;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

اشتدي أزمة تنفرجي.. 1420

2013-10-31 18:35:34


 فقط تدبر وتأمل أخي القارئ بعضاً من قصص القرآن الكريم ستجد كم أن عناية الله عز وجل كانت في طريق من استعان به، وفوض أمره إليه، وعاش حياته في ظلاله، هذا نبي الله (يوسف) عليه السلام عندما ذهب به إخوته وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب، أوحى الله إليه وهو في غيابة الجب بالغد المشرق الذي سيتمكن فيه، وسيخبرهم بما فعلوه.. " فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ" الآية ١٥، يوسف.. وقد كان، وأنبأ أخوته بما فعلوا به وبأخيه، بعد أن مكّن الله له، وجعله على خزائن الأرض .. "قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ" الآية ٨٩، يوسف. وتأمل ما حدث لـ (أم موسي) إذ أحيط بها وهي الأنثى وهي خائفة تترقب، تحتضن ولدها، وفرعون يذبّح الأطفال من حولها.. فبينما هي كذلك إذ أوحى الله إليها بأن تلقي ولدها وفلذة كبدها في اليمّ، ووعدها سبحانه برده إليها ومن ثمّ فعليها ألّا تخاف ولا تحزن.. "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" ٧ ، القصص.. وقد كان، ورده الله إليها، بعد أن سخّر له فرعون وهو لا يشعر – فكانت ترضع ولدها وتأخذ أجرها "فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ" ١٣ ، القصص. وما حدث مع نبي الله (يوسف)، ومع (أمّ موسي) حدث مع النبي الخاتم (محمد صلي الله عليه وسلم)، إذ اضطر للخروج والهجرة بعد ما ضاقت مكة به وبدعوته، وتآمر القوم على الخلاص منه.. "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" ٣٠، الأنفال. وبينما النبي, صلي الله عليه وسلم, في طريقه وهو مطارد إلى المدينة، أوحى الله إليه بقوله تعالى:" إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ .." ٨٥، القصص.. بل لقد كان من أمره أنه في شعب أبي طالب محاصر مع أصحابه كان الواحد لا يجرؤ على الخروج لوحده لقضاء حاجته ومع ذلك كان يبشرهم بفتح كسرى وقيصر وكنوز صنعاء ، والمشهد يصوره لنا سلمان عندما قال رضي الله عنه:( ضربت في ناحية من الخندق , فغلظت عليّ صخرة ، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – قريب مني، فلما رآني أضرب ورأي شدة المكان عليّ ، نزل فأخذ المعول من يدي ، فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة, قال: ثم ضرب به ضربة أخري , فلمعت تحته برقة أخري , قال : ثم ضرب به الثالثة ، فلمعت تحته برقة أخري ، قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب ؟ قال : أو قد رأيت ذلك يا سلمان ؟ قلت : نعم. قال : أما الأولى فإن الله فتح عليّ بها اليمن ، وأما الثانية فإن الله فتح عليّ بها الشام والمغرب , وأما الثالثة فإن الله فتح عليّ بها المشرق ) الحديث حسن بطرقه. بشّر النبي صلي الله عليه وسلم بهذه الفتوحات في وقت عصيب ألمّ بالناس ، وصفه الله (عز وجل) بقوله تعالى:" إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا" ١٠، الأحزاب.. هذا الجو الخانق جعل أرباب النفاق يتندرون في ضيق وغيظ بقولهم: إن محمدا يعدنا كنوز كسري وقيصر، وأحدنا لا يأمن على خلائه!.. بيد أن ما وعد به النبي صلي الله عليه وسلم قد تحقق وفتح الله لرسوله وصحابته بلاد كسرى بفارس، وبلاد قيصر بالشام، وبلاد اليمن بالجزيرة. رسالتنا من هذه التوطئة للشرفاء في مصر أن لا تيأسوا فألام المخاض مهما اشتدت وطالت تسفر عن مولود جديد، فإن الآمال تولد من الجراح والآلام، ولاسيما لمن سعى إليها بكل جد واجتهاد ، وإن تندر المتندرون، وشمت الشامتون، فسيأتي يوم سيخرص فيه أرباب هذه التندرات، أما لماذا فلأن الحق دولته إلى قيام الساعة وإن كال الزمان به، أما دولة الباطل فساعة، وعلمنا يقينا أن الحق إذا توارى عن الواقع فإنما هو يعمل على اجتثاث الباطل من جذوره. يحضرني في هذا السياق كلام غاية في الروعة والدقة لشهيد القرآن سيد قطب وهو يتحدث عن إنبثاقة الحياة" الشمس تطلع والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق من هنا وهناك، كلّ شيء إلى نماء، نماء في العدد والنوع ،نماء في الكم والكيف، لو كان الموت يصنع شيئا لأوقف مدّ الحياة!.. ولكنه قوّة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزّاخرة الطافرة الغامرة من قوة الله الحي تنبثق الحياة وتنداح".. أتممت هذا الكلام وقلت سبحان الله هل كان سيّد رحمه الله سيسرّ أم سيحزن وهو يرى الأمة المسلمة، ومصر الكنانة تنفض عنها غبار الوهن، وتتنسّم مع رائحة الدم رائحة الحريّة والانطلاق، وتنداح في عروقها انتفاضة الحياة الكريمة، وقد سقيت بمياه النبل والتصبّر والثبات. أختم وأعزي إخواني في مصر الكنانة الذين ما زالوا قابضين على جمر ثورتهم رغم الدماء التي سالت منهم وما زالت، وأقول لهم, اشتدي أزمة تنفرجي", فكهذا علمتنا الأيام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد