;
د.عبدالسلام الصلوي
د.عبدالسلام الصلوي

غزة تصرخ وامعتصماه 1194

2014-08-01 14:42:41


تتعرض المقاومة الفلسطينية في غزة إلى أبشع صور الدسائس والمؤامرات من قبل بعض القادة العرب والأحزاب بدءاً بالعملاء والمتخاذلين والمتآمرين من الداخل الفلسطيني وانتهاء بالأنظمة الرجعية والعميلة لإسرائيل وحلفائها قادة وحكومات الدول الغربية..

ومن هذه الدول مصر والأردن وبعض دول الخليج العربي والتي يعيش حكامها في أحضان أمريكا وأوروبا ـ ويعتبرون الفلسطيني والقضية الفلسطينية بمثابة وجع رأس يجب دفنها والخلاص من الفلسطينيين ومشاكلهم بأي وسيلة كانت. هناك في غزة الصمود والبطولة يراق الدم العربي بدم بارد على أيدي الصهاينة والعالم كله يتفرج ـ ترتفع صيحات النداء والاستغاثة من النساء الثكلى والأيتام والأطفال والشيوخ ـ يتم تدمير المنازل ودور العبادة وحتى المستشفيات لم تسلم والمدارس والجامعات ومدارس الازوروا التي لجأ إليها المواطنون لم تسلم من القصف والتدمير ولا من منجد ومغيث لهم إلا الله.

تدوي صرخات وأنين الجرحى والمصابين تحت أنقاض الأبنية المدمرة وفي مستشفيات غزة الجريحة والمحاصرة من قبل إخوة لهم في مصر العروبة وتجمعهم بهم أواصر القربى والرحم والدين واللغة والمصير المشترك ـ مصر السيسي التي تنكرت للفلسطينيين في غزة وتآمرت مع العدو وساهمت في حصارهم وتجويعهم وموتهم من قبل هذا النظام وبدعم من قادة بعض الأحزاب السياسية العميلة لإسرائيل وأمريكا ـ حتى الإعلام المصري الرسمي والخاص لم يقف موقف المحايد أو المتفرج بل أعلن صراحة ـوبكل وقاحة ـ تأييده للصهاينة في حربهم على قطاع غزة وصار كل عربي شريف يشعر بالفزع والذهول والصدمة جراء ما يحدث ويتحسر بل ويترحم على الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي ناضل وأفنى معظم حياته من أجل الفلسطينيين وصارت القضية الفلسطينية على قمة سلم اهتماماته الشخصية والرسمية وكان الفلسطينيون يحصلون على المعاملة والرعاية والاهتمام في مصر آنذاك بنفس الدرجة التي يجدها المصري في بلده..

وبالرغم من ظاهرة العداء والكراهية والمؤامرات من قبل الإسلاميين والأنظمة الرجعية في العالم العربي ضد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وشاركهم في هذا العداء والمؤامرات الغرب الاستعماري.

والآن وبعد مضي أربعة وأربعين عاما على رحيل العدو اللدود للغرب وللأنظمة المستبدة والرجعية والحركات الإسلامية، انصح قادة وأعضاء الحركات الإسلامية في العالم العربي و الإسلامي بمراجعة حساباتهم ومواقفهم من هذا الرمز الثوري الشامخ الزعيم الخالد/ جمال عبد الناصر وأن يترحموا على روحه الطاهرة ويعترفوا بأخطائهم فالاعتراف بالخطأ فضيلة.

لم لا ومصر عبد الناصر كانت الملاذ الآمن لكل العرب والمسلمين بل لكل الوطنيين الشرفاء المبعدين والفارين من الجور والظلم والتعسف الذي كانت تمارسه الأنظمة الشمولية والرجعية والاستبدادية في القارتين الأسيوية والإفريقية.. كان عبد الناصر سندا وداعماً لكل حركات المقاومة وثورات التحرر العربي والإفريقي من اليمن إلى الجزائر وليبيا والسودان وفلسطين وغيرها.

 كان عبد الناصر زعيما ً عربياً على مستوى عالمي وكان الغرب يعمل له ألف حساب. وأطلقت عليه بن جوريون لقب " اتاتورك العرب" ناضل في سبيل وطنه المباشر مصر والوطن العرب الأكبر ونال إعجاب ومحبة ملايين العرب والمسلمين، لقد استبشرت الجماهير العربية خيراً وأملاً باندلاع ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا وكان ذلك بمثابة بزوغ فجر جديد على شعوب تلك المنطقة وطي صفحة الماضي البغيض المتمثل في الأنظمة الفاسدة والدكتاتورية والظالمة المستبدة وعلق الفلسطينيون على تلك الثورات وعلى شعوبها آمالاً عريضة إلا أن بعض تلك الثورات تم القضاء عليها في المهد بثورة مضادة من الداخل والخارج.

وتبددت آمال ملايين العرب بصفة عامة والفلسطينيين بصفة خاصة بعد الانقلاب العسكري في مصر الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب في مصر قلب العروبة النابض التي كانت تتزعم العالم العربي وتقف في الخندق الأمامي مدافعة عن القضية الفلسطينية والحقوق العربية المسلوبة من قبل الصهاينة والوقوف ضد أي اعتداء غاشم على سكان قطاع غزة ودعم المقاومة أما الآن فقد تغيرت الموازين فصارت القيادة الجديدة في مصر تحرص على أمن الصهاينة أكثر من حرصها على مواطني غزة وأصبحت غزة أرضا مستباحة من قبل جيش الاحتلال الصهيوني الذي يتخذ الذرائع والمبررات للاعتداء على غزة المحاصرة باستخدام احدث الأسلحة قوة وتطوراً في العالم وأغلقت كل المنافذ والمعابر البرية والبحرية من وإلى غزة من قبل حكومة الاحتلال والسلطة الحالية في مصر وصارت غزة أشبه بسجن مغلق ومنذ أكثر من عشر سنوات والصهاينة يستخدمون قطاع غزة حقل تجارب لأسلحتهم الحديثة والفتاكة والمحرمة دولياً وذلك كل عام أو عامين غير أبهين بالأرواح والخسائر المادية والمباني والمنازل التي يتم تدميرها على رؤوس ساكنيها في تحد وقح وصارخ للقوانين الدولية وللعرب بصفة خاصة.

ولا نسمع من حكامنا العرب إلا التنديد والشجب والإدانة وعلى استحياء أما قادة وحكومات أوروبا وأمريكا فمواقفهم معروفة سلفا وهو الوقوف مع إسرائيل وتعتمد سياساتهم تجاه القضايا العربية الكيل بمكيالين ويحملون دائما الضحية المسؤولية في كل ما يحدث حتى المنظمات الدولية والتي تعنى بحقوق الإنسان تدور في فلك الدول الغربية وتخفت صوتها إذا كان الضحية والمعتدى عليه هم الفلسطينيون والمعتدي هي إسرائيل وتصعب الكلمات لوصف وتصوير حجم المجازر والماسي ومشاكل القتل والتدمير والإبادة الجماعية في صفوف المدنيين في قطاع غزة وذلك نتيجة الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني من خلال القصف البري والبحري والجوي على سكان هذا الجزء البسيط من وطننا العربي. فهل يولد من رحم هذه الأمة" صلاح الدين" جديد" أو عبد الناصر" آخر ينقذ هذه الأمة من الهوان والذل ويحرر فلسطين والقدس الشريف من براثن العدو الصهيوني ويعيد لهذه الأمة كرامتها وهيبتها واعتبارها بين الأمم، إن الدم الفلسطيني ـ الذي يراق في فلسطين في رقاب القادة العرب ـ وأن التاريخ لن يرحمهم أو يسامحهم مهما مرت الأيام والسنين.

إن الحيوانات في الغرب تلقى من الرعاية والاهتمام والعناية من قبل الحكومات والمنظمات تعادل عشرة أضعاف ما يلقاه العربي بصفه عامة والفلسطيني بصفة خاصة إن معظم دول العالم الغربي المتحضر ترفع شعارات رنانة زائفة وتدعي الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم لكن ما هي إلا أكاذيب تكشفها الحقائق الملموسة على الواقع.

خلاصة القول إن العالم لن يحترمنا نحن العرب إذا لم ندافع عن كرامتنا وحريتنا وحقوقنا الكاملة بالعيش بهذا العالم دون انتقاص لكل تلك الحقوق من قبل حكامنا العرب والعملاء منهم للغرب وإسرائيل إلا إذا تغير الواقع الحالي وانتقلنا إلى موقع أفضل سياسياً وعسكرياً واقتصاديا وتنموياً وتعليمياً وثقافياً وإن استعادة الحقوق العربية المسلوبة تتوقف على تطوير القوة الذاتية للمجتمع العربي وإصلاح الإنسان العربي وبناء الاقتصاد ومشاركة جميع المواطنين في بناء الوطن والدفاع عنه وتسخير الثروة والسلطة من أجل الجميع ورفع مستوى المعيشة ونشر التعليم والقضاء على الجهل والأمية واستكشاف واستخدام الثروة المادية والروحية وحين يستيقظ الإسرائيليون ومن يقف معهم على واقع جديد أنهم محاطون بمجتمع عربي ديناميكي وتقدمي قوي في منطقته ومحترم في العالم مجتمع ينبذ الإرهاب ويحارب الجماعات المتطرفة ذات الفكر الإيديولوجي الإرهابي سيضطر هؤلاء الغرب ومعهم إسرائيل إلى التفاهم مع العرب في حقائق الجغرافيا والديمغرافيا ومعايير أخرى أصيلة للمنطقة وليست مفروضة من الخارج تم سيقومون بمراجعة النفس والضمير ويحدث الانفراج والحل لكل مشاكلنا مع العدو الصهيوني.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد