;
علي ناجي الرعوي
علي ناجي الرعوي

أكبر الخطايا .. ألا نتعلم من أخطائنا؟! 2667

2013-04-06 21:08:54


لا اعلم إن كان علينا أن نفرح لجلوس الفرقاء في الساحة الوطنية إلى مائدة الحوار ومرور الجولة الأولى من هذا الحوار بسلام والحمد لله .. أم إن علينا أن نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من أن يؤدي ذلك الخليط من المشكلات والمعضلات المتداخلة والمتشابكة التي تم طرحها في النقاشات المفتوحة للمتحاورين إلى الانشغال عن الأولويات بالتفاصيل التي أخذت حيزاً واسعاً من التفكير والاهتمام في الأيام الماضية وإضاعة الجهود في نبش الماضي بدلاً عن الاهتمام بأمور المستقبل والتوافق على خارطة طريق واضحة المعالم لمشروع التغيير المنشود واليمن الجديد الذي نتطلع إليه والدولة التي نسعى إلى بنائها..
فالحقيقة انه وبدون وجود فلسفة واضحة للحوار فانه الذي لن يحقق الغايات المأمولة, خصوصاً وقد راينا أن كل طرف في الحوار قد دخل إليه بقناعة مسبقة من انه وحده من يمتلك المفتاح السحري للبوابة التي سنلج منها إلى المستقبل الذي يراود كل اليمنيين .. فالحراكيون يؤكدون بان النظام الفيدرالي وقيام دولة اتحادية بين الشمال والجنوب هو المشروع الذي سيؤسس لدولة يمنية حديثة يعيش فيها الجميع على قدم المساواة في الحقوق والواجبات بعيداً عن شعور أي منهم بالغبن والتهميش والإقصاء والإحساس باستحواذ طرف على مفاصل السلطة ومقدرات الثروة..
والحوثيون لا يرون للتغيير طريقاً من دون الاعتراف بمظلوميتهم والإقرار بمبدأ التعدد في الخارطة الاجتماعية وبنفس المشروعية التي اكتسبها التعدد في الحياة السياسية ومنح كل مكون اجتماعي الفرصة لإدارة شؤونه وفق مرجعية الثقافية والمذهبية والسلالية.. أما الأحزاب السياسية فان كل واحد منها قد جاء إلى الحوار مصحوباً بتصوراته غير المتوافقة مع طروح الأطراف الأخرى إلى درجة وجدنا فيها أن الكل يخاف الكل.. وان الكل يريد أن يفرض رؤيته على الكل وذلك يكشف حجم الهوة بين هذه الأحزاب المحكومة علاقتها بالتخوين المتبادل.. وقد يبدو هذا الأمر بديهياً ونحن نتحدث عن فرقاء بينهم خلافات عميقة في العديد من المواقف والقضايا وصراع اخذ أشكال متعددة والوان مختلفة من التنازع والتخاصم لولاه لما احتجنا الحوار أصلاً .
ولأننا في الساحة السياسية والحزبية مازلنا نعاني من قصور واضح في الوعي فان البعض مازال يمعن في تقمص النقيض ليثبت شجاعته, فيما البعض الآخر لم يستطع حتى الآن غربلة أفكاره وشعاراته وطرائقه وأدواته, لذلك فان الطرفين يرفضان نظرياَ الكثير من مفاهيم الماضي, لكنهما على المستوى العملي يمارسونها بشكل فج وغير مدروس.
 وهنا فإن ما ينبغي أن تدركه كل القوى المشاركة في الحوار أن التغيير يتطلب تفكيراً جديداً يقوم على فهم طبيعة الأزمات المستعصية في اليمن ومتطلبات العلاج لهذه الأزمات حتى لا نكرر أخطاء حالت لسنوات طويلة دون تمكننا من بلورة مشروع وطني يكون محل إجماع الجميع في كافه المراحل وكل الظروف.
 ونتيجة هذا الاختلال فها نحن, وبعد اكثر من خمسة عقود من الزمن أهدرناها في صراعات وحروب ودورات عنف نعود من نقطه الصفر للحوار حول القضايا ذات الصلة ببناء الدولة
وليس عيباً أن نعترف بأننا بسبب خطأ في التقدير وخطل في التحليل قد اخفقنا في تشييد أركان دولة حديثة ولكن العيب كل العيب أن نعيد انتتاج اخطاء الماضي أو أن نكررها تحت تأثير توزيع الأدوار وحب الذات والعصبية الحزبية المقيتة, حيث أن مثل هذا النزوع لن يؤدي سوى إلى يمن مدمر ومهشم ومحترق وممزق تفوح منه رائحة الموت والدماء والخراب.
وللتذكير فإن الحوار في الأيام القادمة قد يواجه العديد من العقبات والعراقيل أو حتى المطبات التي قد تحاول إفشاله ولكن فإن المؤمل هو أن تعي الأطراف التي ارتضت الالتقاء على طاولة الحوار أنها أمام استحقاق وطني وتاريخي يفرض القراءة الدقيقة والمتأنية لأي خطوة أو موقف حتى لا يجد المتربصون بالحوار نافذة يتسللون منها لتفجير هذا الحوار من داخله ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون الوطن هو الغائب الدائم في مثل هذا المؤتمر أو غيره من المؤتمرات, أو أن نعمد إلى اجترار الماضي دون أن نتعلم من أخطائنا.

   

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد