في الطبيعة عددٌ من النباتات فيها الدواء وفيها الشفاء، ويستطيع كل فرد أن يجد منها في متناول يده كل يوم كميات وفيرة تباع في الأسواق وتنبتها الأرض.

وفي أيام الربيع الزاهية المشرقة في القرى عندما نسرح بأبصارنا في الحقول المترامية الأطراف، فإننا نرى الأزهار تتلألأ فيها من كل نوع وكل لون..

وعندما نقف أمام الحدائق فتستهوينا النباتات فيها وقد نسقتها أيدينا وحنت عليها الطبيعة ـ لنتذكر ـ عندئذ ـ أن النشوة ليست في متعة العين ولا في الرائحة الزكية فقط، وإنما هي في شيء أكثر أهمية.. في الفائدة الصحية التي تقدمها لنا ولأفراد أسرنا هذه الزهرة الفواحة أو تلك النبتة اليانعة.

وإذا ذهبنا إلى السوق لنشتري حاجاتنا من بائع الخضار، فلنتذكر أننا لا نجد عنده الغذاء وحده.. وإنما نجد الدواء أيضاً، ففي مختلف أنواع الخضار والفواكه التي تحفل بها محل بائع الخضار والفواكه، كنز دوائي نادر.. ورخيصة الثمن، منحتنا الطبيعة إياه لأنه هو الأصل في بقائنا.. وإن كانت ـ هذه الطبيعة ـ لم تحاول اللجوء إلى ما نفعله معامل الأدوية من الإعلانات المغرية، والدعايات المثيرة.. فهي تقدم لنا الغذاء والدواء بصمت، وبكل بساطة، قياماً منها بواجبها نحو أبنائها.. ليس أكثر.. وقديماً كشف هذا السر طبيب عظم من أكابر الأطباء، وهو "ايبوقراط"- أبو الطب- فقال كلمة مازالت حية صحيحة بعد الأعوام التي أنقضت عليها:" طعامكم دواؤكم، ودواؤكم في طعامكم".

إن كثيرة من الخضروات والفواكه إذا أمعنا معرفة فوائد كل صنف على حده غذائياً وعلاجياً لاكتشفنا أن الطبيعة وهبتنا خيرات وفيرة تشكل مصدر حياتنا وشفائنا من الأمراض، فعلى سبيل المثل لا الحصر نجد أن طبقاً من العدس أو شوربة العدس خير لك من علبة كاملة من شراب الحديد، فالحديد الطبيعي الموجود في العدس تهضمه المعدة ويتقبله الجسم، وأن تناول كأسين من اللبن الزبادي، أو تناول طبقاً من الفول أو الفاصوليا مع كمية في الجبن تمدك بمقادير مناسبة من عنصر الكالسيوم، بالإضافة إلى الخمائر والمعادن الأخرى, أما البصل الذي لا غنى عنه في المطبخ كمادة أساسية في تحضير الكثير من الأطباق الشهية فإنه علاوة على كونه مشهياً ومنبهاً لغشاء المعدة فهو يُنشِّط الدورة الدموية وأثبتت الدراسات والأبحاث الطبية أن البصل من الخضروات القاتلة للجراثيم ويحتوي البصل على العديد من المعادن الضرورية للجسم مثل الحديد والكالسيوم والفوسفور والكبريت كما يحتوي على عدة فيتامينات, كما أن تناول البصل بكثرة وخاصة الأخضر يساعد في تخفيض نسبة السكر في الدم عند مرض السكر.

ولذا فإننا نرى أن أراء (النباتين) على جانب كبير من الصحة حين يؤكدون بأن النباتات من الفواكه وخضار، تحتوي على كل ما يلزم الإنسان من المنتجات العضوية، كما أن الفواكه غذاء مثالي فهي هاضمة ومنعشة ومضادة للتسمم فهي كنز ثمين تحوي العديد من الفيتامينات والأملاح المعدنية بمقادير أكثر مما هو موجود في الخضروات، وبعض الفواكه يحتوي على إمكانات خارقة في الشفاء من كثير من الأمراض.