;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

40 دقيقة فضيحة 1287

2013-10-13 18:53:20


 في "40" دقيقة هي مدة الخطاب الفضيحة لعلي جمعة المفتي السابق لجمهورية مصر العربية والذي سرب ناشطون مصريون مقاطع مصورة من كلمة ألقاها بحضور وزير الدفاع/ عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، دعا فيها لإطلاق النار على المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، الذي قال إن شرعيته سقطت لأنه يعتبر -حسب قوله- إماما محجورا عليه بسبب اعتقاله. وخاطب جمعة الحاضرين -الذين كان من بينهم عدد من قيادات الشرطة والجيش- بالقول إن الرؤى قد تواترت بأنهم مؤيدون من قبل الرسول، وطالبهم باستخدام القوة وبعدم التضحية بجنودهم من أجل من سماهم الخوارج. وقال جمعة في الكلمة -التي يرجح بحسب مراقبين أنها ألقيت في الثامن عشر من أغسطس/آب الماضي- "اضرب في المليان، وإياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج، فطوبى لمن قتلهم وقتلوه، فمن قتلهم كان أولى بالله منهم، بل إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش، فإنهم لا يستحقون مصريتنا ونحن نصاب بالعار منهم ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب". وأضاف "ناس نتنة ريحتهم وحشة في الظاهر والباطن والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من هذا. يقولون الشرعية فأي شرعية والإمام المحجور في الفقه الإسلامي ذهبت شرعيته، فهذا الإمام محجور عليه يعني معتقل، والمصيبة أن أمره قد ذهب إلى القضاء فسقطت شرعيته إن كانت قد بقيت له شبهة شرعية، وهو لم تبق له شبهة شرعية". وقال مخاطبا الحاضرين "لقد تواترت الرؤى بتأييدكم من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قبل أولياء الله عندما رأيت صور مسجد الفتح بالأمس فالزبالة والنجاسة والرعب الذي كانوا فيه وكأن الله أنزلها في أولئك. هناك مسجد حرًقه رسول الله لماذا لأنه لا يريد هذه اللواعة ولا هذا المكر ولا هذا الإثم في الظاهر والفساد في الباطن، ولذلك سمي الخوارج بكلاب النار مع صلاتهم وصيامهم وقرآنهم". وتابع "لا تخف بدعوى الدين فالدين معك والله معك ورسوله معك والمؤمنون معك والشعب بعد ذلك ظهير لك. اثبتوا وانقلوا هذا الشعور إلى أهليكم وجيرانكم وأفرادكم وجنودكم انقلوه وشيعوه. نحن على الحق سيهزم الجمع ويولون الدبر". وختم بالقول "شكرا لكم، هذه هي سماحة الإسلام، وهذه هي قوة الإسلام وحلاوة الإسلام. شكرا لكم لهذا اللقاء وآسف على الإطالة وندعو الله سبحانه وتعالى فنقول اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا ونسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تنصرنا على من عادانا اللهم يا رب العالمين عليك بهم اللهم عليك بهم اللهم عليك بهم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد هذه الجمل التي اجتزأناها من خطابه والتي تدعو صراحة إلى ارتكاب القتل مع نية السبق والإصرار بقي أن نسأل سؤالا واحدا هل كان في قلب المفتي ذرة خوف من الله وهو يشيع ثقافة القتل ويوزع صكوك الغفران على مرتكبيه من الجيش والشرطة ، ما الذي يقي يا سادة في قلب هذا الرجل من وطنية ما زالت تعشعش في قلبه ، أم أنها القلوب عندما يطمس الله عليها فلا تصبح ترى من المعروف أو المنكر إلا ما أشرب من هواها. إن المفتي علي جمعة هذا الكائن الغريب المتعطش للدماء يذكرني من خلال تسجيله الذي سرب مؤخرا بحادثة مشابهة حدثت مع ما يسمى مفت في إحدى الدول العربية لما قامت فتاة فلسطينية اسمها آيات الأخرس بعمل بطولي تمثل بتفجير نفسها في رتل عسكري أردتهم ما بين قتيل وجريح ويومها علمنا كيف هزت هذه العملية قلب الكيان الإسرائيلي، ظهر بعدها وبلا مقدمات أحد المفتين يعترض على هذه العملية التي وصفها بالمقززة، يومها تصدى لهذه الفتوى الشاعر السعودي والسفير السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية فنظم قصيدة وترت العلاقة ما بين أمريكا والسعودية، وقد أهداها للاستشهادية آيات الأخرس وانتقد فيها مثل هذه الفتاوى فقال فيها :
يشهد الله إنكم شهداء*يشهد الأولياء والأنبياء
متمُ كي تعز كلمة ربي * في ربوع اعزها الإسراء
انتحرتم؟! نحن الذين انتحرنا * بحياة.. امواتها الاحياء
أيها القوم! نحن متنا.. فهيا * نستمع ما يقول فينا الرثاء
قد عجزنا.. حتى شكا العجز منا * وبكينا.. حتى استفاق الرجاء
وركعنا.. حتى اشمأز ركوع * ورجونا.. حتى ازدرانا البكاء
وشكونا إلى طواغيت بيت * أبيض ملء قلبه الظلماء
ايها القوم! نحن متنا.. ولكن * أنفت أن تضمنا الغبراء
قل «لآيات» ياعروس الغوالي * كل حسن لمقلتيك الفداء
حين يخصى الفحول.. صفوة قومي * تتصدى للمجرم الحسناء
تلثم الموت وهي تضحك بشراً * ومن الموت يهرب الزعماء
فتحت بابها الجنان وحيت * وتلقتك فاطم الزهراء
قل لمن دبجوا الفتاوى.. رويداً * رب فتوى تضج منها السماء
حين يدعو الجهاد.. يصمت حبر * ويراع.. والكتب.. والفقهاء
حين يدعو الجهاد.. لا استفتاء * الفتاوى يوم الجهاد الدماء..

