;
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

يوميات وطن يتوجع 1710

2012-06-28 03:10:00


صوت الرصاص ورائحة الموت وصور لجثث بشر متناثرة هنا وهناك وأزمات متلاحقة وخانقة ومشكلات مستعصية وظواهر غريبة انتشرت واستفحلت.. هذه هي يوميات المواطن اليمني الذي وصل حداً فقد فيه الإحساس بالألم من شدة الألم واعتاد فيه أن يحيا في بلدٍ وكأن لا أحد يحكمه وليس له من ولي أمر يدبر أموره ويلجأ إليه سوى ربه، فسبحان من أعطانا المناعة والصبر.
حين أصبحت لغة الرصاص هي الغالبة والسائدة في بلدٍ لا يكاد يحلم أهله بحياةٍ هادئة كبقية البشر، غدا كل فرد فيه لا يسمع إلا صوته يملأ الأرجاء وكأن ليس في الكون سواه.
وصل السياسيون إلى درجة كبيرة من البلادة والعجز، حتى إنهم لم يعد لهم القدرة حتى على مجرد خلق لغة حوار بسيطة وواضحة يتفاهمون بها ويجتمعون من أجل مصلحة وطنهم من منطلق أنهم يسكنون بلداً واحد ويعبدون إلهاً واحداً وهم أمامه مسؤولون عن عباده.
قلوبهم شتى وكل يمشي في طريق معاكس للآخر، ينظر من منظار ضيق لا يرى من خلاله إلا مصلحته هو، ونفسي ومن بعدي الطوفان، تقسموا إلى مجموعات وجماعات وأحزاب مختلفة، متنافرة، كل حزبٍ بما لديهم فرحون، لا يرون أبعد من أنوفهم ولا يسمعون غير أصواتهم ولا يفكرون إلا بمصالحهم الدنيوية الرخيصة.
نسوا أمر البلاد والعباد واشتغلوا فقط بالتنافس على من يكون له المقام العالي والحظ الأوفر وتركوا مهمة التفكير في شؤون البلد للغير يفكر عنهم ويخطط لهم ومن ثم يملي عليهم الأوامر وهم في غيهم يعمهون، مشغولون عنه، هذا يكفر ذاك وذاك يشتم هذا.. ويد الموت تسرق أرواح الأبرياء وتخطف من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من إيمان ورجولة.
صور الموتى في الصحف اليومية لم تعد تحرك المشاعر وأخبار القتل ما عاد لها وقع مخيف ورهبة في النفس، لأن حياة الإنسان غدت رخيصة جداً والقتل أصبح سهلاً جداً.
ما دام ونحن في دولة لا حاكم ولا حكومة ولا قانون ولا "حد فاضي لحد"، إذن فلا أسهل من أن يأخذ كل واحد حقه بيده بما أنه أعطى لضميره إجازة ونحى قلبه جانباً وأقفل عقله لأجل غير مسمى وحمل على كتفه بندقيته، يهدي بها الموت بثمن بخس لمن لا يروق له سوى رؤية ألوان الدم تمتزج بتراب أرضٍ قاحلة تصحرت من شدة شوقها لسحابٍ يمطر فرحاً وأملاً.
وطننا كبير وأرضنا واسعة، لكن قلوبنا ضاقت حتى لم يعد فيها مساحة صغيرة تتقبل وجود الآخر أياً كان عرقه أو رأيه، فهو في النهاية إنسان يستحق أن يحترم بما أن ربه منحه حق الحياة على أرضه، فكيف نحن لا نتقبل بعضنا البعض حتى نستطيع الخروج من دائرة الصراع على لا شيء التي جعلتنا نبدو كأطفال صغار يتنازعون لعبة؟.
أيها السياسيون لقد آن لكم أن تبلغوا الحلم وتكبروا لتصبحوا بحجم الوطن الذي تسكنونه، فإن أبيتم إلا أن تظلوا صغاراً، فجففوا دموعكم وارحلوا عنا بسلام.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد