;
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

المعلم القدوة 1956

2013-03-26 18:42:09


في العالم الآن هناك تنافس وتسابق لابتكار أساليب جديدة وفريدة في التدريس وفي طريقة إيصال المعلومة بشكل أكثر مرونة إلى عقل الطالب وفي سبيل ذلك تبذل أموالاً وتجرى بحوث ودراسات عميقة لانهم يدركون ان اهتمامهم بهذه الفئة من المجتمع انما هو اهتمام بالمجتمع بأكمله ,فهم يعدونهم منذ الصغر ليكونوا سلاحاً فعالاً في بناء المستقبل ..
بالمقابل ماذا أعددنا نحن لهم وأي جديد يمكن أن نفاجئهم به ان التعليم في بلادنا يسير من سيء الى أسوأ ,فمن مدارس أشبه بالزنازين يتكدس الطلاب في فصولها بالمئات الى مناهج قديمة هزيلة لاتسمن ولا تغني من علم الى إهمال تام للأنشطة المدرسية التي هي من الأساليب الأكثر أهمية لأنها على الأقل تخفف من ثقل دم المنهج وفي نفس الوقت تظهر إبداعات الطلاب وتزرع في نفوسهم ولو القليل من الحب للمدرسة..
ومع انه الممكن جداً ان نصدر منهجا في غاية الجودة والاتقان وهو أمر متاح وسهل في حال وجود سلطة تملك إرادة في التغيير ,وتدرك جيداً ان مفتاح هذا التغيير هو في إصلاح منظومة التعليم كاملة كونه حجر الاساس في بناء ونمو وتطور أي مجتمع ,لكن حتى مع وجود مناهج عقيمة مثل مناهجنا التي ترسخ الجهل اكثر من ان تنشر العلم مع ذلك يمكن ان تصبح هذه المناهج مقبولة ومفيدة في حال انتبهنا الى أمر اكثر أهمية في اعتقادي من وجود منهج حديث يخاطب عقول التلاميذ من منظور انهم بشر لهم قلوبٌ يفقهون بها ..
هذا الامر هو وجود معلم مبدع واعٍ يستطيع ان ينفخ في المنهج من روحه ويحوله الى مادة ممتعة ومفيدة يتقبلها الطالب أيا كان نوعها وأياً كانت طريقة سردها ثقيلة و كئيبة ,معلم يستطيع ان يبدع ولو من أشياء بسيطة اذا ما أُتيحت له الفرصة واذا ما توافرت لديه الهمة والنية الصادقة و ادرك جيدا انه معلم قدوة..
وهذا أمر يحتاج أكثر من مجرد معلم حاصل على شهادة رسمية فهو مع تلك الشهادة يحتاج الى تدريب وتأهيل عالٍ يؤهله الى مستوى رفيع من الثقافة ويكسبه قدرة فائقة ومتجددة على التعامل مع الطالب ككيان يستحق الاحترام والبذل لأنه في الاخير هو من بيده صنع المستقبل. والمعلم حتى يصل الى هذه المرحلة من العطاء يجب ان يمتلك بداخله شعور راسخ بأهمية دوره في المجتمع وان يدرك عظم المسؤولية التي تقع على عاتقه, إذ انه من بين يديه ستخرج أجيال تحمل نفس الفكر والقيم والمفاهيم التي غرسها هو في نفوسهم بأخلاقه وقدراته ثم بعلمه وإرادته وذاك بحاجة لان يكون المعلم ايضاً صاحب اسلوب عصري متجدد ومنفتح بحيث يستطيع ان يمد جسور من علاقات الثقة الاحترام المتبادل بينه وبين الطلاب حتى يتقبلوا منه المعلومات بقلوبٍ مفتوحة ونفوسٍ راغبة في اكتساب المزيد من العلم ..
وفي المقابل نجد ان الصورة السيئة المرسومة في اذهان الطلاب للمعلم نتيجة لأسلوبه الخاطئ او تعامله الغير مسؤول معهم هو ما ينفرهم من المدرسة ويجعلهم رافضين أو كارهين للدراسة تماما كما هو حاصل في مدراسنا وجامعاتنا للأسف دون ان تنتبه أي جهة لأهمية هذا الامر وخطورته على مستقبل ابنائنا ومستقبل التعليم ككل في هذا البلد وهو احد الاسباب الرئيسية في تهرب كثير من الطلاب ونفورهم من التعليم أو خروجهم من المدراس في مراحل مبكرة يكون اساسه سوء معاملة المدرس وعدم تقديره للطالب وعدم قدرته على ايصال المعلومات بصورة شيقة وسهلة ومبتكرة ..
ولهذا نكرر ان المعلم بحاجة ماسة لدورات تدريبية وتأهيلية -علمياً واخلاقياً- وان تكون هناك امتحانات قبول صارمة لمن أراد أن يعمل في مجال التدريس ,حيث لا نكتفي بمجرد شهادة جامعية ولكن يجب أن تكون لديه مهارات عالية في مجالات عدة تؤهله لتحمل مسؤوليته بجدارة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد