;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

قلاع الانقلاب تتهاوى 1053

2013-10-06 11:52:03


على الرغم من المواقف المخزية التي ارتكبتها الطغمة النخبوية الداخلية المصرية، إضافة إلى المواقف المحلية والإقليمية الدولية التي غضت الطرف عن الانقلاب ناهيك عمن أيده جهارا نهاراً، وعلى الرغم أيضاً من التدفق الشلال للمال الخليجي الذي ساند الانقلاب العسكري في مصر بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، على الرغم من كل ذلك رأينا اليوم أن القطار الذي ركبه قادة الانقلاب ومن ساندهم اصبح يسير بهم على عكس التيار والطريق التي خطط ورسم لها، وأصبحت قلاع هؤلاء مهددة بالسقوط المدوي والاندثار من الداخل ، والتآكل الظاهر الذي أصبح لا يخفى على مبصر بعين واحدة، أما لماذا فالسبب يعود لأن الأرض بتتكلم مصري والشرفاء من أبناء هذا الوطن متشبثون بحقهم ولن يفرطوا بشيء منه قيد أنملة، ويا سلام ما أجمل قول الشاعر:
تحوّل (البعض) إلى بِغــالِ .. وانقلب العقـلُ إلى (عِقـالِ)
وأصبح النفط لهم إلـــــهاً .. يحكـم بالـــدولار والـــــريالِ
كَعْبَتُهُ (بِيَـــادةٌ) إليــــها .. يحجّ كلُ (ناشــطٍ لبــرالــي)
دستورهُ: حمامةٌ وغصــنٌ .. مُقيّـدان رهــــن الاعتقــــالِ
يُعطي (الأقليةَ) مبتغاهــا .. جبراً بأغلبيـــة ( الأوالي)
وليس (للرؤوس) من حقوقٍ .. لدى ديمقراطية (النعــالِ)
يا عقــل الغـــرب المغتــربِ .. ونبــي الفكــر (المُنقلِــبِ)
لا زالــــت أمتنــا حبلــــــى .. برمــوز الدهشة والعجـــبِ
لــن تعنــو جبهتهــا أبـــــداً .. لك أو تهوى ثني الركــــبِ
فتآمــر إن شــئت عليهـــــا .. وتحـــكم بخــيوط اللعــــبِ
ستجيبـك مصـر بلهجتهــــا .. الأرض بِتِتْكَلِــمْ عربــــي)
العجيب في الأمر أن الجهود الجبارة التي بذلت من أجل إنجاح هذا الانقلاب نرى لها اليوم بوادر من الفشل تتجلى في أوضح الصور رغم كل المحاولات المستميتة التي أراد لها الانقلابيون أن يطفئوا من خلال دمويتها وغطرستها جذوة الإخوان المسلمين ككيان له وجوده بين أوساط الشعب، باءت محاولاتهم بالفشل وما زالت وليس أقلها أن مرسي بدلاً من أن كان رئيساً لدولة أصبح قائد ثورة، والإخوان المسمين بدلاً من أن كانوا في 25 يناير بعض الثورة أصبحوا بعد 30 يونيو كل الثورة، على الرغم من انهم لا يقولون بمثل هذا الكلام، لان نضالهم يشرفه بأن يقومون به مع أبناء شعبهم الذين وفوا معهم ومازال حتى اليوم.
وهذه المحاولات التي بذل لها أطرافها الغالي والرخيص من أجل أن ينجح انقلابهم أصبحت وبالاً على أصحابها وسيزيد وبالها عليهم مع قادم الأيام, لأننا اليوم نتحدث عن مظاهرات استطاع أصحابها أن يصلوا بها إلى ميدان التحرير ورابعة والنهضة، شعب هذه عزيمته هل سيفل منها الحديد؟.. لا أعتقد ذلك.
لقد استقبلنا بنشوة عارمة أصابتنا بأنسامها العابقة, شعرنا بها في أرواحنا خبر وصول جموع الغاضبين إلى الميدان التي كانت بالأمس محظورة على أنصار الشرعية.. ففي الوقت الذي دعا فيه وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى الإسراع في إنهاء المرحلة الانتقالية لسرعة العودة إلى الاستقرار في البلاد، نظم معارضو الانقلاب العسكري في مصر مظاهرة بـميدان التحرير مساء الثلاثاء للمرة الأولى منذ عزل الرئيس محمد مرسي، في حين أكدت جماعة الإخوان المسلمين تمسكها بإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية، وقد جاء وصول المسيرات المعارضة للانقلاب إلى ميدان التحرير في ختام يوم حافل من الاحتجاجات التي بدأت أمام جامعة القاهرة وغيرها من الجامعات المصرية للمطالبة بعودة المسار الديمقراطي استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية لتنظيم مظاهرات ضمن أسبوع "الشباب عماد الثورة".
وبفرح بالغ يعلم الله شاهدنا لقطات بثتها قناة الجزيرة للمظاهرة من داخل ميدان التحرير، وقالت رويترز إن نحو مائة شخص تظاهروا بالميدان، مرددين هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر" في رمزية كبيرة, كون الميدان مهد ثورة 25 يناير، وثورة ما يسمى كذبا بثورة ثلاثين يناير، فلقد قامت هذه الوقفة التين أدت بسقوط حكم العسكر بكسر الخطوط الحمراء التي يضعها الجيش على بعض الميادين.
أما الطلاب الرائعون الذين وصلوا لميدان نهضة مصر فقد كانوا طلاباً منتسبين لجامعة القاهرة بورك في غرسهم، قاموا بالتظاهر حتى وصلوا إلى الميدان ، حيث مقر الاعتصام السابق لمؤيدي الرئيس المعزول، ووقعت اشتباكات بين الطلاب وقوات الأمن، التي تدخلت لتفريق المتظاهرين, على الرغم من أنهم يتبعون حركة "شباب ضد الانقلاب"، وجميعهم من غير المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين أو التيار الإسلامي الذي أثبت أنه على قلب رجل واحد وأنه لن يتراجع عن المطالبة بإنهاء "الانقلاب العسكري الفاشي وعودة الشرعية".. يحدث ذلك العزم والإصرار في الوقت الذي مازال فيه الإنقلابيون يتخبطون يميناً ويساراً لا يكلون ولا يملون من استحداث طرق ووسائل لتجميل انقلابهم أمام الرأي العام المصري الذي لم يعد يثق فيهم, خاصة بعد المذكرات الأخيرة التي نشرها سامي عنان والتي صوبها نحو قادة الانقلاب العسكري, يتهم صراحة بأنهم أيضاً ممن تآمر على ثورة "يناير".
آخر التقليعات التي قام بها الإنقلابيون إيفاد المستشار الإعلامي للجدار المحنط "عدلي منصور" للتحاور مع مجموعة زعمت بأنها منشقة عن الإخوان المسلمين, في الوقت الذي تنفي الجماعة صلتها بهم, واصفة إياهم بمجموعة شبان لا صلة لها بهم، مكذبة ما ادعته بعض وسائل الإعلام من أنها منشقة عن الإخوان.. إنها إذن هرطقات وبالونات إسعافية لا تكاد تستقر على مكان حتى تنفجر، وهذا هو دأب الإنقلابيون اليوم، فما يقومون به خطوات لن يكتب لها القبول داخل المجتمع المصري, لأنه لفظهم ولم يعد يعيرهم أدنى اهتمام, لأنه رسم طريقه وصوب جهده نحوه.. وياسلام.. مجدداً أقول ما أجمل قول الشاعر:
مهــلاً يا أعــراب العصـــــرِ .. يا طعنة غــدرٍ في الظـــــهرِ
يا أكياس نقــــودٍ أغبــــى .. من أن تَشري أو تستشري
زيـــدوا أمتنــــــا إغـــــراءً .. كــي تبصق مالكـمُ المُغري
واستمعـوا لزئيــر بنيهــــا..( الأرض بِتِتْكَلِـــمْ مصــــري)
تبــــاً لشياطيـــن الإنــسِ .. عــادوا مــن ظلمـات الأمسِ
فــي يدهــم مالٌ وسـلاحٌ .. وحنينٌ لــزمــان الكــرســي
ما فهــموا الدرس وآن لهم .. يا أمتنــا فَهْـــم الــدرسِ
فليصغــوا للشعـب يغنــي .. الأرض بِتِتْكَلِــمْ مـرسـي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد