;
عبد الواحد العواضي
عبد الواحد العواضي

همسة ضمير! 1109

2014-06-20 19:00:55


إن الحياة الإنسانية على وجه الكرة الأرضية قائمة على أسس من المبادئ والقوانين والأعراف وتختلف طبيعة هذه الأسس من شعوب إلى أخرى, فلكل شعوب أسسه التي تنظم حياة المجتمع المنتمي إليه سواء علاقة الفرد بنفسه أو علاقته بالآخرين أو علاقة الشعب بحكومته والحقوق المتبادلة بينهم.

وتطبيق هذه الأسس من المبادئ والقوانين تختلف كذلك من أمة إلى أخرى, فكلما كان الفرد على قناعة بهذه المبادئ والقوانين كان العمل بها أكثر تطبيقا وكذلك عندما تكون ملزمة التطبيق من قبل القائمين عليها كالحكومة مثلا.

فنلاحظ مثلا مبادئ وقوانين الدول الأجنبية نجد أنها قائمة على لوائح وقوانين بشرية وأن تطبقها من قبل الملزمين بها أكثر من غيرهم من الشعوب الأخرى وذلك لعدة أسباب منها قناعة الفرد بأن هذه القوانين لمصلحته، وكذلك رقابة تطبيقها من قبل القائمين عليها، أيضأ عندما تطبق على الرئيس قبل المرؤوس تكتسب بذلك قوة في التطبيق لذلك حث الله تعالى أمة الإسلام بقوله (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم...)

ونحن هنا أمة الإسلام, أمة فوقية لأننا نستمد مبادئنا وقوانيننا من فوق السماء من قبل ربنا جل وعلا وليست من البشر كما في بقية الأمم..

وإذا كانت لدى أمة الإسلام دساتير ولوائح وقوانين بشرية فهي مستمدة من الكتاب والسنة والإجماع والعرف وكذلك المصلحة الغير متعارضة مع الدين الإسلامي.

أما مجال التطبيق لهذه القوانين عند أمة الإسلام فنجده أقل مما هو عليه في تلك الدول الأجنبية وبما أننا أمة الإسلام لم نحترم هذه المبادئ والتي أصدرها لنا مالك الأرض والسماء والكون بأكمله وألزمنا العمل بها قال تعالى (من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها) وشدد الرقابة على تطبيقها قال تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وأرسى مبدأ الثواب والعقاب فيها قال تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)..

ونستعجب نحن كثيرا من هذه الأمة التي ما احترمت القوانين الفوقية والتي هي من الخالق جل في علاه ولا انتابها الخوف من رقابته ووعيده والنار التي أعدها لمن تمسك بغيرها..

أما قوانينها الأرضية والتي تصدر من قبل حكامها فغالبية هذه الأمة لا تلقي لها بالاً وذلك بعكس الأمم من غيرها ولأسباب عدة أهمها:

-نسوا الله فأنساهم أنفسهم.

-نسيان الحاكم للبر فكيف يتذكره المحكوم.

-الرقابة شبه معدومة إلا على القلة القليلة.

-الجهل وإلا لما خالف الفرد قانوناً لمصلحته.

وأخيرا كلما تكلمنا عنه سابقاً يعود إلى مبدأ واحد إن وجد في الفرد المسلم أين كان موقعه حقق به السعادة في الدنيا والآخرة وهو مبدأ الضمير.. هذا المبدأ الذي نرى جنازته تشيع بازدياد عند غالبية البشر من أمة الإسلام ومن كان فيهم على قيد الحياة أصيب بوعكة صحية, فكل إنسان بداخله ضمير وله التحكم بحياة هذا الضمير أو موته وذلك بمجرد العودة إلى الضمير في كل معاملاته ولا يحتاج منه سوى همسة لضميره ويعود للحياة من جديد..

 اللهم أيقظ كل ضمير مات واشف الضمائر العليلة واحفظ كل ضمير حي..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

نبيل البكيري

2024-05-02 00:48:59

النعي المهيب..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد