;
منال القدسي
منال القدسي

نامت نواطير مصر عن ثعالبها 1795

2013-08-25 17:26:04


نامَت نواطيرُ مِصرَ عن ثعالِبها .. فقد بَشِمنَ وما تُفنى العناقيدُ
هذا البيت قاله المتنبي قبل حوالي ألف عام في ذم كافور الاخشيدي حين حكم أهل مِصر، نحن لانقصد ذم كافور الأخشيدي, فذلك الذم أتاهُ من المتنبي لأمر بينهما، ولكن نقصد ثعالب زمننا هذا والذين أعمت قلوبهم المصالح الآنية فسخرت أموالها للفتك بأبناء مِصر وما يحدث اليوم في مِصر ذكرنا بذلك البيت.. فهل نامت نواطير مِصر عن ثعالبها؟, هل غفل حُراس مِصر عن عساكرها ولصوصها؟, أين أحرار وشرفاء الجيش المِصري من المجازر البشعة التي ترتكب بحق أبناءهم وإخوانهم؟, أين حكماء مِصر وعقلاءها مما يحدث؟, هل يسمح الشعب المِصري للغرب وإسرائيل ودويلات كالإمارات والسعودية والكويت والبحرين أن يعيثوا فساداً بأرض الكنانة ويغرقوها بالدماء؟.
ها هي ثعالب مِصر قد تحالفت مع عساكرها بتآمر صليبي يهودي وللأسف عربي والهدف إسقاط نظام الحكم الإسلامي في مِصر خاصة وفي كل الدول العربية عامة.. إن ما يحدث في مِصر هي حرب صليبية بامتياز، والمؤشرات كثيره فهل يعي إخواننا المِصريون ما الذي يُراد لمِصر العروبة، مِصر الإسلام، مِصر التي جاء ذكرها في القرآن الكريم "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".
ما يحدث في مِصر مخطط إرهابي إجرامي تم الإعداد والتخطيط له منذُ إسقاط نظام مبارك في 11 فبراير 2011م، الحليف الاستراتيجي للغرب وإسرائيل وربيب أمريكا.. وما التراهات التي نسمعها عن أخونة الدولة المِصرية، وعن السقوط المدوي للإخوان وفشلهم في إدارة الدولة إلا مبرراً لإقحام العسكر في العملية السياسية وإعادة مِصر إلى الحضيرة.
لستُ إخوانية، ولستُ ضد الإخوان وإن كنتُ أختلف معهم ببعض الأفكار، فأنا عربية مُسلمة، والقضية في مِصر قد تجاوزت الإخوان، القضية قضية كرامة الإنسان وحريته، فما يحدث في مِصر بات واضحاً للعيان ولا يشوبه أي لبس، ما يحدث في مِصر قد أزال الغشاوة التي كانت على أعين البعض ممن كانوا يختلفون مع الإخوان عقائدياً وأيديولوجياً.. خروج العسكر إلى المشهد السياسي مجدداً، ما هو إلا إجهاضاً حقيقياً لثورة 25 يناير وللربيع العربي الذي انتفضت شعوبه من أجل بناء دولة مدنية، الأمر الذي قد تدفع مِصر ودول الربيع العربي ثمنه باهظاً ربما لعشرات السنين، إن لم يحسنوا تقدير الموقف.
عاد نظام مبارك إلى المشهد السياسي المِصري بكل قوته وعنفوانه، وللأسف من شارك في إعادته هم بعض ممن ثاروا عليه بالأمس وأسقطوه في ثورة شبابية شعبية أبهرت العالم وشهد لهم الجميع بروعتها.. ولكن غياب الوعي عن بعض الشباب المِصري، جعلهم ينزلقون ويرتمون مجدداً إلى أحضان النظام السابق وينضوون تحت قيادات لطالما نددوا بإسقاطها ولطالما خونوها، قيادات كانت شريكة أساسية في الحقبة السوداء التي عاشتها مِصر في عهد نظام مبارك الساقط وزبانيته.. وها هو مبارك يُبرأ ويُطلق سراحهُ والنيابةَ العامةَ تعلن عدم اعتراضها على الحكم.. ويختطف رئيس مصر المنتخب وتوجه له تُهم التخابر مع حماس تهمة كان يفترض أن توجه اليه من الكيان الصهيوني وليس من مِصر.
لقد أثبت الإعلام المِصري الرسمي وحليفه بانه أسفل وأحقر إعلام في المنطقة العربية، إعلام غانيات من خلال ما تبثهُ القنوات الإعلامية المصرية من سموم لتعتيم الصورة الحقيقية عما يحدث في مِصر، وإظهار الجلاد وكأنه المنقذ للدولة المِصرية التي خطفها الإخوان وأقصوا الجميع عنها.. وهنا أستغرب عن أي إقصاء يتحدثون وقد كشف لنا الانقلاب أن نظام الإخوان لم يكن له سيطرة على أي وزارة.. فالدفاع والداخلية والاستخبارات والشرطة والحرس الجمهوري, بل والإعلام والقضاء كلها كانت بأيدي الانقلابين.. فعن أي إقصاء يتحدثون؟ ومن هم الإقصائيون الحقيقيون؟.
 إن حكومة العسكر تعتقد أنها تسطيع إدارة البلد بالأزمات, ولكنها لا تعرف أنها تحفر قبرها بيدها وتدمر الاقتصاد والاستقرار في مِصر لعشرات من السنين القادمة، لا يمكن أن يحكم البلد نظام خائن ومُتآمر ومُسير من دول لا يهمها مصلحة واستقرار مِصر.. فهل يعلم هؤلاء العسكر أن المدارس التي تعلموا فيها والكليات العسكرية التي تخرجوا منها والملابس التي يرتدونها هم وزوجاتهم وأولادهم والسيارات التي يمتطونها هي من أموال الشعب, حتى الأسلحة التي يحملونها هي من أموال الشعب!.. لقد أنفق الشعب عليهم وعلى أُسرهم وأعدهم ليدافعوا عن أرض مِصر وسيادة مِصر لا ليقوموا بتوجيه السلاح لصدر الشعب إرضاءً لأسيادهم.. ها هو المواطن المِصري يموت بطلقات دفع هو قيمتها من كده وعرق جبينه.

إن الذنب الذي أقترفه الإخوان منذ فوزهم بالانتخابات وصعودهم للسلطة هو أنهم أرادوا إعادة الدور الاستراتيجي القومي لمِصر وإسقاط المؤامرة الصليبية والخليجية.. وإعادة دور مِصر كدولة ذات سيادة لا تُدار من قبل الغرب أو بأموال أصحاب الدشاديش.. ماذا ننتظر عندما يتحالف العسكر مع السجان مع الجلاد, هل ننتظر استقراراً لمِصر؟!.. إن من يغتصبون السلطة ليلاً وبقوة السلاح لتحقيق مآربهم الشخصية تنتظرهم نهايات لا يُحمد عقباها.
إن تجربة الإخوان لم تكن فاشلة, بل كان مكتوبا لها النجاح, وهذا ما أصاب دول الخليج وأمريكا بالذعر ولم تنم لهم عيناً في التخطيط لإفشال التجربة الإسلامية في دول الربيع العربي.. ولكن الله سيخيب مؤامراتهم, فالتآمر على مِصر والخيانة من قبل بعض أبناءها أدهى وآمر مما نعتقد, ولكن وعي الشعب المِصري وجلادته وصبره كفيل بإسقاط المؤامرة الحقيرة ومعاقبة الخونة, فمِصر دولة إسلامية عربية وستظل كذلك, وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد عيضة شبيبة

2024-04-27 03:04:29

إلا الزنداني!!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد