;
د.عبدالسلام الصلوي
د.عبدالسلام الصلوي

نكبات الحياة..كيف نواجهها ونتغلب عليها! 1359

2013-12-11 11:11:21


الحياة عبارة عن ممرات يتوجب علينا عبورها.. لكن هذه الممرات ليست ممهدة تماماً ولا مفروشة بالدرر بل تكثر فيها المطبات والمحن التي قد تؤدي إلى كوارث مدمرة.. من هنا مطلوب أن نكون دوماً متأهبين للكفاح وعلى مستوى المواجهة، لكن كيف يتحقق لنا ذلك؟.

إننا كأطفال وبالغين، يمتلك معظمنا أحلاماً للمستقبل، وعبر سنوات العمر نضع الخطط ونتخذ الخطوات تجاه تحقيق هذه الرؤى والأحلام ومع ذلك وبصرف النظر عما تكون عليه مخططات أحلامنا وإنجازاتنا الشخصية من القوة، لا ينجو أحد منا من الصدمات والأحداث المفاجئة أو بتعبير أوضح (نكبات الحياة) فالمرأة التي كانت أعلى أحلامها أن تصبح أماً تكتشف فيما بعد أنها عاقر والشاب الذي أمضى سنوات طويلة في الدراسة ليصبح محامياً يتعرض لمرض فجائي وخطير عشية اليوم الذي يتأهب فيها لدخول الامتحان النهائي والأخير من سنوات دراسته، والأب الذي يقضي سنوات عمره ويفنى زهرة شبابه من أجل رعاية وتربية أبنائه ويبذل قصارى جهده في الاهتمام بهم حتى يشبوا ويكبروا ثم يهجرونه ويصبح غريباً بالنسبة لهم.

ينهار بعضنا ويفقد أعصابه حيال هذه المآسي غير المتوقعة، ويصاب البعض منا بانهيار عصبي أو باكتأب قد يدوم عدة أشهر.

في الوقت- الذي يستجمع فيه بعضنا الآخر شجاعته الجسدية والنفسية ويشحذ شحنته من مهارات التحدي والمواجهة ليخرج من ظلام الساعات الحالكة إلى الجانب الآخر- شاطئ الأمان، أقوى من السابق وأكثر مرونة، وحتى أشد تفاؤلاً مما كان عليه قبل المحنة، وأهم ما يجب عليه اتباعه من يواجه مطبات الحياة ويمر بمحن مماثلة، الالتزام بمزيد من الحركة والعمل والاعتماد على الله أولاًَ، وعلى الأصدقاء والاحتفاظ بروح المرح والتضرع إلى الخالق القدير والتحلي بروح الأمل، وعلى النقيض من ذلك يظهر الأشخاص دور المعنويات المنخفضة الذي لا يتصفون بالسعادة والتفاؤل مجموعة مختلفة من التصرفات والسلوكيات فتراهم يفرطون في الأكل أو ينغمسون في تناول المشروبات الكحولية أو يتناولون العقاقير المهدئة أو المنومة، لذلك فإن الإستراتيجية السليمة للأشخاص الناصحين الأصحاء التي يستعملونها خلال أوقات المحن تتجسد في المواصفات التالية:

(التوقع، والإيثار، وقمع النفس، وصقل القدرات الطبيعية، والمزاح المرح) إن شدة الإيمان بالله والصلاة تمنح الشخص الراحة والسكينة، إن جوهر عملية الشفاء من أية صدمة أو خسارة متمثلة بحوادث الحياة تكمن في استعراض سلوكنا السابق ونكتشف مكامن الخطأ، حيث نكون قد أسأنا استعمال وسائلنا الدفاعية بما يحقق لنا المساعدة المرجوة نادراً ما يصبح الثبات أو الشجاعة تصرفاً إبداعياً يقرب من الكمال من دون التمرس بالمحن والشدائد.

يستطيع المرء أن يلاحظ المشاعر المؤلمة التي تفرزها المحنة الناجمة عن حادث حياتي، تصبح حوافز دافعة داخل أعماق بعض الأشخاص، يمكنك أن تسميها عزماً أو تصميماً؛ هذه الحوافز الدافعة هي وراء نمو ذلك العز والشجاعة في ولوج حقل مجهول إلى ما وراء المشاعر السلبية حيث تبرز عدم الخبرة أحياناً أشخاصاً مختلفين، هؤلاء الأشخاص يتفوقون وراء نطاق ذواتهم فيصبحون رواداً في التغلب على نكبات الحياة وحوادثها المؤلمة.

أخيراً نستخلص مما سبق خارطة الطريق التي ترشدنا إلى بر الأمان والتي تتلخص في الآتي:

1-تنظيم الحياة والعلاقات الاجتماعية والعاطفية وخاصة مع أفراد الأسرة.

2- واجه الحقيقة ولا تتهرب منها.

3- لا تدع النقد الهدام والظالم يقلقك.

4- ضع المشكلة التي تعاني منها نصب عينيك وأنت في حالة هدوء واسترخاء وفكر بطريقة هادئة للبحث عن حل منطقي وصحيح لتلك المشكلة.

5- فكر بغيرك تنس همك وأفعل الخير تنج من المرض والقلق والهموم.

6- تضرع إلى الله وراقبه في كل تصرفاتك وواظب على أداء الصلوات وتذرع بالصبر.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد