;
منصور بلعيدي
منصور بلعيدي

من المستفيد من بقاء أبين رهينة للفوضى واللا دولة؟! 1103

2014-04-27 13:41:02


تعيش محافظة أبين هذه الأيام وضعاً استثنائياً مستمراً منذ خروج مسلحي القاعدة منها في يونيو 2012م وما تزال.. ولولا أن اللجان الشعبية تكفلت بحمايتها لعادت إليها القاعدة في غمضة عين ..فبالرغم من أن أهلها مهيؤون تماماً للانقياد للنظام والقانون إن وجد، ومستعدون لبذل كل ما يستطيعون لمساعدة السلطة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار لأنهم أرهقوا تماماً مما جرى لهم ولا يرغبون في العودة إلى التشرد والضياع كما حصل في عام 2011م الذي لم يكن في حسبانهم ولو في رابع المستحيلات كما يقال.. لكن على الرغم من هذا الانقياد الشعبي للسلطة الذي يبديه الأبينيون طمعاً في الأمن والأمان والاستقرار المفقود إلا أن أبين ما تزال تعيش خارج نطاق الدولة بمفهومها المتعارف عليه، والانفلات والتسيب الإداري هو السائد فيها ولا مؤشرات أو قرائن تلوح في الأفق توحي بتغيير الحال إلى الأفضل..

 وظل المواطن الأبيني يرنو  إلى الأفق البعيد عله يجد من يوقف هذا العبث والسراب الحياتي الذي لانهاية له.. واضطر المواطنون إلى التعايش مع اللا دولة ومحاولة صنع الحياة الآمنة في محيط متموج من الفوضى والإهمال الذي لا تخطئه العين أما السلطة المحلية التي يفترض فيها إصلاح ما يمكن إصلاحه خلال عامين من تحرير المحافظة إلا أنها لم تفعل شيئاً يذكر.

هذا التسيب المخيف والمستمر منذ عامين أو تزيد بدأ يتغلغل إلى الأوساط الشعبية بحكم التعايش مما قاد إلى نشر ثقافة التمرد على كل شيء وأصبحت أبين ساحة مفتوحة لمن أراد فرض أجندته مهما كانت سيئة.. فالساحة خالية تماماً من الدولة إلا في حالة واحدة فقط هي في الإيذاء.. فذلك حاضر وبقوة وما دونه فحالة المشاعية البدائية هي السائدة.

أن فقدان مبدأ المحاسبة، قاد إلى تمرد الكثير من المواطنين حتى على المؤسسات الخدمية التي جاءت لخدمتهم في المقام الأول وذلك مسايرة للسائد و(الناس على دين ملوكهم) وتماشياً مع ثقافة التمرد التي هيئت لها السلطة المحلية بسلوكها المريب تجاه ما يجري في المحافظة وغياب إجراءاتها اللازمة لإصلاح حال الأوضاع المتردية في إطار الممكن الذي أصبح من المستحيلات.!!

فمثلاً: مؤسستي الكهرباء والمياه وهما أكثر المؤسسات الخدمية التصاقا بالمواطن وخدمة له ومع ذلك يرفض الكثير من المستهلكين دفع قيمة الاستهلاك منذ سنتين ناهيك عن الديون التي أصبحت في حكم الميتة.. وهذا الأمر سيقود حتماً إلى توقف نشاطهما يوماً ما، لأنهما مؤسستين إيراديتين وتوقف الإيراد معناه توقف الميزانية التشغيلية لهما، والسلطة المحلية تغض الطرف عن هذا الأمر وكأنه لا يعنيها رغم أن حناجر إدارتي المياه والكهرباء قد بحت وهم يطالبون بالحماية الأمنية لهم عند تحصيل مستحقات الاستهلاك.

أما تردي الخدمات العامة فبلغ مرحلة لا تصدق فلا نظافة عامة تذكر والقمامات تملئ الشوارع ولا تنظيف كامل لمخلفات الحرب رغم المقاولات بعشرات الآلاف من الدولارات ولا استصلاح للشوارع والطرق التي خربتها الحرب ولا وجود للأمن العام ولا نيابات ولامحاكم عدى المحكمة الابتدائية بزنجبار التي يديرها قاض شجاع اسمه المفلحي يعمل في ظروف استثنائية، وغياب تام للمؤسسات الصحية رغم وجود هيكل شكلي لمكتب الصحة والسكان بالمحافظة ولكنه خالي من الفاعلية في الواقع، فلا أطباء يداومون في المستشفيات ولا رعاية صحية تذكر وكلما يجري هو مداومة شكلية لإدارة المكتب ومتطوعون في المستشفيات.. ولك أن تتخيل كيف يدار مستشفى الرازي العام بأبين بمتطوعين رغم أن عدد الأطباء فيه يتجاوز المائة وخمسين طبيباً كلهم يعملون لدى المنظمات الدولية العاملة في أبين من أجل الدولارات لا من أجل ما أقسموا عليه حين تخرجهم من إيمان مغلظة بمعالجة وخدمة المرضى بسلوك إنساني رفيع لا يسمح لهم بالتخلي عن مهمتهم الأساسية من أجل المال، وحتى المستشفى التركي المجاني مورست عليه ضغوطاً هائلة من المتنفذين فهجره الأطباء وعادوا إلى تركيا ولم تستفد منهم المحافظة رغم الإمكانات الهائلة التي جلبوها من تركيا لكنها ذهبت إلى المجهول وحرمت المحافظة من خدماته الصحية..

أحد المناوبين في مستشفى الرازي العام قال: إن الشاحنة التي تأتي بالأدوية إلى المستشفى ما أن تفرغ حمولتها نهاراً في المستودعات حتى يأتي الصباح وقد صارت المستودعات خالية الوفاض ولا نعلم أين تذهب .

 أما قضية صندوق الإعمار فحدث ولا حرج فهي من أهم معضلات المحافظة وما يجري فيه من فساد جزء من الإصرار المتعمد على وئد كل ما يؤدي إلى تطبيع الأوضاع في أبين.. أما مشاريع التنمية وصحة البيئة وقضية التوظيفات وما في حكمها فهي من الأمور التي تؤرق المواطن الأبيني ولا يجد لها حلاً في ظل التسيب القاتل وغياب الدولة بكل ما تعنيه الكلمة.

لقد عاد أبناء أبين من مناطق الشتات والنزوح المؤلم إلى مدنهم وقراهم في أبين وهم يتطلعون إلى عودة المياه إلى مجاريها وعودة الحياة إلى سابق عهدها أو أفضل تهيئها لهم الدولة بعد أن أذاقتهم سوء العذاب.. ولكنهم لم يجدوا إلا السراب .. وأصبحت مثل هكذا تطلعات حلماً صعب المنال .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-18 23:21:11

"3-5" حقائق عن اليمن

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد