;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

قطعة فلين...! 1236

2014-07-02 18:27:32


عقولنا وأجسادنا ونفسياتنا مثل قطعة الفلين التي تمتص الماء لأنها مليئة بالثقوب. قد لا تبدو ثقوب أرواحنا وعقولنا وأجسادنا واضحة كما هو الحال مع قطعة الفلين تلك، لكنها موجودة في حقيقة الأمر ولا ينبغي تجاهلها. عقولنا تمتص كل فكرة نتلقاها بشكل مباشر أو غير مباشر. لكنها غالباً ما تبقيها كأرشيف يختزن المعلومات لحين الاستدعاء. وبالإضافة لذلك فإن عقولنا تمتص تلك الأفكار والمعلومات وفق آلية مصورة وسريعة وشديدة الحساسية لدرجة أن تراكمها على مر الزمن يؤدي بالضرورة إلى تعميق تفاصيلها المؤثرة فينا ولهذا نقول إن هناك عقلاً باطناً يختزن أحداث الحياة ومواقفها بشكل يسمح بالتفاعل الحكيم معها. أرواحنا أو نفسيتنا أيضاً لها ثقوب غير مرئية تعبر مشاعرنا وتتسرب مشاعر الآخرين وأحاسيسهم إلينا، وتبقى حواسنا هي المسؤولة عن إخراج تلك المشاعر من الداخل والخارج أو العكس. لذا نستطيع اعتبار تلك الحواس ثقوبا كبيرة يمكن رؤيتها بالعين المجردة. أجسادنا أيضا تحوي ثقوباً يمكن رؤيتها وأخرى لا يمكن رؤيتها، لكن تلك الثقوب كلها تمنع الجسم أو تخلصه من كل ما يمكن أن يكون سبباً في توقفه عن الحركة أو النمو أو التفاعل مع البيئة المحيطة به.

قد نشبه قطعة الفلين في امتصاص المادة التي من حولنا، لكننا نختلف عنها في قدرتنا الفطرية على تكييف تلك المادة وتحويلها من شكل إلى آخر سواء كانت فكرة أو شعوراً وما تبقى من شوائب يمكن أن نتخلص منها دون أن نترك لعملية الصراع اللازمة لذلك أثراً في وجودها على سطح الأرض مثله، فبين الإنسان وتلك المخلوقات علاقة منفعة فقط، بعكس العلاقة التي تنشأ بين بني البشر والتي تمتزج فيها أنواع المنفعة بخيرها وشرها، كبيرها وصغيرها على أساس قوي من الوضوح والجدية والتوحد في تحقيق الأهداف لأجل عمارة الأرض والإنسان. قدرة الإنسان على امتصاص الأفكار المطروحة بيئياً وإنسانياً هي من جعلت منه المفكر والعالم والطبيب والفيلسوف، وهي أيضا من سهلت بناء العلاقات الإنسانية بين بني البشر على أساس أنها مواقف مبنية على خبرات تساهم في تجسيد المعرفة بشكل أفضل وتمنع اختلاط الأفكار المبنية على الصواب والخطأ طالما وان المتحكم فيها عقل الإنسان قبل مشاعره. لكن من الجيد أننا مزودون ربانيا بمجسات طبيعية نستطيع من خلالها امتصاص الجيد وترك القبيح من كل ما حولنا، والمهم أن لا نفقد قدرتنا على الامتصاص حين نكون في قمة الامتلاء.

 ولعل هذا لن يحدث مع الإنسان أبدا بفضل الله ثم بفضل الحواس التي تنقي جوف الإنسان من كل قبيح يمكن أن يشوه جماله كإنسان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد أحمد بالفخر

2024-05-09 22:40:55

حضرموت تحت الصِفر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد