يُلاحَظ أن هادي في ولايته الثانية بدأ يلعب لعبة الاوراق القديمة وعمل على توطين فرقاء السياسة القدماء في السلطة على الرغم من الخصومات التي كانت بينهم في الماضي بعضهم مازالت روائح الدماء تفوح منهم.

مما يجعل الماضي على الرغم من قتامته هو من يرسم خارطة المستقبل للبلاد والعباد.

والمُلاحَظ أن إعادة توطين أصحاب الخصومات السياسية التي ما زال صانعوها يعيشون تحت ظلال تأثيراتها هم من يعاد إنتاجهم في مواقع تمكنهم من الانتقام , والبارز أن تحركاته تأتي في مجملها لصالح قوى متضررة من التغيير الذي فرضته ثورة فبراير يأتي على حساب الثورة الشعبية الشبابية مما ينبئ بأن الزمن سيعيد نفسه وسوف تروج روائح الدم من جديد ممّا قد يُدخِل اليمن في معركة تصفية الحسابات القديمة والتي لن تتوقف عند الطغمة والزمرة.

مما يعني أن هادي يعيد تحالفات الماضي على حساب الثورة وقواها وكل أعماله تنحو هذا المَنحى؛ مما يثير تساؤلات كثيرة في أذهاننا من أهمها أن هل سيكون هادي طنطاوي اليمن؟

ففي الوقت الذي يوجه فيه خطاباته العاطفية نحو الثورة وقواها والتذكير الدائم بأهدافها وإبداء العزم والإصرار على تحقيقها فيما اعماله وتصرفاته لا تعكس شيئاً مما يقول.

وهذا يعني أن خطاباته جزء من تكتيك مخادعة شباب الثورة من خلال ممارسة التنويم المغناطيسي عليهم بتلك الخطابات فيما أفعاله توحي بأنه ينحو منحى الانقلابي على الثورة وفي هذا الإطار نجده يشجّع الأعمال التي تُضعِف الحامل السياسي للثورة (المشترك) ويعمل على تفتيته وضرب قواه والقوى الاجتماعية المؤيدة للثورة في ظل شلل شبه تام لكل القوى الثورية والمؤيدة للتغير من خلال اذكاء صراعات تهدف الى اضعاف القوى المؤثرة في الساحة بالإضافة إلى جره تلك القوى إلى العيش في أجواء طارئة مشحونة ممّا يمكّنه من تحقيق مشروعه على حين غفلة من الجميع, وإلا فماذا يعني إعادة إنتاج الماضي بكل تفاصيله من خلال تولية أشخاص من أصحاب التاريخ الملطخ بالدماء سواءً قبل الوحدة أو بعدها بما فيهم رموز النظام العفاشي وحلفائه؟

التناول الإعلامية عن تغيرات حكومية وشيكة وإرهاصات بتغير باسندوه يعني أن هادي تخلص من آخر من كان يحمل شعور بأنه ممثل عن الثورة وشبابها بصدق بعيداً عن الحسابات السياسية؛ مما يعني أن الثورة تدخل اليوم في عداد شهدائها و ما هي إلا أيام قلائل تفصل بينها وإياهم.