أوجعتني صورة من وسط سوق مدينة قعطبة أكبر الأسواق في الضالع لتصدير القات لحاله المرثي ووسطه المتسخ، والذي يدر دخلا يوميا وإيرادا كبيرا، لكن الدخل والإيراد لم يقم بدور صغير حتى ردم هذه الطريق المليئة بالأوساخ بعد سقوط الأمطار، أصبحت منظرا يقزز ويبعث روائح كريهة قد تؤثر على مرتادي السوق.. شعرت بالحزن الشديد أن نجد الناس استسلموا لهذا الواقع الموجع.
سوق قعطبة لا يختلف عن الجبارة والفاخر وأسواق المحافظة الأخرى، تتقاسمها أذرع الفساد وإقطاعيون لا يعرفون الرحمة ولم يسكنهم الضمير بعد.
لو أن هناك ضمير لدى البشر لكان حال البلاد أحسن، لكن التجرد عن الضمير والرحمة والقيم تحول الناس إلى أشبه بوحوش.
نتساءل إلى أي الجيوب تذهب أموال الأسواق والنقاط والجبايات الأخرى، وكمان إيراد السوق المركزي بقعطبة؟؟
أموال ضخمة لكنها تذهب لجيوب لا تعرف الضمير أو الرحمة، وتتحدثون عن وطنية وبناء وطن، كنا نتمنّى ممن يجبون حتى لمسة لنظافة السوق أو المدينة، أو مساعدة مسكين أو تشغيل مشروع مياه، هناك أسر تعيش الفقر لا تجد ما تقتات، ومرضى لم يحصلوا على حق دواء، فيما آخرون يعبثون بالمال ويسخرونه لنفعهم الشخصي ولإسكات بعض الأصوات الذي شنق ضميرها وقتلت الشفقة فيها، يجب أن يلتف الشرفاء والأتقياء جميعاً، للوقوف في وجه الفوضى والتلاعب، وبعيداً عن الانتماء والتصنيف، لإيقاف العبث الشخصي ووضع صندوق إيراد لصالح الدولة وبسندات رسمية وحساب يومي، وتسخيرها لما ينفع الجميع، في ظل غياب الدولة وضعف سلطتها والذي أضعفت بفعل تصرفات جماعات الطيش المدعومة من المستفيدين، مصدري المشاكل.
وليكن همنا هو إرضاء ربنا فاليوم في الدنيا وغداً تحت التراب
