;
علي ناجي الرعوي
علي ناجي الرعوي

هوامير الفتن.. والعصبية المناطقية!! 3067

2013-03-16 16:46:23


كما تسقط الاشجار التي نخرها السوس ايام القحط سقط عواجيز وهوامير الفتن والازمات وتجار الحروب الذين جمعتهم حفلة زار في دبي الاسبوع الفائت صرعى تحت اقدام العصبية المناطقية والعنصرية الجهوية والنزعة العدائية التي اعلنوا من خلالها الحرب على الوحدة ودعوات الحوار وقيم التصالح وروحية العيش المشترك فلم يكتف هؤلاء الحمقى بإعلان مقاطعتهم للحوار بل عمدوا الى استثمار ذلك الزخم الاعلامي الذى وفرته دعوة مبعوث الامين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر للاجتماع بهم في دبي لتحريض اليمنيين ضد بعضهم البعض واثارة الاحقاد والضغائن فيما بينهم واظهارهم في وسائل الاعلام كفريقين متصارعين لكل منهما هويته التي تختلف عن هوية الاخر وذلك بوصف ابناء الشمال كمحتلين ومتوحشين وناهبين لثروات الجنوب وتقديم ابناء المحافظات الجنوبية كضحايا سرقت اراضيهم واغتصبت حقوقهم وجردوا من وظائفهم وانتزعت هويتهم بربطهم قسراً بالهوية اليمنية وقد تكون بعض هذه التعديات صحيحة فهل تستدعي المعالجة ان يتهم كل ابناء الشمال بالتوحش واللصوصية رغم معرفة الجميع بان البشر في الشمال او الجنوب موحدون منهم الغني ومنهم الفقير ومنهم النافذ وغير النافذ والنزيه وغير النزيه ككل شعوب الارض وان هناك ملايين اليمنيين يعانون الفقر والبطالة والضائقة المعيشية في الحديدة وتعز واب وحجة والمحويت بنسبة تفوق معاناة ابناء المحافظات الجنوبية.
لقد كنا نعتقد في البداية ان هذا النوع من الخطاب التحريضي لا يعدو عن كونه انفلاتات فردية شاذة سرعان ما ستخبو جذوتها, لكن بمرور الايام اتضح اننا امام خطاب ممنهج هدفه اشعال الفتنة بين اليمنيين والزج بهم في حرب اهلية تأكل الاخضر واليابس وقد برزت مؤشرات ذلك في اللغة الفجة التي وردت في تصريحات هوامير الفتن والازمات الذين شاركوا في لقاء دبي بحق ابناء المحافظات الشمالية والذى قال عنهم احد عواجيز حفلة الزار تلك بان احتلالهم للجنوب ابشع مائة مرة من الاستعمار البريطاني ولا يخفى على احد ان كثير من العقلاء قد فضلوا النأي بأنفسهم عن الرد على ذلك الوحل من السباب والشتائم ربما لانهم ارتأوا الا يدخلوا معمعة الكل فيها خاسر في نهاية المطاف او انهم الذين ظنوا انه وبعد المستوى الخطير الذى بلغه ذلك الخطاب التحريضي فان الدولة لن تقف مكتوفة الايدي تجاه من يسعى الى دفع اليمنيين الى الاحتراب والاقتتال الداخلي.
وشخصياً فقد شعرت بالاسى حينما سمعت حيدر ابو بكر العطاس يتحدث لقناة العربية عن (هوية الجنوب), بل اني قد حزنت كثيراً وانا اسمع رئيس اول حكومة للجمهورية اليمنية يظهر امام ملايين المشاهدين كطالب غبي في حصتي التاريخ والجغرافيا عندما حاول انكار يمنية المحافظات الجنوبية والشرقية, حيث بدأ وكانه يتحدث عن ارخبيل جزر القمر وليس عن بلد كان ذات يوم هو رئيساً لحكومته وكان من الطبيعي ان يصبح الرجل مثار سخرية وتندر مذيعة قناة العربية منتهى الرميحي بتأكيده على ان الوحدة بين دولتين مختلفتين وانهم قد جاءوا بدولة مستقلة ويريدون استعادتها.
واذا ما تفحصنا في الوجوه التي تدعو اليوم الى الانفصال وتمزيق اليمن سنجد انها نفس الوجوه التي ظلت تتصارع على السلطة في الجنوب وتحيك المؤامرات على بعضها البعض وتشعل الحروب والصراعات المسلحة الواحدة تلو الاخرى فقد اطاحت عام 1969م بالرئيس قحطان الشعبي بحجة محاربة التطرف اليميني واشعلت حرباً ضروساً على الشمال عام 1972م بدعوى محاربة الرجعية وقامت بتصفية الرئيس سالم ربيع علي في 26 يونيو 1978م بتهمة ضلوعه بقتل الرئيس احمد الغشمي في الشمال الذى جرى اغتياله بواسطة حقيبة مفخخة تم ارسالها من عدن .. ولان هذه المجموعة من السياسيين المغامرين لا يروق لها العيش في اجواء مستقرة فقد اتجهت الى توتير الاوضاع مع الشمال مما ادى الى صدام مسلح بين الشطرين عام 1979م وهو الصدام الذى جرى احتواه بوساطة كويتية افضت الى التوقيع من قبل علي عبدالله صالح وعبدالفتاح اسماعيل على اتفاقية لتسريع الوحدة واتمامها, الا ان هوامير الازمات والفتن لم ترض بذلك فقامت بنفي عبدالفتاح اسماعيل الى موسكو في ابريل 1980م بالتزامن مع تمويل حرب المناطق الوسطى في الشمال الا ان عودة عبدالفتاح اسماعيل من منفاه في اكتوبر 1984م بضغط من علي عنتر الذى عزله علي ناصر محمد من وزارة الدفاع قد عجل من اندلاع المواجهة الدامية في 13 يناير 1986م والتي جرت فيها التصفية الجسدية على اساس الهوية المناطقية والقروية.
والمؤسف والمؤلم ان هؤلاء الحمقى حتى اليوم لم يتعلموا ولم يتعظوا من دروس وعبر الماضي سواء قبل الوحدة او بعدها, بل انهم الذين استمرأوا ذلك السلوك المغامر لتستوطن الحماقة في دواخلهم لينطبق عليهم قول الشاعر العربي: لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها.
والمشكلة الاخطر ليس في هؤلاء الذين يبحثون عن الاضواء باي ثمن كان, بل في بعض البسطاء الذين يسيرون وراءهم بشكل اعمى فقط لانهم يعزفون على وتر المناطقية والعصبية الجهوية دون استعمال ملكة العقل لتمحيص الحق الذى يراد به الحق من الحق الذى يراد به الباطل ومن الباطل الذى يراد به الباطل ولهذا يقع اللوم في الدرجة الاولى على العقلاء والحكماء الذين اخلوا الساحة وتركوها مفتوحة على مصراعيها لدعاة الشوفينية الضيقة, مما زاد الصورة في الجنوب تشويشاً وضبابية لنصبح امام طرح متطرف قائم على الاقصاء, بل وعلى الغاء الاخر, لنبدو اقرب الى معنى الابيات الشهيرة لنصر بن سيار آخر ولاة الامويين على خرسان والتي قال فيها:
أَرَى خَلَلَ الرَّمادِ وَمِيضَ جَمْرٍ.. ويُوشِكُ أَنْ يكُونَ له ضِرام
فإِنَّ النَّارَ بالعُودَيْنِ تُذْكَى .. وإِنَّ الحَرْبَ أَوَّلُها كَلامُ
فإِنْ لَمْ يُطْفِهِ عُقَلاءُ قَوْمٍ .. فإِنَّ وَقُودَهُ جُثَثٌ وهامُ.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد