;
محمد سيف عبدالله
محمد سيف عبدالله

مخرجات الحوار خارطة طريق للمستقبل 1212

2014-05-31 17:17:12


إن هدف الثورة المضادة بفصائلها المختلفة هو إيصال الشعب اليمني إلى درجة اليأس من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، ثم العمل على تمييع تنفيذ مخرجات الحوار، وعرض بديل تحلم قوى التخلف بأن تفرضه، إن على كل اليمنيين أن يدركوا أن مخرجات الحوار تعتبر من المنارات الفكرية والسياسية والمدنية والديمقراطية والتعددية والتي تعقد لأول مرة في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر، وأن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل هي تعبير عن إرادة وطنية وتعبير عن إرادة سياسية وعن حاجة موضوعية وسياسية وثقافية كانت البلاد تحتاجها، وهو أحد منتجات ثورة الشباب، وإذا وُجِد منتج سياسي حقيقي استطاعت ثورة الشباب والشعب أن تخرج به, فهو مخرجات الحوار الوطني ،ولو تساءلنا هل كانت الثورة قادرة على أن تسير بأهدافها التي أعلنت شعارات تغيير النظام، وإسقاطه من أول لحظة؟ وهل كانت البُنية الذاتية للحركة السياسية وللقوى الشبابية تحديداً تمتلك هذا الأفق السياسي، وتمتلك هذه الرؤى والأطر التنظيمية للذهاب بالثورة إلى مداها النهائي بإسقاط النظام وتغيير النظام كمنظومة قيم، وكرؤى، وكمفاهيم؟؟ لنكن واقعيين وموضوعيين, إن المد الثوري اليمني لم يكن قادراً أن يسير إلى مداه بالشعارات نفسها وبالأهداف نفسها و بمضامين الرؤى نفسها التي طُرِحت من أول لحظة، لأن عملية التغيير ليست بالأمر السهل، فهذه العملية تتحكم بها عوامل كثيرة، عوامل عديدة ليست عوامل داخلية فقط، وإنما عوامل إقليمية ودولية، إن المساومة السياسية والتسوية السياسية والتاريخية هي الحل التوافقي الذي توافق مع مصالح الداخل ومع مصالح الإقليم ومع رغبة المجتمع الدولي، وهذا ليس حلاً فورياً بالتأكيد، والحل الفوري سيبرز من خلال ما يُعتمل في المشهد القائم الممارس، وهذا مرهون بدولة قوية كل أجهزتها وقادتها أدوات للتغيير الفوري ،إن مشكلتنا حتى الآن بأننا لم نتصالح مع المستقبل لماذا؟ لأن مفردات الماضي مازالت هي المهيمنة على المشهد الحاضر، وهي التي تفرض نفسها على صورة المستقبل ،وأن مخرجات الحوار التي تم إنجازها إنما وضعت الأسس لبناء المستقبل ،ويجب أن نفهم أن مشروع الثورة مشروعاً مستمراً لا نهاية له ،ومشروعاً قائماً والحاجة السياسية والحاجة الاجتماعية والحاجة الاقتصادية والحاجة الوطنية له ما تزال قائمة حتى اللحظة، وإذا لم يدرك كل أفراد الشعب اليمني هذا الوضع؛ فسيكون معظم الناس مع القوى المضادة للثورة التغييرية وبدون وعي، وقوى الثورة المضادة ترتب أوضاعها ،وتريد أن تعيد المشهد القديم نفسه ،وتخرج قوى الثورة خارج المشهد كليةً، وللعلم بأن مخرجات الحوار الوطني لا تقبل بها كل القوى المرتبطة بالنظام السابق من القوى التقليدية المتدينة سطحياً وكذلك القوى القبلية و العسكرية وغيرها ،وهذه القوى ليست راضية عن مخرجات الحوار الوطني؛ لأن مخرجات الحوار تحاول أن تجيب عن سؤال بناء الدولة ،وسؤال بناء المواطنة المتساوية ،وسؤال الحكم الرشيد، وسؤال التعددية ،وسؤال الديمقراطية، هذه الأسئلة وكثير من القضايا الحاضرة في بنية مخرجات الحوار الوطني ليست من مصلحة قوى الثورة المضادة التقليدية، إن هذه القوى عقدت العزم على إفشال الحوار قبل بدايته وكما عايشنا أثناء الحوار اشتباكات مسلحة هنا أوهناك ،سمعنا اغتيالات لرموز كبيرة داخل مؤتمر الحوار الوطني ،و تهديدات حقيقية لرموز عديدة داخل مؤتمر الحوار الوطني ،وتهديدات وضغوط سياسية ،وضغوط أمنية ،وضرب الكهرباء وأنابيب النفط وكل ذلك محاولات لإفشال مؤتمر الحوار الوطني، ونجح مؤتمر الحوار ،والآن المحاولة لإفشال التنفيذ ،مع العلم أن هذه القوى كانت وماتزال تملك مقدرات الدولة معها، وهي تمتلك قدرات حقيقة قدرات أمنية, قدرات استخبارية, قدرات سياسية, قدرات مالية, قدرات إعلامية, قدرات مختلفة, وهي حاضرة حقيقةً في تفاصيل البنية العميقة للدولة وللسلطة ،وللسلطة الموازية أو الدولة الموازية حاضرة في كل المشاهد ،ولهذا كانت تتحرك بحرية، وحتى الآن هي ما تزال تتحرك بحرية، إن على أبناء الشعب اليمني عموماً والنخب الثورية خصوصا ألاَّ تعطي هذه القوى فرصة لتشويه مخرجات الحوار الوطني ،أو الطعن في هذه المخرجات ، فهي إنجاز سياسي ووطني غير عادي، فلا بد من اصطفاف حقيقي تجاه هذه المخرجات ،ومع هذه المخرجات، وتحويلها إلى حقائق قابلة للتنفيذ في الدستور في القوانين في التشريعات المختلفة, والله الموفق.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد