;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

من لهؤلاء..!؟ 1304

2014-04-28 07:37:38


يقتلني ذلك الجوع الذي أراه بادياً مثل ضوء الشمس على وجوه الأطفال في شوارع مدينتي ومدن أخرى في أرجاء وطني, خيم على أهل العفاف والكفاف فيها فقرٌ لا يشبه فقر الناس وفاقة لا تشبه فاقتهم.

فالفقر في الوطن ضياع واغتراب ومنفى لا يفهمه إلا من عاش تباريحه المؤلمة.

 والمصيبة أن يزيد بلاء هؤلاء بزائر يمقت الناس اسمه ويكرهون رؤيته، إنه المرض الذي يجعل من البلاء فضيحة، فإن الجوع لا يصنع بالناس ما يصنعه المرض، ولا يدفعهم إلى ما يدفعهم إليه، فمن لهؤلاء الذين تفطرت أقدامهم وتهدلت أجفانهم وشابت رؤوسهم قبل أن يشبوا؟ من لهؤلاء الذين أرهقهم طول الانتظار وأتعبهم طول النهار؟ من لهم وقد أصبحت كلاب السكك صحبتهم وزوايا المدينة مخادعهم وبعض ما في سلت مهملاتها قوتهم وكساؤهم؟.

 إن ما يصنع مجتمعاً ممزقاً بهذه الصورة الموحشة هو البُعد الكبير عن تعاليم هذا الدين الذي نعتنقه أسماً ونهجره سلوكاً.

 فما يضرنا لو أننا حققنا مبدأ التكافل الاجتماعي بيننا دون الحاجة إلى تدخل دول مانحة سرعان ما تتلاشى التزاماتها في ظل التنامي الكبير في معدل الفقر عندنا، ما يضرنا لو أننا تراحمنا فلا ينام منا من جاره جائع، ولا يرتاح فينا من كان جاره في هم وشقاء، ولا يصمت أحدنا عن شهادة حقٍ لصالح جاره أمام من سلبه حقه واعتدى على إنسانيته، ما يضرنا لو أن فينا من النساء من تتعهد جيرانها بما استطاعت من الطعام أو الكساء أو الدواء؟.. هل عجزنا عن فهم ديننا، أم أننا أسرفنا في فهم ثقافات الآخرين التي لا يأتينا منها سوى الخراب؟.. أتساءل دائماً كيف يقضي هؤلاء ليلهم ومخالب الجوع تنهش أحشاءهم؟ كيف يمضون سنوات عمرهم بلا حضن دفيء أو يدٍ حانية أو شيء من قوت القلوب؟.

 إنها رسالة أتمنى أن يقرأها كل ذي لب، وصاحب كل حكمة، ورب كل فكرٍ مستنير، فإن ما يحل بهذا الوطن وسواه من أوطان المسلمين ما كان إلا من خلل صنعناه بأيدينا، فلا يظهر الفساد إلا بما كسبت أيدي الناس، ولا يصيب المجتمعات شراً إلا بما اقترفت أنفسهم، ولا يغير الله حال قوم حتى يبدؤا بتغيير نواياهم من الداخل، لأنه بصلاح النية يصلح العمل، وبالإخلاص في أدائه يكتمل، لذا نذكر (لعل الذكرى تنفع المؤمنين)، نذكر بضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ما أفسده الجهل ونشرته يد التبعية.. إن من أول أساب هلاك الأمم منذ أن كانت البشرية عدم تناهيهم عن المنكر (كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه)، ثم انتشار المظالم فيما بينهم حتى يأكل القوي مال الضعيف دون أن يكون له فيه أي وجه حق، فليتذكر الجميع أن الإنسان منا يسير بين خطين متوازيين أحدهما الخوف وثانيهما الرجاء، فمن منا لا يرجو رحمة الله؟!! (إن رحمة الله قريب من المحسنين..).

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد