;
رائد محمد سيف
رائد محمد سيف

هل اٌستُشهد الربيع العربي..؟ 1343

2014-02-04 11:56:28


في ظل التحولات التاريخية للأمم والشعوب ننظر للتحول التاريخي على الساحة العربية الذي بدأ يفرض نفسه على الواقع السياسي العربي بعد تراكمات لعقود طويله، فحينما هبت نسمات الربيع العربي على بعض الدول العربية، لم تكن الشعوب علي استعداد لهذا الربيع الذي فاجأ الجميع، فبعد سنوات وعقود طويلة من الإقصاء، والكبت والتضييق والقمع من قبل السلطات الحاكمة، لم تكن الشعوب العربية لديها الرؤية الواضحة عن أشكال ونظم الحكم التي تريدها، ولم تكن قد تدربت من قبل على الاختلاف والتعامل مع الآخر وإدارة حوار معه في جو من الحرية والديمقراطية، لم تستعد الشعوب العربية في دول الثورات لتحمل مسئولية إدارة الأزمة والتعامل مع المشكلات التي طالما عانت منها وقامت بثوراتها من أجل التخلص من تلك المشكلات، وتأتي في مقدمتها مشكلات الحرية والديمقراطية والتعددية والحوار مع الآخر، أو يمكن القول أن الأنظمة السابقة لم تعطي شعوبها الفرصة لوضع البديل لإدارة البلاد .

انفجار الشرق الأوسط بالانتصارات الافتراضية عاد العرب إلى أقدم عاداتهم، استأنفوا تاريخ الغزوات القبلية لا شيء نفع في خلال نصف قرن من التجارب، لا القومية ولا اليسار، ولا الحلم الناصري ولا المغامرات الوحدوية، ولا الإسلاميون ولا الثورات العابرة، ولا الربيع الذي انطفأ قبل أن يزهر.

عادت العروبة تستل السيوف وتسحب الخناجر من الأغماد، عاد العرب يتبادلون تقطيع الرؤوس وأساليب السبي وغنائم الحرب بين دول فاشلة وأخرى عاجزة وثالثة خائفة، ما عادت في الشرق دولة تستحق اسم الدولة، تفككت الدول العربية أو إنها متجهة نحو التفكك، انزلقت كل القيم المجتمعية إلى التناحر المذهبي، غابت الفروق بين ملكيات وإمارات وجمهوريات، امّحت التباينات بين النماذج الاقتصادية ، أغرقت الشعوب في عدوى ثورات بلا مشاريع، صارت الثورات والأنظمة أو ما بقي من الأنظمة تنشد ود الخارج والأجنبي ليرسخ ثورة أو ينقذ نظاماً.

هي نهاية أحلام عربية دغدغت أجيالاً في مراحل مختلفة، لا بل هي نهاية وطن عربي صار أوطاناً وأقاليم ، تمهد لصراعات مقبلة مرشحة للتفاقم عقوداً طويلة، انتصرت دول وأمم وهزم العرب لأن الانتصارات تحققت بدم العرب وعلى أرضهم، أي عربي يستطيع أن يدعي اليوم انتصاراً طالما أن معظمهم يدرك أن مستقبل هذا الوطن بات رهناً بيد الغربي، من يستطيع منهم ادعاء الانتصار طالما أن أحلام الاستقلال والسيادة والقرار المستقل انتهت إلى حلم كسب رضى ودعم دول أجنبية؟ من يدعي الانتصار إذا كان المشروع الوحيد لمستقبل هذا الوطن العربي هو مكافحة الإرهاب بقيادة دول أجنبية؟.

تفكك العراق، دمرت سوريا، ينفجر لبنان وانفصل جنوب السودان، ويتجزأ وطننا الغالي إلى عدة أقاليم، وتتفشى فيه الصراعات الطائفية، وتصفيت الحسابات، انزلقت مصر إلى فخ الاقتتال الداخلي، والتخلي العربي عن فلسطين بمشروع كيري وبموافقة عربية على يهودية الدولة الصهيونية وعدم حق العودة، و صار فيها الفلسطيني مشتبهاً فيه حتى يثبت العكس، غرقت حركة حماس في أتون الصراعات العربية، صارت مشتبهاً فيها في معظم الدول التي احتضنتها سابقاً.

غرقت ليبيا في نزعات الانفصال كل هذه الدول والحركات والأحزاب أسهمت في الحرب على العدو الصهيوني، أو على الأقل في دعم الفلسطينيون، كاد بعضها يؤسس جدياً لتوازن الرعب مع العدو الصهيوني، ويبدو أن الكيان الصهيوني أبرز الرابحين من التفكك العربي والتباغض المذهبي وتفكك الدول، لقد أصبحت الفتنة المذهبية التي استشرت في جسد الوطن العربي تقضي عليه .

كل ما تقدم خطير، لكن الأخطر هو انتهاء الثورات العربية إلى منزلقات التقاتل والتذابح والاغتيالات والارتماء في أحضان الغرب .

كل ما تقدم خطير، لكن الأخطر هو فقدان المعارضات أسباب بقائها بعدما سقطت في فخ وأوهام السلطات، فتنافرت وتقاتلت، وكادت تنسى لأجل ماذا قامت، استشهد الربيع العربي قبل أن يزهر, غداً سيعود الغرب إلى التحالف مع الجيوش, لا بد من جيوش قوية في سوريا ومصر والعراق وتركيا والأردن وتونس وليبيا واليمن لدرء خطر الإرهاب, لم تعد الديمقراطيات والحريات هي الأولوية في الوطن العربي بل مكافحة الإرهاب .

بات المستقبل معروفاً تماماً، ما عادت دولة عربية واحدة قادرة على الاستمرار دون دعم خارجي، سيتفنن الخارج في رسم حدود جديدة بديلة لتلك التي رسمها مارك وسايكس، والتي عرفت باتفاقية سايكس بيكو وقسمت الوطن العربي، ولا بد من تغيير أنظمة وتعديل بعض أنماط الحكم في الخليج العربي، انتهى الوطن العربي بصيغته المستندة إلى سايكس بيكو، فتحت الأبواب لتقسيمات جديدة ترسمها مصالح الدول والأمم، ستدفع الشعوب العربية ثمن هذه المصالح كل ما دون ذلك هو مجرد انتصارات وهمية، الجميع مهزوم حتى لو اختلفت نسب الهزيمة.

لم تبقى سوى الشعوب العربية، التي قادت وتقود الثورات لتساند بعضها البعض، فالنجاح لا يكتمل في بلد إلا باكتمال النجاح في باقي الوطن العربي الحبيب، لأن الربيع العربي جاء ليس من أجل لقمة عيش، بل جاء من أجل الحرية في الداخل، والكرامة في الخارج، والتي لن تتحقق إلا باتحاد ووحدة الشعوب العربية بعد التحرر من حكامها المستبدين الطغاة .

الشعوب العربية مطالبة بالوقوف إلي جانب بعضها البعض ضد منظومة الحكام المستبدين في عالمنا العربي، وإذا كان الحكام لا يريدون مناصرة الثوار ووقف شلال الدماء، فليأتي دور الشعوب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد