في غير موضعها تسير الأمور وفق ما يُراد لها إقليمياً ودولياً بيد أن ثمة مشاريع خاصة لأطراف بعينها هي في الأساس مشاريع ما بين الانتقاميه للبعض وما بين السعي في كسب مصالح خاصة بالنسبة للبعض الآخر وبين هذا وذاك تنكسر الإرادة الشعبية لتكون في مرمى النيران التي لا تستقيم بعدها أي عوامل للحياة التي ينشدها الكثيرون وسط هذا الركام الهائل من الغوغاء الذين لا يبحثون سوى عن مصالحهم وعن مصالح الخارج الذي يمولهم وبه أصبحوا قوةً عُظمى تهدد وتستبيح وتفعل ما تشاء وقت ما تشاء..
تكمن العلاقات السياسية بين مكونات الشراكة الأساسية الاستناد للسلم أولاً من اجل الشراكة الحقيقية بينما يمارس الحوثيون خيار القوة لفرض الشراكة في الوقت الذي تسير فيه اليمن نحو آفاق المواجهة المباشرة التي ستؤثر سلباً في المستقبل على أمنه واستقراره بل وتعرض مجرى التجارة العالمية للخطر في حال تفاقم المواجهة التي يشعل نيرانها الحوثيون..
الفراغ السياسي الناتج عن فرض الأمر الواقع بقوة السلاح لن يفرز سوى حالة الاحتقان التي تسير عليها سوريا اليوم وكذلك لبنان التي عجز برلمانها عن انتخاب رئيس لأكثر من مائة مرة ونفس تلك الإفرازات يدفع الحوثيون باليمن نحو تلك الأمثال بفعل هوة الخلاف..
تجدر بالأحزاب السياسية أن تكون على الحس العالي من الوعي والإدراك بمدى تحرك الحوثيين لفرض سيناريوهات سوريا ولبنان والزج باليمن واليمنيين نحو الاقتتال وكل ذلك تحت يافطات زائفة يدغدغون بها المشاعر ولا يخفى على اليمنيون الجرعة التي استغلها الحوثيون لفرض أجنداتهم الإيرانية بتواطؤ رسمي من قبل أذرع نظام علي صالح العميق..
يحاول الحوثيون الإتيان بالمهمشين وكذلك التجار وغير ذلك في مؤتمراتهم الشكلية وهي من الرسائل التي يريدون إيصالها وكأن لديهم برنامج اقتصادي واسع تستفيد منه اليمن وكذلك التلاحم الشعبي مع السادة والمهمشين وخلاف ذلك يظهر جلياً في العنف السائد تجاه الخصوم السياسيين الذين آثروا السلم على الحرب وقدموا المصلحة الحزبية والشخصية على الوطن ومستقبله السياسي..
يعمل الحوثيون لفرض الشراكة بتنسيق واسع مع خلاياه المتعدد وخبراته الآتية من ضواحي جنوب لبنان وكذلك طهران ولازال في إعلامه يطالب بالشراكة بينما خصومه الذين أصبحوا خارج اللعبة الذين يفترض بهم أن يطالبوا بالشراكة مع الحوثي الذي ينشر مسلحيه على كافة مصالح الدخل التي تغذي اليمن وبالتالي التحكم بها على النحو الذي تستفيد منه أطراف بعينها ولمصالحها خصوصاً مع حالة الاستقواء بقوة السلاح.. والسلام
عمر أحمد عبدالله
الحوثيون..من فرض الشراكة إلى الفراغ السياسي 1701