يحثنا الله سبحانه وتعالى, بل وينصح عباده المؤمنين الصالحين على قيام الفجر وقراءة القرآن وأداء صلاة الفجر والإكثار من الدعاء لله عز وجل ويُرغِّب القرآن بالنوم المبكر والاستيقاظ منذ الفجر.

قال الله تعالى:" وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال" ركعتا الفجر خير من الدنيا وما عليها" وتحقيقاً لذلك أمر عليه الصلاة والسلام بعدم الزيارات بعد صلاة العشاء إلا لطلب العلم, فالاستيقاظ فجراً للصلاة والدعاء وقراءة القرآن ولا سيما في رمضان له فوائد روحية وإيمانية تعزز صلة الإنسان بربه وتوثق علاقة ومحبة الإنسان المؤمن بربه.

 أما الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان من يقظة الفجر فهي كثيرة منها:ـ

1ـ إن نسبة غاز الأوزون (O3) تكون مرتفعة في الجو عند الفجر وتقل تدريجياً حتى تتلاشى عند طلوع الشمس، ولهذا الغاز تأثيرٌ مفيدٌ للجهاز العصبي ومنشطٌ فكرياً وعضلياً.. حيث يجعل ذروة نشاط الإنسان الفكرية والعضلية في الصباح الباكر، ويشعر الإنسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل- المسمى بريح الصبا- بلذة ونشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل.

2ـ تكون نسبة الأشعة فوق البنفسجية أكبر ما يمكن عند الشروق وهي الأشعة التي تُحرض الجلد على صنع فيتامين D, كما أن أشعة الشمس عند شروقها والتي تميل إلى اللون الأحمر تبعث على اليقظة والحركة.

3ـ الاستيقاظ المبكر يقطع النوم الطويل، وقد تبين أن الإنسان الذي ينام ساعات طويلة وعلى وتيرة واحدة يتعرض للإصابة بأمراض القلب وأمراض الشرايين وخاصة خناق الصدر، وذلك نتيجة ترسب المواد الدهنية على جدران الشرايين، ولعل الوقاية من تلك الأمراض؛ الاستيقاظ ليلاً والتقرب إلى الخالق بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن.
4ـ من المعروف أن "الكورتيزون" هو المادة السحرية التي تزيد فعاليات الجسم وتنشط استقلاليته بشكل عام ويزيد نسبة السكر في الدم الذي يزود الجسم بالطاقة اللازمة له.

 وقد ثبت علمياً أن نسبة "الكورتيزون" تكون أعلى في الدم وقت الصباح وتكون منخفضة جداً مساءً وإذا تمعنّا بهذه الفوائد الصحية والفوائد الروحية والإيمانية, نجد أن المسلم الملتزم بتعاليم القرآن هو إنسان فريد بالفعل, حيث يستيقظ باكراً ويستغل فضائل الشهر الكريم بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن ويستقبل يومه الجديد بجد ونشاط ويباشر أعماله اليومية في الساعات الأولى من النهار, حيث تكون إمكاناته الذهنية والنفسية والعضلية على أعلى مستوى, مما يؤدي لمضاعفة الإنتاج..

 كل ذلك في عالم ملؤه الصفاء والسرور والانشراح، ولو تصورنا أن ذلك الالتزام أخذ طابعاً جماعياً فسيغدو مجتمعنا مجتمعاً مميزاً فريداً وأهم ما يميزه هو أن الحياة تدب فيه منذ الفجر وتختفي من حياتنا ظاهرة التسيب والانفلات في الدوام الوظيفي خلال شهر رمضان في كل مؤسسات الدولة ومرافقها المختلفة التي يتقلص فيها الإنتاج والأداء الوظيفي إلى النصف أو أكثر وتتوقف عجلة الإنتاج والتنمية.