;
علي ناجي الرعوي
علي ناجي الرعوي

اليمن..الارتباك سيد المشهد!! 1612

2014-04-11 11:50:16


من بين الطرائف التي يتداولها اليمنيون هذه الأيام.. أن مسؤولاً بارزاً في بلادهم حرص على أن يسأل سفير إحدى الدول الغربية عن رؤيته لمسارات الأوضاع في بلدان (الربيع العربي) وأي من هذه البلدان كان الأكثر ثباتاً في مواجهة العاصفة.. فأجاب الدبلوماسي الغربي بأريحية إنها اليمن الذي ينهض أبناؤه منذ ثلاثة أعوام كل صباح ليشرعوا في تدميره ومع ذلك مازال ثابتاً على حاله حتى الآن ولم يتغير على الإطلاق.

تذكرت تلك (النكتة) وأنا أقف مشدوهاً أمام الفؤوس التي يمتشقها اليمنيون ليس لتشييد مداميك دولتهم الحديثة وإنما لتوسيع دائرة الخراب وتحطيم كل مرتكز للنهوض وتحقيق التطور إلى درجة أن كل يوم يمر يعطي الدليل على أن هذا البلد يتجه نحو الالتحاق بقائمة الدول الفاشلة فوحدها لغة السلاح وتناحر الجماعات المسلحة وتصاعد موجات العنف والفوضى هي السائدة بعد أن أدمنت بعض الأطراف هذه التراجيديا العبثية التي قال ادوارد سعيد ذات يوم إننا إذا ما أردنا كعرب أن نتخلص منها فعلينا أن نستورد أدمغة جاهزة وضمائر معلبة من أي مكان آخر في العالم.

لقد انتهت الأزمة التي تفجرت في اليمن مطلع عام 2011م بلا غالب ولا مغلوب واتجهت الأطراف المتنازعة ومن تحالف معها إلى حوارات جدية للبحث عن إعادة بناء الدولة وفق صيغة توافقية تفضي إلى نظام جديد وصيغة مختلفة عن الصيغ السابقة بعد أن سئم اليمنيون كما قال الرئيس عبدربه منصور هادي من عمليات الترميم والتي لم تؤد إلى إعادة لملمة النسيج الاجتماعي الذي ظل منقسماً على نفسه بفعل أخطاء المركزية التي فشلت في تحقيق العدالة والشراكة الوطنية في الثروة والسلطة وبالفعل فقد خرج الجميع من حواراتهم باتفاق على الانتقال إلى دولة اتحادية تتشكل من ستة أقاليم تتقاسم الثروة والسلطة على اعتبار أن اقتسام السلطة والثروة أسهل من تقسيم الأرض والدخول في نفق التشظي والذي قد يحيل هذا البلد إلى قاع (صفصف) مجدب لا تنبت فيه نبتة في

الضوء.

 
غير أن ما جرى ويجري على أرض الواقع لا يبعث على الطمأنينة فمشروع التسوية السياسية أنتج نظاماً لا هو بالقديم ولا بالجديد كما انه الذي أفضى إلى حكومة محاصصة غير قادرة على استيعاب استحقاقات المرحلة الجديدة مما أسهم في ترحيل الكثير من القضايا والمهام التي كان ينبغي لها أن تمهد الطريق للعبور من الماضي إلى المستقبل ومن القديم إلى الجديد ومن الثورة إلى الدولة ومن الاضطراب إلى الاستقرار الأمر الذي استدعت معه الحاجة إلى مرحلة انتقالية ثانية يجري خلالها إنجاز المهام المؤجلة من المرحلة الأولى والإعداد للدستور الجديد والاستفتاء عليه من قبل المواطنين قبل التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية في ضوء الدستور الجديد وهو ما يعني معه أن الانتقال إلى نظام الأقاليم سيتطلب هو الآخر مرحلة انتقالية ثالثة غير محددة الأهداف والأزمنة.

وما يخشى منه حقاً هو أن تتعثر ولادة اليمن الجديد في ظل معادلة كانت ومازالت عصية على التفكيك والاحتواء فالحوثيون يصرون على التمدد والتوسع في أكثر من محافظة ضمن رؤية شاملة لإضعاف الدولة وإسقاط هيبتها فيما إرهابيو (القاعدة) يعيثون فساداً ويزدادون توحشاً بل إنهم الذين صعدوا من هجماتهم على أفراد الجيش والأمن بصورة توحي إلى انهم من يسعون إلى إعادة اليمن إلى كهوف الجاهلية، والحال نفسة ينطبق على العناصر الانفصالية التي تعمل على توسيع حالة الارتباك بحيث تتكاثر المياه الملوثة التي تسبح فيها تماسيح العنف والفوضى والقتل في هذا البلد الذي تتقاذفه الكثير من العاهات المستديمة.

الرياض

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد