تحت عنوان "من الصعب اجتثاث النظام اليمني السابق" نشرت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية- يوم أمس- تقريراً صحافياً أشارت فيه إلى أن الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح، رغم مرور عامين على الإطاحة بحكمه الذي استمر "30" عاماً، إلا أنه لم تبد بعد أي علامات على تقاعده بهدوء لفترة طويلة.. حيث لا يزال صالح رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي أسسه عام 1982 ويشكل جزءا من الحكومة الائتلافية الحالية.. لا يزال مستمراً في إلقاء الخطب وغالباً ما يظهر على قناة فضائية تملكها عائلته, وصفحته على الفيسبوك، التي فُتحت بعد خروجه من السلطة، تتمتع بحوالي 270000 مُعجب، وهو حوالي ضعف عدد معجبي الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.
وذكرت الصحيفة أنه- رغم أن خصوم صالح يزعمون أنه يعمل لإحباط أي محاولة لتحقيق الاستقرار في البلاد المضطرب, ويزعمون أن يداه تقفان وراء كل شيء، من انقطاع التيار الكهربائي إلى الهجمات الإرهابية- إلا أن العديد من هذه المزاعم هي خيالية أو مُبالغ فيها –حسب ما ذكرته الصحيفة ذاتها- مؤكدة- في الوقت ذاته- أن دبلوماسيين يقولون إنهم يودون رؤية ضرورة مغادرة صالح مسرح السياسة.
وقالت الصحيفة: الرئيس السابق والموالون له يرفضون مثل هذه المزاعم, ويدعون أنه يتم استخدام صالح ككبش فداء، وأن له الحق كمواطن عادي أن يمارس أي دور، مضيفة: لكن هناك القليل يعتقدون بأن صالح، 70 عاما، سيحاول استعادة أي منصب رسمي في السلطة, لكن أفراد عائلته هم حالة مختلفة.. حيث يقول كثيرون إنه يحاول تمهيد الطريق لابنه أحمد علي صالح ليكون الرئيس المقبل.. اليمنيون الذين كانوا يحنون لاستقرار نسبي في البلاد قبل عام 2011 يأملون أن يحدث هذا.
ويشير التقرير إلى أن القائد السابق للحرس الجمهوري أحمد علي، جزء من النخبة في الجيش اليمني الذي تم حله، أحمد علي يشغل حاليا سفيرا لليمن لدى الإمارات العربية المتحدة, منوهاً بأن صنعاء مليئة بملصقات لأحمد علي صالح جنباً إلى جنب مع عبدالفتاح السيسي المصري، الذي تنازل مؤخراً عن منصبه العسكري ويُرجح أن يفوز بسهولة في الانتخابات الرئاسية في مصر في مايو القادم.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: البعض يرى أن ذلك مؤشرا لأشياء ستحدث مستقبلاً في اليمن.