وعلى ضوء ما سبق أقول متيقنا وانا العبد الضعيف المتواضع الذي لا أعرف كثيرا مما يعرفه العلماء أن كلام علي جمعة لن يمر أبدا دون حساب رب العالمين في الدنيا والأيام بيننا فقط تابعوا حياة هذا الرجل، ولا أستبعد في هذا السياق أن يتم اغتياله من جيش السيسي لتلفيق التهمة على الإخوان لمعرفتهم أن أنظارا لناس اليوم ستذهب نحوهم نظرا للحرب الشعواء التي يشنها جمعة على الإخوان ليس أقلها وصفهم بالخوارج والبغاة الذين أجاز الإسلام قتلهم، ويا سلام عليه هذا الإسلام إنه إسلام علي جمعة.. سيأتي اليوم الذي سيكتشف فيه جمهور الناس زيف هذا الرجل ستنفضح تدليساته وتلبيساته على الله، والتحقيق معه ومحاكمته جنائيا في دولة الشرعية لا محالة آتية لأنه يدعو صراحة للقتل ويأمر به ويحض عليه، ويثير الفتنة في المجتمع، ويكرس للانقسام السياسي والاجتماعي والفكري بما يهدد أمن المجتمع، فهذا حكمه عقلا الحجر وكذلك شرعًا كما قرر بذلك علماء مصر، إذ أن ضرر المفتي المنحرف على الأديان أعظم من الطبيب الفاسد على الأبدان "كما أفادوا. والعجيب أنه ليست هذه المرة الأولى التي يصف فيها هذا المفتي معارضي الانقلاب بالخوارج، وإنما أطلق عليهم هذا الوصف في غير مناسبة وفي غير خطبة، وكانت الجبهة تنأى بنفسها عن الرد على مفتي الدماء، لأنها رأت أن ما يقوله دجل وخرافات ولا يستند لأي دليل، وإن أتى بدليل فإنه يلوي عنقه ويلبس به على الناس". إن الإنسان ليصاب بالاسى وهو يرى هذا المستوى الذي يمكن أن يصل إليه "شيوخ السلطان" ليلقون الله تعالى بهذه الدماء التي أفتوا بإهدارها، واستخدامهم لألفاظ بذيئة وأوصاف قبيحة يتنزه عنها المسلم، فليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد