أنه في جنوب الحدود الخليجية يكمن التهديد الجهادي النابع من اليمن. وإلى الشمال الشرقي والشمال الغربي تبرز تهديدات مما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقالت: ليس من الصعب التخمين إلى أين سيتوجهون في نهاية المطاف.. السعودية هي العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي وهي الضامن لأمن دول المجلس, مؤكدة أن السعودية هي دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي وحدودها مرتبطة بجميع الأعضاء الأخرين، وبالتالي هي الضامن للارتباط الجغرافي لمنطقة الخليج, فأي تهديد يصيب السعودية ستكون له انعكاسات هائلة على الدول المجاورة، سواء في المجالات المالية أو الاجتماعية أو الأمن.
فينبغي أن يكون الهجوم الأخير بمثابة تذكير بأن محاربة المتشددين الإسلاميين ليست فقط على عاتق السعودية، بل أيضاً على جيرانها؛ لذا يتحتم على دول المنطقة التكاتف لمحاربة هذه الآفة.
لكن القتال سيتطلب إجراءً تقييمياً ذاتياً عميقاً, فهذه المشكلة بحاجة إلى معالجتها من جذورها ألا وهي معالجة الفكر المتشدد الذي يسيطر على المشكلة.
للأسف هذا الفكر وجد أرضيةً خصبةً للحضانة في منطقتنا وربما أن الوقت قد حان لاقتلاع هذا الفكر والشبكة الداعمة له، لكن قد يكون من الصعب القيام بذلك.