;
د.عبدالسلام الصلوي
د.عبدالسلام الصلوي

فمتى تكتمل فتوحات الإمارة الحوثية 1174

2014-08-06 16:07:08


كم من المواطنين الشرفاء قتلوا أو جرحوا أو دمرت منازلهم في عمران والجوف وكم من المواطنين البسطاء صرخوا نداء استغاثة بسبب ما يتعرضون له من أعمال بطش ونهب وقتل وتدمير في عمران والمناطق القريبة منها من قبل جماعة من النازيين الجدد الذين ظهروا خلال العشر السنوات الأخيرة في اليمن، وصار الغالبية الساحقة من اليمنيين يتندمون على سنوات السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي ويقول البعض للزمان أرجع بأزماتك.

 لقد بدأ اليأس والإحباط والقنوط يسيطر على الغالبية العظمى من اليمنيين الطيبين الشرفاء، وخاصة منذ استيلاء الحوثيين على صعدة وأصبحت خارج سيطرة الدولة وأجهزتها المدنية والأمنية والعسكرية، وكل من يتابع الأحداث المتسارعة في اليمن منذ العام2011م يكتشف أن القيادة السياسية والعسكرية في اليمن يعملوا للحوثيين ألف حساب، وصار الحوثيون يشكلون أداة ضغط قوية على الدولة وقيادتها السياسية ويفرضون أجنداتهم بقوة السلاح وأن مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني ليس إلا عملاً تكتيكياً استناداً لآراء أغلب المحليين السياسيين في اليمن وخارجه، والواقع أن الحوثيين يستمدون قوتهم سياسياً وعسكرياً من خلال الدعم من أطراف نافذة في الدولة والجيش ومن رموز النظام السابق، إضافة إلى الدعم والمساندة من دول وتنظيمات خارجية مثل حزب الله وأحزاب عراقية شيعية بالإضافة إلى دعم ومساندة إيران.

وإيران التي يزداد نفوذها وتدخلها في اليمن باعتراف القيادة السياسية ممثلة بالرئيس/ عبد ربه منصور هادي، ولو أجرينا مقارنة بين تنظيم "داعش" الإرهابي وسيطرته على مدينتي الموصل وتكريت في العراق وبين جماعة الحوثي ومليشياته من المرتزقة واستيلائهم على عتاد وأسلحة الجيش من مختلف الأنواع الثقيل والمتوسط والخفيف، وقتل الجنود والضباط في المعسكرات التي سيطروا عليها في عمران واحتلالهم لكل مرافق الدولة ومكاتبها ومعسكراتها، نستنتج أنه لا فرق بين هذين التنظيمين.. وكان الأحرى بالقيادة السياسية والعسكرية أن تقرر قراراً شجاعاً من خلال التجارب السابقة بأن جماعة الحوثي ومليشياته جماعة إرهابية وتصنفها من الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة.

فالأهداف والاستراتيجيات وأجندات كلا التنظيمين متشابهة وكل من يتابع تطورات الأوضاع في اليمن يكتشف أن هنالك مخططاً يلوح في الأفق لتقسيم اليمن إلى عدة إمارات ودويلات، فالحوثيون يطمحون إلى الاستيلاء والسيطرة على أغلب المحافظات الشمالية ابتداءً من صعدة فعمران والجوف والمحويت وصنعاء وذمار كمرحلة أولى ثم يمتد نشاطهم وتوسعهم للاستيلاء وبسط نفوذهم وسيطرتهم على بقية المحافظات الشمالية.

 أما القاعدة والحراك الجنوبي فيطمحون بالاستيلاء على معظم المحافظات الجنوبية ويتم تقسيم الكعكة بين هذه الجماعات ورسم خارطة جديدة لليمن الشمالي وأخرى لليمن الجنوبي.

 لقد حذرنا من خلال هذا المنبر الإعلامي وحذر الكثير من المخلصين والمحبين لهذا الوطن وتربته وكل شبر في هذا الوطن الغالي من المخططات الداخلية والخارجية التي تحاك ضد أمن واستقرار ووحدة اليمن وانعدام الرؤية الواضحة والاستراتيجيات والخطط للقيادة السياسية وغياب هيبة وسيطرة الدولة وانتشار جرائم القتل وترويع المواطنين البسطاء في كل محافظات الجمهورية، وتنامي ظاهرة الإرهاب الفردي والجماعي وتزايد أعمال التخريب والتفجير لكثير من المنشآت الوطنية الهامة للبلد مثل آبار ومصافي النفط ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء واحتجاز ناقلات النفط والغاز، وكأننا نعيش في بلد تحكمه مليشيات وعصابات كل ذلك يحدث والدولة وقيادتنا السياسية والعسكرية والأمنية عاجزة عن حماية تلك المنشآت وصار المتأمل والمتابع للشأن اليمني يشاهد سيناريو درامي يعرض منذ أكثر من ثلاث سنوات, فهل يطلب المواطن الحماية لحياته وأمنه واستقراره من دول الجوار أو من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية؟ والحقيقة المرة أنه لا أمل يلوح في الأفق لانفراج الأزمة.

 وكان اليمنيون يتطلعون بالأمل عند انعقاد مؤتمر لحوار الوطني وتنفسنا الصعداء عند اختتام جلسات هذا المؤتمر وما تمخض عنه من مخرجات الحوار الوطني, لكن أمالنا وأحلامنا تبددت وأضحت مخرجات الحوار الوطني عبارة عن حبر على ورق وتلاشت آمال اليمنيين في دولة اتحادية عصرية ديمقراطية يشارك الجميع في بناءها وصار حلماً بعيد المنال وما يحدث في ليبيا خير مثال حي لما يحدث في بلادنا.

فسلطة الرئيس أصبحت على المحك بعد هذا الفشل الذريع الذي كشف سوءة الحكومة والجيش والأمن وصارت سلطة الرئيس لا تتجاوز مقر دار الرئاسة فقط.

 الخلاصة أننا نعيش في عصر الهوان والخذلان وأضحى اليمني البسيط يعاني من اليأس والإحباط والتشاؤم واضعاً يده على قلبه مما سيؤول إليه مستقبل اليمن أرضاً وإنساناً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد