;
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي

مؤتمر الحوار الوطني 1492

2013-03-18 12:58:07


ما قيمة الحوار وما نفعه إذا لم تكن النيات صادقة ومعايير النجاح أو الفشل واضحة في أذهان المتحاورين؟! وليكن معلوماً للمتحاورين بأنه ليس هناك فرصة لإنجاح الحوار في غياب حسن النوايا.. الحوار نافع ومفيد ومجد عندما يكون نابعاً من أرادة واعية مصممة على إزالة العوائق والمعرقلات التي تحول دون الوصول إلى الهدف السامي المعلن لدى أطرافه.. والهدف هنا, هو أن نعطي في اجتماعاته التي يجب أن يخرج بها المتحاورون, الأولوية للإصلاح السياسي, لكي نوفر المناخ المناسب لانطلاقة مطلوبة في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية, فبدون إحساس كل مواطن بأن شريك حقيقي في تقرير مصير كل شيء على أرض الوطن, لن يتحقق ما نتمناه جميعاً من تنمية وتقدم وازدهار.. الحوار الوطني المزمع انعقاده في 18 مارس 2013م يعتبر مفتاح تأمين مستقبل اليمن الجديد في ظل نظام ديمقراطي ودولة مدنية حديثة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمفاهيم عدة منها: مفهوم ثقافي وسلوكي يلتزم بأسس الدولة المدنية الجديدة الحديثة وتحديد هوية البلاد مستقبلاً, وعلينا جميعاً أن نعمل على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وأن نخلص ونهيئ له كل المقومات اللازمة بنجاحه لحيث وأن أكثر من عامين ونحن "حُره.. جُره" في جدال وخلافات وتأويلات وتساؤلات ومناكفات ومزايدات وأكثرها المغالطات لم يتحقق بما طالبنا به إلا الشيء القليل!!.
 إن الحوار الوطني يشكل اليوم المخرج من الأزمات التي يعيشها الوطن والمواطن منذ فترة طويلة وهي أزمة مفهومة ناتجة عن جملة احتقانات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية واجتماعية الخ.. لكننا نتعشم أن تحل كل هذه الاشكال من خلال مؤتمر الحوار الوطني الموضوعي بشفافية وصراحة, لكونه أفضل وأقصر السبل للعلاج والمواجهة مع الأزمات, كما ينبغي على جميع الأطراف المشاركة في هذا الحوار الوطني أن يدخلوا في هذا الحوار بمصداقية تامة وعزم أكيد على نجاحه باعتبار أن الحوار الوطني هو الحل الوحيد لكل المشاكل والقضايا المطروحة أمام المتحاورين, كما يعد مفتاح تأمين مستقبل اليمن الديمقراطي وتحديد هوية البلاد مستقبلاً.. وتحقيق مطلب الجميع بدولة حديثة مدنية تقوم على التسامح وقبول رأي الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات والمواطنة الحقة الصحيحة.. كما أن الحوار والتفاهم ينبغي أن يظلا هما الأساس للوصول إلى التوافق وإيجاد الحلول للقضايا التي تهم الوطن والمواطن.. وذلك هو الخيار الحضاري الذي يتوجب تبنيه من قبل كافة الأطراف المعنية.
وشيء جيد أن القيادة السياسية في بلادنا وعلى رأسها قائد المسيرة الديمقراطية والتنموية المناضل/ عبدربه منصور هادي, رئيس الجمهورية, أوضحت مراراً وتكراراً بفتح حوار وطني شامل لا يستثني أحداً ولا يخضع لمنطق التصنيفات المسبقة والتأكيد على أهمية الحوار الوطني مع الجهات المعنية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.. ولا شك أن توسيع نطاق الحوار مع الجهات المعنية "أحزاب + منظمات المجتمع المدني السياسية والاجتماعية وكل من له علاقة بهذا الشأن" أمر أساسي, لأنه لا يجوز تنفيذ سياسات لا تتوافق مع الآخرين, حيث وأن للحوار أسساً وقواعد يجب على المتحاورين الالتزام بها, كما أن وجود الحوار ظاهرة حضارية تدل على احترام الرأي والرأي الآخر..
وعلى المتحاورين أن يدركوا جيداً بأن الحوار له أساليب شائكة ومعقدة وعندما يكون المتحاورن على وعي تام بأسلوب الحوار البناء الموضوعي وفنيته فإن هذه العقد والمعضلات ستتلاشى أمام المتحاورين وبالتالي يكون الحوار حواراً بناءً هادفاً محصلته في النهاية وضع الحلول الجذرية التي تتعلق بهذا الحوار..
كما أن الحوار السياسي له قواعد عامة وأصول كلية وثوابت أساسية باتت عُرفاً مستقراً في مجال ممارسة العمل السياسي بصفة عامة وبصدد المنافسة بين المتحاورين تعبيراً عن هذا العمل بصفة خاصة بحيث غدت الأحزاب والمنظمات السياسية والاجتماعية وغيرها ملتزمة بمراعاة تلك القواعد والأصول والثوابت حتى يأتي عملها مطابقاً لنطاق المشروعية السياسية ومتفقاً مع روح الاخلاق والآداب عند الاختلاف بما لا يدعو إلى الاختلاف الذي يؤدي إلى الاحتقان والمشاغبات وبهذه المناسبة فقد بادرت القيادة السياسية في بلادنا بإعلان دعوتها بتلك المبادرة التاريخية بإجراء حوار وطني شامل من أجل الخروج بنتائج مثمرة تجنب اليمن آثار الأزمة الصعبة التي تمر بها حالياً.. لقد بات من الضروري على الجميع أن يضع حسبانه في يوم 18 مارس 2013م الذي ولاشك سيكون يوماً مشهوداً في تاريخ اليمن.. وعلى المشاركين في هذا المؤتمر أن يضعوا في اعتبارهم أن العالم في ذلك اليوم سيتابع عن كثب هذا التحول السياسي, وكل ما نأمل به هو التوفيق والنجاح لمؤتمر الحوار الوطني وأن ينعم الله على الجميع بالعقلانية والحكمة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد