وودعنا هذا العام بالحادث الإجرامي الكبير الذي استهدف الاحتفال الذي أقيم بالمركز الثقافي بمدينة إب والذي راح ضحيته عشرات الشهداء من الأبرياء وعشرات الجرحى الذين بعضهم حالتهم خطيرة.. جرائم ترتكب هنا وهناك يهتز لها عرش الرحمن والمجرمون تبلدت مشاعرهم وماتت ضمائرهم وما عسانا نقول عن دين هؤلاء المجرمين ومعتقداتهم، رحم الله الشهداء الذين قتلوا ظلما وعدواناً, عزاؤنا لأسر ضحايا هذا الحادث الإجرامي ولكل الأسر التي فقدت أبنائها ومن يعولوها في جرائم القتل التي طالت الأبرياء في مختلف محافظات الجمهورية من جهات عدة لا تعرف إلا لغة القتل وسفك الدماء، وكل طرف يبرر لنفسه قتل النفس التي حرم الله، ويضفي على جريمته خطابا دينيا وأنه في سبيل الله وخدمة للإسلام والمسلمين، والإسلام من جرائمهم براء..

 وصدق الحق سبحانه القائل: (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).

 وها نحن نستقبل عاما جديدا في أجواء أشد قتامة، ورؤيا مظلمة، وبلا دولة، ولا أحد منا يستطيع استقراء ما هو قادم لنا، وإن كان التشاؤم هو الغالب على الأغلبية، في ظل قيادة صورية عاجزة، وجيش وأمن حطمته خيانات كبار قادته، وحكومة تحاول السباحة وسط هذه الأمواج المتلاطمة في هذا البحر اللجي الذي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه فتن, وأحقاد ظلمات بعضها فوق بعض، وقادة أحزاب أصبحت عالة على الوطن، وقاعدة تقتل من أجل القتل، ومليشيات تفتش الجيش وتدعي الشرعية الثورية، وتبيح لنفسها مالا تبيحه للجهات الرسمية، ومواطنين تائهين أرهقتهم الأزمات وقهرتهم الأحداث، وغلبتهم صراعات القادة وأنانياتهم.

  نقول لهؤلاء جميعا: كفى عبثا بالوطن، وكفى لعبا بالنار، اتقوا الله في وطنكم وشعبكم، فأنتم بسلوكياتكم هذه تلقون بوطنكم الى الهاوية، وتقطعون أوصال شعب عاش قرونا متآخ, متراحما وتمزقون نسيجه الاجتماعي.

أيها الساسة جميعا, دعونا نستقبل العام الجديد بتفاؤل من خلال خطوات جادة تقومون بها لإصلاح ما أفسدتموه جميعا، فالخطورة بلغت ذروتها فاعتبروا مما حصل لمن حولكم من الدول أمثال سوريا والعراق وليبيا، فكل المتصارعين في هذه الدول خاسر وستلحقهم جميعا لعنة التاريخ، والعاقل من اتعظ بغيره..

 ويا حرائر وأحرار اليمن وحدوا كلمتكم بسلمية تامة ولا تتركوا العابثين يردونكم إلى مهاوي الردى، فإرادتكم من إرادة الله، ولله در القائل:

  إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر 

أسأل الله لنا ولكم الهداية وأن يجمع سبحانه كلمة الجميع على الخير وصلاح الوطن.