;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

شيخ العسكر ومفتي القتل 1197

2013-09-11 17:22:20


لا أعتقد على المستوى الإنساني أن هناك أشنع جريمة من تبرير قتل المدنيين العزل، أو المتظاهرين السلميين، كالذي يحدث اليوم في مصر، وأسوأ من ذلك أن يتم استدعاء فتاوى لتشريع جرائم الانقلابيين على الشرعية، ولأن هناك جريمة عظمى ارتكبت في حق المتظاهرين السلميين قتل فيها وأصيب أعداد أكبر من أعداد القتلى اليهود الذين قتلهم الجيش المصري في حرب 56 و63 و67..
ومثل هذا الواقع حاصل فلقد ابتلينا- كما يحكي الدكتور محمد عمارة- من الدولة البوليسية بالعديد من العلماء الذين كانوا أبواقاً لأجهزة الأمن، تاريخ الدولة الإسلامية يجرح عدالة العلماء الذين يقفون بأبواب الأمراء, فما بالك بالعلماء الذين يقفون بأجهزة الأمن ويعتبرون أنفسهم أبواقاً لأجهزة الأمن.
اليوم وللأسف الشديد استطاعت البيادة المصرية العفنة تسييس الوظيفة الدينية التي كان المصري يثق فيها كثيراً، ويستدعيها عند الملمات لتفريج الأمور والأزمات، لكن الذي يحدث اليوم على العكس تماماً مما كان يحدث في السابق، فشيخ الأزهر يرى أن حال المصريين في 30 يونيو كان منقسماً إلى ضررين.. فاختار فضيلته الانقلاب الدموي على الأضعف؛ كأخَفِّ الضررين.. (عليه هو شخصياً), وشيخ الفتاوى الجاهزة علي جمعة يرى أننا, كما يزعم, في 30 يونيو، كنا "جميعاً" على "رجلٍ واحد" فأوصى فضيلته بقتل كل خارجٍ.. عن مفهوم لفظة "جميعاً".. على أساس أنّ كل الخارجين عن مفهوم لفظة "جميعاً" هُم "رجلٌ واحد"، أي تأويل للأمور هذا الذي يقوله علي جمعة.
إن مما لا شك فيه أن المشكلة التي تعيشها مصر اليوم هو خلاف وصراع سياسي وليس خلافاً في العقائد والأصول، لذلك كان ينبغي أن تكون معايير الخلاف السياسي هي النفع والضرر والخطأ والصواب وليس الكفر والإيمان، أما الذين تحدثوا عن قضية السواد الأعظم والأغلبية والجمهور التي استعملها علي جمعة في الاستدلال على حجية فتواه، فيجب أن تكون هناك مقاييس للأغلبية، وإلا ما فائدة اصطلاح الشعوب كلها في النظم الديمقراطية والشورية على أن الانتخابات وصناديق الاقتراع هي التي تحدد من معه الجمهور والأغلبية والسواد الأعظم وتفرز الحاكم الشرعي للبلاد، وفي هذا السياق هل ينكر علي جمعه وشيخ الأزهر وغيرهما أن الدكتور محمد مرسي انتخب بأغلبية الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات وأشرف عليها الجيش والقضاء وشهدها العالم وراقبها العالم؟.
لقد اقشعر بدني وأنا استمع لرئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان وهو يوجه حديثه لشيخ الأزهر أحمد الطيب لتأييده "الانقلاب العسكري" في مصر، قائلاً إن التاريخ "سيلعن" العلماء أشباهه.. ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن أردوغان قوله إنه شعر بالإحباط عندما رأى شيخ الأزهر يؤيّد "الانقلاب العسكري" في مصر، وتساءل "كيف يمكنك القيام بذلك؟"، مضيفاً أن "ذلك العالِم قد انتهى, إن التاريخ سيلعن الرجال أمثاله كما لعن التاريخ علماء أشباهه في تركيا من قبل".
لقد لوث أمثال هؤلاء عمامة الأزهر، ولحية شيخه، بمساندة هؤلاء الذين أثبتت الأيام القليلة الماضية فساد طوياتهم، وسوء مكرهم، وظمأهم نحو السلطة، وسعيهم إلى سدة الحكم عبر دماء الشهداء، وأشلاء الأحرار.. إن دماء الشهداء في رقاب هم، وإن أرواحهم ستتعلق بهم يوم القيامة، وستحاججهم أمام الله.. إن دماء الشهداء، وبكاء اليتامى، وأنين الثكالى ستطاردهم في صباحهم ومساءهم، وفي يقظتهم ومنامهم، وفي دنياهم وآخرتهم, فليفهموا ذلك.
أختم فأقول, وحديثي موجه إلى شيخ العسكر الطيب ومفتي القتل والإجرام علي جمعة, وإلى كل الذين وقفوا مشرعين لقتل شعبهم: إن توبتكم مما صنعتم في حق الدين والوطن، وفي حق الحاضر والمستقبل، لن تقبل بالانسحاب والصمت.. لن تقبل توبتكم إلا أن تعلنوها صريحة: أنكم أخطأتم في حق الشعب، وأن تقولوا للظالم يا ظالم, وللقاتل يا قاتل, وأن تشدوا من عضد المظلومين، وأن تقووا من ظهورهم، وأن تقفوا إلى جوار الحق مرة، بعد أن انغمست في الباطل مرات، مالم فشلت أياديكم، ويبست ألسنتكم, فلا خير في عمائمكم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد