;
رائد محمد سيف
رائد محمد سيف

من حقنا أن نتنفس هواءً نقياً 1954

2012-09-18 02:37:27


يبدو أن إخواننا وأحبابنا المدخنين أطال - الله أنفاسهم دون تدخين- لا ينفع معهم مد ولا جزر حول موضوع آفة التدخين وضرره ومصائبه و(بلاويه), حتى أنني وصلت إلى قناعة كاملة بأن المدخنين هم (اعرف) مني ومنكم به وبأضراره المختلفة, ولكنهم وضعوا كل ذلك خلف ظهورهم وضربوا به عرض الحائط.
الحل في نظري لا بد أن يكون غير تقليدي، فالتذكير بأنه سبب رئيسي لأمراض متعددة وأنه مهلك للجسم وضياع للمال قد أصبح لا يتعدى حبراً على ورق, وأيضاً الجهود الجبارة التي تتبناها جمعية مكافحة التدخين كذلك لا تجد آذناً صاغية إلا ما رحم ربي, فنحن بحاجة إلى حلول أكثر جدية وعلى الواقع .
لو أن أحدهم ذهب ليشترى علبة عصير أو أي مواد غذائية ووجد تاريخ صلاحيتها منتهيا ولو ليوم واحد لأقام الدنيا ولم يقعدها لأنه قد يشتري شيئاً فاسداً أو مغشوشاً له أو لأسرته, وها هو يشتري علبة كُتب عليها أنها سبب رئيسي لأمراض السرطان والقلب والشرايين ولا يبالي بذلك ولا يفتح فمه, أليس هذا تناقضا؟
المسألة لم تقف إلى هنا بل إن (بعض) المدخنين يدخنون في الأماكن العامة دون احترام للآخرين غير المدخنين الذين يستنشقون السموم مباشرة دون (الفلتر) الذي يوجد في مقدمة السيجارة، فيصبح أكثر ضررا من أن يدخن فيأتيك من حيث لا تدري. قد يتهرب بعض المدخنين من هذه الحجة ويقول أنا أدخن لوحدي وبعيداً عن الناس فأقول له أنت أصبت الضررين بحجر واحد فأصبحت تتنفس سماً مفلتراً وغير مفلتر، وأصبح الدخان يداهمك من كل حدب وصوب ولسان حاله يقول: إني داخلك يعني داخلك.
كما ذكرت في البداية المطلوب حلول عملية جدية، فمثلاً الزوجة لها الدور الأكبر في منع الزوج من التدخين داخل المنزل أو أمام الأطفال والتضييق عليه بالطرق (الممكنة) قدر الاستطاعة وقد سمعت قصة أن زوجة هجرت زوجها المدخن كل يوم ساعة لمدة أسبوع بعد ذلك ساعتين وهكذا حتى ترك التدخين, أعلم أن بعض الزوجات قد يكن مكسورات الجناح ولا يستطعن فعل ذلك، ولكن ذكرته على سبيل المثال والنساء أشطر مني ومنكم، فلهن طرقهن الخاصة، فإن كيدهن عظيم, وكذلك التضييق عليهم من الجميع في كل مكان كالسيارة والأماكن العامة والخاصة قدر المستطاع, وعلى الجهات الرسمية أن تشدد العقوبات عليهم إن خالفوا تعليماتها في الأماكن العامة كالمطارات والدوائر الحكومية والبنوك والأسواق والجامعات وكل أماكن تجمع الناس, وإني انصح إخواني أصحاب المحلات التجارية الذين يبيعون الدخان بأن يتقوا الله في بيع هذه السموم، فهم شركاء في الإثم والمعصية وما يجنونه من ربح لهو خسارة في الدنيا والآخرة، فالدخان لا يشكل لديهم إلا جزءاً بسيطاً جداً من أرباحهم ولو تركوه لنالوا من الله أجري الدنيا والآخرة.
الله سبحانه وتعالي جعل الجسد أمانة في يد العبد فلا يجوز الضرر به بل يجب الحرص عليه, أجزم بأن أي شخص وبالذات المدخن لو أصابه أي جرح أو ألم لذهب لأقرب صيدلية أو مستشفى ليشتري أو يجد علاجاً له, فما بالكم بمن يُقصّر عمره كل يوم بالتدخين.
ليت أي مدخن يخبرني عن أي متعة في التدخين, فرائحته نتنة وأضراره واضحة على ظاهر الجسم وداخله, ولو تصدق بثمنه لكان خيرا له في حياته وبعد مماته ولا مجال للمقارنة.
مرة كنت مع أحد المدخنين فقلت له من فضلك ناولني سيجارة فاستغرب وقال أنت لست مدخناً قلت طيب وما هي المشكلة فها أنت تدخن فقال التدخين مضر على صحتك قلت سبحان الله وهل يضرني ولا يضرك وهذا ما يؤكد قناعتي بأن المدخنين (اعلم) ببلاوي التدخين.
للأسف أن هناك كثيراً من المدخنين يتحلون بالكثير من الأخلاق الطيبة والمحافظة على الصلاة، لا تمل الحديث معهم ولا مجالستهم، فالدخان لهم كالنقطة السوداء وسط البياض الناصع, أليس من الأولى مسحها حتى يكتمل بيضاهم الناصع ولا يشوبه هذا السواد فهل من سامع ؟.
وفي الختام أذكر كل أحبائي وإخواني المدخنين أنهم إن كانوا وحدهم يدخنون، فكلنا نتنفس هواء يشوبه دخانهم.. وإذا كان من حقك أن تدخن فمن حقي أن استنشق هواءً نقياً .
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد