كان الهدف من التعليم في بلادنا هو تخريج موظفين في دوائر الحكومة والنابغة من بينهم كان يصل إلى منصب فقيه "معلامة" أو كاتب متمكن "كراني" حسب اللغة الهندية وله طقوس وعادات في عمله وملابسه.. ولكن هذا النوع من التعليم أصابه التدهور هو الآخر لدرجة أنه لا يوجد الآن طالب جامعي تخلو سطوره من عدة أخطاء إملائية, وحتى المدرسين في التعليم الابتدائي اغلبهم يحتاج إلى مدرسة ومدرس وبرنامج حافل وطويل لإعادة تعليم من جديد.. لا ننكر أن كلاً من وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي يحلمان الآن بتفجير قنبلة في مجال التعليم الابتدائي والجامعي باعتباره بعد الحرب العالمية وكان هذا هو السبب في طفرتها التي جعلت منها أقوى قوة اقتصادية على ظهر الأرض, وإذا كان الأخ وزير التربية والتعليم ونائبه في رأسهما أحلام لتطوير التعليم ويؤكد الخبراء البريطانيون أن هبوط مستوى التعليم هو السبب في هبوط مستوى الاقتصاد وهبوط مستوى الفكر وهبوط مستوى الفن وهبوط مستوى المعيشة إلى الدرجة التي جعلت من بريطانيا على رأس الدول الفقيرة في أوروبا وإذا كان الأخ وزير التربية والتعليم ونائب وزير التعليم يحلمان فهما لا يحلمان بالصعود إلى المريخ ولكن أحلامهما سهلة وبسيطة تهدف إلى إعادة تدريب المعلمين وتحسين أحوالهم بحيث لا يقف المدرس بجسمه في الفصل بينما فكره شارد في سمك للسوق صيره وحاجيات مجمع "عدن مول" وسوق سمك قاع العلفي ومجمع "هاري شميلة" و "سيتي مارت".. إلخ. ويحلمان بإصلاح وترميم المدارس الموجودة ولا ننكر أن الوزارة قد بدأت بالفعل في تنفيذ حلمه فأجرت تعديلات شاملة على أغلب المدارس الموجودة حتى تأخذ المدرسة المظهر المحترم اللائق فيها خصوصاً ولدينا مدارس شكلها عجيب, غريب, مريب, وبعض المدارس تكفي زيارة واحدة لدورات المياه بها لكي تجعل الزائر يفكر في الخلاص من الحياة نفسها ولكن أخطر أحلام وزير التربية أيضاً هو تطوير نظام التعليم نفسه وتشجيع الطالب على الفهم وليس على الحفظ, لأن الفهم هو الطريقة الوحيد لاكتشاف المواهب وإطلاق القدرات للإبداع وهي الوسيلة الوحيدة لمقاومة التطرف والعنف لأن أي مخبول غبي "أخجع" يستطيع قيادة ألف طالب من الذين تعلموا عن طريق الحفظ عن ظهر قلب..

أملنا في قيادة وزارة التربية والتعليم أن تولي جلّ اهتمامها بالعملية التعليمية "لأن الكيل قد فاض" وبلادنا اليمن كلها في انتظار نتيجة مشرفة للتعليم على أحر من الجمر!.