"يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما" البقرة.. صدق الله العظيم

يثبت القرآن أن ما من تحريم لأي شيء إلا وفيه حكم ومنفعة فالخمور وكل المواد الكحولية المحرمة مؤذية للصحة والكبد ويكفي أنها تفقد الإنسان حاسة التعقل والتفكير, هذه النعمة, نعمة العقل الذي أنعم الله بها على الإنسان وميّزه عن الحيوان فبلغ عقله أعلى مراتب العلم والاختراع فما هو تأثير الخمور وكل المشروبات الروحية على صحة الإنسان؟:

أولاً:

تأثير الخمور على الجهاز العصبي: بعد تناول الخمور يبدأ الإنسان بالشعور بتنبيه عام في الحوار والدورة الدموية ثم يزداد هذا التنبيه ولكن يزول تحكم المخ ومراكزه العصبية على إدارة جسم الإنسان, وبهذا يفقد الإنسان حاسة التعقل المتوازن والتفكير السليم والعقل والتفكير هما مجال تفوق الإنسان ورقيه في المملكة الحيوانية عن البهائم والأنعام, وهكذا تنتصر العاطفة والرغبات والنزوات وتسيطر الشهوات وينهزم العقل ويتعطل دوره.

ومع تعطل دور العقل وقيادته تبقى الحواس البهيمية السفلى نشطة مما يؤدي إلى ارتكاب المآثم والجرائم بغير شعور ولا مبالاة بالمسئولية والنتائج لأن الوعي في دور تخدير وخمول وغيبوبة, ومع الإدمان يؤدي إلى التهاب الأعصاب الطرفية والضعف الجنسي وضعف الذاكرة والشلل أحياناً ويصبح شارب الخمر سكيراً يثير السخرية والاستهزاء وقد يرتكب أعمالاً مشينة, وبذلك يلطخ سمعته وسلوكه ويجني على نفسه بعواقب وخيمة. وهكذا فالنهي الشرعي عن الشراب معناه المحافظة على كرامة الإنسان وسمعته وإبعاده عن كل أذى وذنب يقترفه فيسيء إلى نفسه والآخرين معاً دون وعي, ومن تعبت أعصابه وفقد توازنه يتصرف تصرف المتهور المغامرين المعتوهين أو فاقدي العقل.

ثانياً:

تأثير الخمور على الجهاز الهضمي: إن الواقع الطبي والعلمي يقول إن قليلاً من الخمر أو الكحول يسبب إدراراً كبيراً للعصير المعدي بتأثيره المهيج لغشاء المعدة المخاطي الداخلي وعلى خلايا المعدة, لذلك فالبعض يتناولها كفاتح للشهية, وهذا يسبب هدوء حركات جدار وعضلات المعدة الثائرة ومن ثم تقل تقلصات المعدة وآلامها وهذا طبعاً تأثير مؤقت مسكن ولكنها لا خير فيها بالإضافة إلى تأثير الخمر على الكبد وخلاياه ووظائفه.

ثالثاً: تأثير الخمور على الجهاز الدوري والقلبي:

إن الأشخاص الذين يشربون الخمر ومن ثم الإدمان عليه يصبح عرضة لتصلب الشرايين مما قد يؤدي بدوره إلى تلف القلب واستهلاك الكلى وفي بعض الأحيان إلى نزيف المخ.

رابعاً:

التأثير على مقاومة الجسم: إن الأشخاص الذين يدمنون على الكحوليات باستمرار يعانون من استمرار الالتهابات لأن دوام الشرب يفقد الجسم المناعة والمقاومة وإذا ضعفت مقاومة الجسم للجراثيم التي تغزو جسده يصبح الجسم معرضاً للالتهابات نتيجة انتصار الميكروبات على مقاومة الجسم كما يصبح الإنسان معرضاً لانتقال العدوى إليه بسهولة لكافة الأمراض.

خامساً:

تأثير الخمور على القوى التناسلية: مع الإدمان تتعب الأعصاب وتتخدر وينتج عن ذلك الضعف الجنسي وشذوذ الأخلاق الحسية.. مما يهبط بالمدمنين إلى دركات من الدناءة والقذارة الجنسية مما يجره إلى مختلف المشاكل الصحية الخاصة التي يصعب علاجها.. ولا ريب أن الأطفال الذين ينشأون مع أشخاص مدمنين على الخمر وفي أحضان التحلل والإغواء يخرجون للحياة متحللين خاسرين عاطلين ومجرمين وينحدرون إلى طريق الجريمة والانحراف.