;
رائد محمد سيف
رائد محمد سيف

متى يرحلون دون سفك الدماء ؟! 1914

2012-07-14 17:15:31


لا أدري لما نبدو نحن العرب مختلفين عن العالم!! وكأننا ولدنا من جينات غير بشرية ، ولا ننتمي إلى دين التسامح والشورى والعدالة !! ولم نسمع أو نعي مقولة سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم " اذهبوا فانتم الطلقاء " !! أو جئنا من كوكب يقع خارج حدود المجرة، لنا تعاليمنا وقوانيننا المختلفة ، الأرواح عندنا ليس لها قيمة ، والدماء رخيصة ، والكراسي ثمينة .

لا شيء في حياتنا ينتمي إلى هذا الكون ، سوى أننا موجودون فيه ، لا نتمثل من تسامح الإسلام إلا القليل فقط ، فنحن نظهر ككائنات أسطورية أو متحجرات تاريخية قفزت فجأة من زمنها الغابر لتستقر عنوة في هذا الزمن ، وتناسينا أسلافنا الذين قادوا العالم في العصور الوسطى إلى العلم والحضارة والتسامح والديمقراطية .

العرب دون غيرهم فقط ، يتحركون ضد طبيعة الأشياء ، ويتصرفون بقوانين غير معلومة ومتعارف عليها ، حتى الأشكال الهندسية المألوفة عند غيرنا ، لها عندنا أبعاد ومقاييس مختلفة ، فالدائرة مربع ، وشبه المنحرف مستطيل ، والخط المستقيم منكسر رغم أنفه!!.

ربما الكثير من القراء الأعزاء يخالفوني الرأي ، ولكن الأمثلة كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر لتأكيد ما أقول ، نظام دموي ينشر الخراب ، ويقتل الناس بالجملة ودون تمييز ، يسرق أقواتهم ، يسلخ جلودهم ، يحرق بيوتهم ، يطاردهم في الغابات يقطع عنهم إمدادات الحياة ، حتى إذا قيل له ، لم تنكل بهؤلاء المساكين ، وهم لم يطلبوا أكثر من حريتهم ، أنكر كل شيء ، واتهم العصابات المسلحة بفعل ذلك !! ومن يدري ، فقد يدعي غداً أن أشباحاً غير مرئية هي التي تقتل الناس وأنهم لم يقتلوا بالرصاص والقنابل وخناجر الشبيحة ، بل ماتوا بسبب سكتة قلبية مفاجئة.

ملايين كثيرة أنفقتها الأنظمة العربية على التسلح وشراء الطائرات والدبابات والمدافع المتطورة ودفع ثمنها من قوت المواطن العربي ومن عرقه وتعبه وموارد وطنه ، ولكنهم لم يتخيلوا يوماً أن هذا السلاح نفسه سوف يستخدم ضدهم ويقتل الأطفال والشيوخ ويهدم البيوت ويشرد المواطنين ويرمل النساء في حمص وطرابلس وحماة وبني غازي ودرعا وباب عمرو .

في هذا الجو المحتشد بالغرائب ، من يستطيع منا الاحتفاظ بعقله كاملاً، دون أن يغامر بفقدانه كله !! كي يظهر الفرق بيننا وبين غيرنا جلياً ، يكفي أن نتساءل : لماذا يستقيل الحكام في أوروبا والدول المتقدمة ، على سبيل المثال ، بينما يستميت حكامنا للبقاء في الحكم ، حتى ولو اقتضى الأمر التخلص من ثلاثة أرباع الشعب ، والاحتفاظ بالربع الباقي تحت الحذاء؟.

قبل فترة من الزمن ... استقال الرئيس الألماني «كريستيان فولف» من منصبه ، أتعلمون ما هي التهمة الموجهة إليه ؟؟ اتهام «كريستيان فولف » بالتنفع والحصول على مكاسب غير مشروعة من رجال أعمال مستفيداً من موقعه السياسي ، وشمل ذلك مزايا تفضيلية على قروض حصل عليها بهدف بناء منزل.

المثال الثاني : يخص الرئيس المجري «شميت» المنتخب عام 2010 الذي قدم استقالته وتنازل عن كرسي الحكم لمجرد أنه واجه انتقادات حول سلامة شهادة الدكتوراه ، وقد جرَّده البرلمان المجري من شهادة الدكتوراه ، بعد اتهامه بسرقته جزءاً من الرسالة ، هذه هي القصة برمتها ، الأول استقال بسبب قرض بفائدة ميسرة ، والثاني تنحى بسبب انتقادات حول سلامة رسالة الدكتوراه ، وكلاهما اعتذر وانسحب .

نقول لهما: شكراً من القلب، فأنتم لم تسرقوا وطناً ولم تقتلوا شعباً ولم تهدروا ثروات وطنية ، فتهمتكم أبسط من ذلك كله " إن كنتم فعلتم" وقد لا تكونوا فعلتم، فهي تهمة والمتهم بريء حتى تثبت إدانته ، ولكن الأجمل من ذلك كله ، هو اعتذاركم لشعوبكم ورقيكم ، وانحيازكم للنزاهة ، بدلاً من الخوض في مهاترات إثبات الذات ، وقد تجر هذه مآسي وكوارث لأوطانكم ، لم تماطلوا ولم تجادلوا ، لم تتشبثوا بالكرسي وتبكون فراقه بمرارة .

الرئيس المنتخب بإرادة الشعب ، يذهب بإرادته أيضاً، وليس له أن يراوغ أو يناور ، كما يفعل زعماؤنا العرب ، هذا عندهم في الغرب !! أما عندنا نحن العرب !! فالحكام لا يستقيلون أبداً، ولا يقالون ولا يتهمون ولا يحاكمون ولا يدانون ، رغم غرق بعضهم في محيطات من الدماء ، وخوض بعضهم في طوفان السرقات والخيانات ، الفرق بين الغرب والعرب بسيط في اللغة !! ولكن الفرق كبير جداً بيننا في العدالة والديمقراطية والحفاظ على الثروات !! في عالمنا العربي ، لا يحصل الحكام والمسؤولون على قرض ميسر بل يغرفون من الخزينة العمومية بملء يديهم .

متى يرحلون ؟؟ هذا سؤال لا أمل فيه ، وهو عملي بلا جدوى ، فالحاكم العربي لا يستشعر ذنبه ولا يرى نفسه مخطئاً، ويرفض أن يتهم ولو من بعيد ، لأنه فوق الشبهات ، وفوق القانون ، وهو يدخل القصر الرئاسي لا ليخرج منه بانتهاء ولايته الرئاسية أو خسارته بانتخابات شعبية نزيهة أو بحكم قضائي ، بل يغادره ، إن غادره ، محمولاً على الأكتاف أي من القصر إلى القبر مباشرة أو إلى السجن أو بانقلاب عسكري أو بثورة شعبية أو غيرها، المهم لا يغادره بإرادته.. متى يعي حكمنا العرب أنهم مختارون من قبل الشعب ؟ ومن حق الشعب أن يعزلهم متى ما أراد هذا الشعب .
Sraeed@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد