;
وائل قنديل
وائل قنديل

انقلابكم أعرج 1280

2013-08-13 18:11:36


فض الاعتصام بتجويع الموجودين فيه لا يقل بشاعة عن فضه بالاقتحام المباشر بقوة السلاح، كلا الخيارين يفتقر إلى أي أساس أخلاقي أو سياسي، فالاعتصام حق تكفله القوانين ومواثيق حقوق الإنسان، ومن ثم يجب عدم النظر إلى المعتصمين على أنهم أعداء للدولة والمجتمع، بل مواطنون لديهم مطالب وملؤهم غضب واحتجاج على إجراءات بعينها، فيعبرون عنها بالتظاهر والاعتصام.
غير أن الأبشع من الخيارين السابقين في فض الاعتصام أن يتولى تلفزيون النظام الحاكم الرسمي الترويج والتبشير بأن مجموعات «بلاك بلوك» ستقوم بالمهمة وتنفذ عملية إخلاء ميادين الاعتصام من الغزاة، وهنا قمة السقوط الحضاري والسياسي، أن تتحول دولة إلى ممارسة نشاط ميليشياوي بامتياز أو تتبناه أو تحرض عليه أو تسكت عنه.
لقد كان غريبا أن تصدر مجموعات البلاك بلوك قبل أسابيع تحذيرا للجيش والشرطة تقول فيه إنه إذا لم يتم فض الاعتصامات بحلول عيد الفطر فسوف تبدأ جماعة الأقنعة السوداء في التحرك والتصرف، والخطورة ليست في التحذير وإنما في صمت الحملان الذى أصاب أجهزة النظام أمام هذا التدخل السافر في شغلها، وأن تسلك مجموعات غير نظامية من المواطنين وكأنها دويلات داخل الدولة، وتنازعها في استخدام السلطة التي خولها القانون لها.
وأن تصمت الحكومة على هذا التلويح الميليشياوي فتلك كارثة لا معنى لها إلا أن الدولة تسمح لمجموعات وأشخاص بالعمل خارج نطاق القانون، إن كان ذلك يصب في مصلحتها، بينما تمارس الحسم والصرامة والقسوة بعيدا عن القانون والإنسانية ضد مواطنين آخرين لا ترضى عنهم هذه الدولة.
والحاصل أننا أمام نظام انقلابي يشعر في أعماقه بأنه يفتقد الشرعية السياسية والأخلاقية، ومن هنا يستخدم كل الوسائل غير المشروعة لتثبيت انقلابه على الشرعية، بما في ذلك الكذب والتلفيق واستدعاء مجموعات مؤيدة له بعيدا عن القانون لكى تنفذ له أو تعاونه في التخلص من معارضيه.. ولا أدرى كيف يشعر وزير الخارجية الآن بعد أن فضحت منظمة العفو الدولية الأكذوبة التي رددها نقلا عن أجهزة الدولة الأمنية في حواراته مع الصحف العالمية بشأن وجود أسلحة ثقيلة داخل اعتصامات رافضي الانقلاب؟
لقد بنى هؤلاء أكذوبتهم على تقارير قالوا إنها لمنظمة العفو الدولية، الأمر الذى جعل المنظمة تسارع إلى نفض غبار هذا العار عنها ببيان جازم تنفى فيه هذه الخزعبلات الأمنية، وهو ما يضع الدبلوماسية المصرية في ورطة أخرى تضاف إلى رصيد هائل من المواقف المحرجة، بدأ بانسحاب كاترين آشتون من مؤتمر صحفي خارج عن حدود الأعراف الدبلوماسية، ثم صدمة ماكين وجراهام بوصف ما جرى بأنه انقلاب، وقبل كل ذلك موقف الاتحاد الأفريقي ومقالات روبرت فيسك الصاروخية.. والمحصلة أننا أمام انقلاب أعرج يريد أصحابه أن يقنعوا الجميع بأنهم ملوك العالم في الوثب الطويل وسباقات الجري.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد