;
عبد الباسط الشميري
عبد الباسط الشميري

اليمنيون في ورطة شكل الدولة (وما لونها)! 1352

2013-09-19 16:49:29


المشهد اليمني ملبد بالغيوم، وعاصف ولا يحتمل أي فلسفة أو تأويل، أو أن يمسك الأمور أطفال أعمارهم لم تصل الـ50 سنة بعد، كما يرى البعض.. اليمن دولة عريقة عمرها يتجاوز السبعة آلاف عام, بل أكثر من ذلك بكثير, ولذلك لا يمكن أن يتربع على عرش هذه البلاد, ذات الإرث الحضاري الضارب في أعماق التاريخ, شباب مازال عوده طرياً ويانعاً، لن يكون بمقدور صغار السن في هذا البلد تسيير شؤون البلاد والنهوض بها وكما فعل السابقون منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر في 1962م و1963م وما قبل ذلك بكثير..
غالبية القيادات المعتقة اليمنية في شمال الوطن وجنوبه عباقرة في الحروب وتصفية الخصوم وعن بكرة أبيهم، وإلا كيف كانت ستدوم لهم دولة وتركع لهم قامات من مشائخ وقيادات عسكرية ومدنية، وكيف ستدين قبائل اليمن بالولاء والطاعة لشخصية مدنية خريج جامعة غربية أو شرقية أو حتى عربية، خصوصاً والبلاد تعج بمئات, بل آلاف المشائخ والسفاحين ممن اعتلى الدبابة والمصفحة وقاد الشعب للانتصار على الشعب؟..
ألم أقل لكم إن اليمن تختلف عن شعوب العالم الآخر القريب منا والبعيد، وكيف لا تختلف عنهم والأمية في هذا البلد تجاوزت الـ60% وما تزال في تصاعد مستمر، والناس ما تزال هنا تنادي بعودة الحاكم السابق إلى سدة الحكم, وكيف لنا أن نكون مثل الآخرين ونحن في بلدٍ لا أمن ولا أمان، ولا يمكن تصدير النفط للنهوض باقتصاد البلاد، ولا يمكن أن نلمس تنمية ولا كهرباء ولا ماء ولا بنزين ولا ديزل ولا شيئاً, طالما والزعيم خارج اللعبة، هذه ثقافة متجذرة برؤوس الكثير من أبناء (شعب أحمد) تكرس لمثل تلك الأقاويل الخرقاء، وهكذا ما يزال يفكر الكثيرون منا.. وحتى التمديد للرئيس التوافقي الذي لم يمضِ على تسلمه الحكم العامين مرفوض ولا يمكن، ولو حدث التمديد إذا افترضنا فاليمن سوف تتراجع إلى المرتبة (181) عالمياً، وكانت في عهد النظام السابق في المرتبة الأولى عالمياً في مقياس التخلف والبطالة والنوم في الشارع..
يا أحزاب الوطن ويا قيادات الأحزاب اليمنية: عليكم بمراجعة صيغة تحالفاتكم، عليكم بإعادة قراءة الواقع والشارع اليمني من جديد بعد الأحداث الأخيرة عربياً، واليمن من أكثر الدول التي تتأثر بما يجري في المنطقة والإقليم والتقليد الأعمى يسكن هنا في اليمن.. لا أظنكم لم تفهموا القصد، فالحقيقة أن الواقع المحلي لم يتغير إلى الأفضل ومنذ سنوات لم يطرأ على المشهد اليمني إلا السلبيات، لم يلحظ المواطن حتى اللحظة مقدار أنملة تغييراً إلى الأفضل في معيشته، في عمله, في أسلوب حياته، المحاكم هي المحاكم، والنيابات هي النيابات، التربية والتعليم صار أسوأ قليلاً مما كان عليه، الصحة أصبحت أكثر سوءاً من ذي قبل، بل صارت بعض المستشفيات وأكشاك السجائر المسماة مستوصفات تحقن المواطن بحقنه الموت، الإعلام لا تدري عن أي خطاب وأي توجه هو سائر في فلكه، الدفاع والداخلية حدث ولا حرج ميزانيات مضاعفة وهبر مستمر والوزارتان غير قادرتين على حماية منتسبيهما من ضباط وجنود وقادة, فكيف بهما حماية شعب أو أمة بأسرها.. لهذا قال الحكيم بن زايد للشباب الذي كان ينشد التغيير في الحضر والتهايم: الغربة أنجع وسيلة لطرد الهموم يا صاحبي، وإلا عربية لبيع السجائر..
وأخيراً ما عسانا أن نضيف وماذا نقول بعد اليوم لم يتبق من عمر مؤتمر الحوار الوطني سوى أيام قليلة وقليلة جداً.. يا ترى ما هو شكل الدولة التي اتفق عليها المناط بهم الأمر- اتحادية خلاص؟ وهل توصلوا إلى حلول ناجعة لمصائب هذا البلد وشكل الحكم- برلماني- مختلط-رئاسي, أو غير ذلك؟, ثم ما هي مشكلة اليمن في الأصل؟, ألم تكن مشكلتنا في الأساس اقتصادية بحتة وليست سياسية فقط؟.. صحيح نحن بحاجة لمعرفة الأسلوب الأنسب للحكم في هذا البلد, لكن ليست هذه كل المشكلة..
وختاماً يا ترى كم خصص أعضاء مؤتمر الحوار الوطني لبند الاقتصاد 10% 20% 30 % أكثر أو أقل أو لا شيء مما يدور الآن!.. نظن أن لب المشكلة لم يتم التطرق لها حتى اللحظة, أو أنها مؤجلة وإلى أجل غير مسمى.. والله المستعان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

نبيل البكيري

2024-05-02 00:48:59

النعي المهيب..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد