;
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

شبابنا.. من يأخذ بأيديهم؟! 1706

2012-03-02 01:12:54


منذ فترة طويلة يحيرني سؤالاً لم أجد له جواباً رغم أنني طرحته على أكثر من شخص يهتم بمثل ما أهتم به ويشغله هذا الموضوع كما يشغلني.. نحن كمسلمين نعلم أن الرجال هم من يؤمل عليهم بناء الأمم وهم من يحملون على عاتقهم مسؤولية نهضة شعوبهم ونشر دينهم وتطوير بلدانهم والنهوض بها .

نعم، للمرأة دور ولها حقوق وعليها واجبات ويقع على عاتقها أيضاً مسؤولية البناء والتطور، لكن لا يمكن أن نجعل دور المرأة أساسياً بحيث نحجم دور الرجل ونولي المرأة جل الاهتمام ونسهل أمامها كل الطرق لتحقيق طموحاتها وبناء مستقبلها في حين أننا نضيق الخناق على الشباب ونهملهم بدعوى أنه جيل كسول وغير طموح وليس لديه القدرة أو الرغبة في تحمل المسؤولية ونتهمه بأنه جيل فاسد لا يحب التعلم والمثابرة.

والسؤال الذي يؤرقني ويدور في ذهني كلما مررت من أمام مدرسة من مدارس الأولاد وأراهم يغادرون في أوقات الدوام المدرسي، يتسكعون في الشوارع أو يتجهون إلى محلات الانترنت، لا غاية لهم سوى تضييع الوقت كما يقولون وضع تحت تضييع الوقت خط عريض..

سؤالي هو لما نحن كحكومة وكمؤسسات لا نولي الجنس الخشن ما نولي الجنس الناعم من اهتمام من حيث متابعة المدارس وتولية مدراء ذو كفاءة عالية في الخلاق أولاً ثم في الإدارة، كلنا يعلم أن في مدارس الابناء تسيب وإهمال سواء من المدير أو من المدرس بطريقة تشعرك وكأن الأمر مقصود في جعل الطلاب يملون وينفرون من الدروس ومن المدرسه ككل، وفي المقابل فمدارس البنات في منتهى الانضباط والاهتمام.
المؤسسات الخيريه توفر للبنات مراكز تحفيظ القرآن والعلوم الشرعية والدورات المختلفة والمتنوعة وكل مؤسسه تحاول جذب أكبر عدد من الفتيات وفي كل مسجد تقام حلقات التحفيظ، فتجد أن للفتاة خيارات عديدة تستطيع من خلالها أن تستفيد من وقتها وتنمي من قدراتها ومعارفها وتربيتها التربية الدينية الصحيحة وهذا شيء بلا شك رائع ومهم، لكن علينا في المقابل أن نربي الشاب على نفس النهج وبنفس المستوى إن لم يكن أعلى لأن هذا الشاب هو من سيكون في يوم من الأيام مسؤولاً عن هذه الفتاة وعن النهوض بالأمة بدرجة أولى، فكيف نربي فتاة بهذا المستوى الراقي علمياً ودينياً وبنفس الوقت نقدم لها زوج المستقبل بهذا الدرجة من التخلف وعدم القدرة على تحمل مسؤوليته تجاهها وتجاه بلده.

لا يجد الشاب نفس المساحة ونفس الاهتمام، فهو بعد المدرسة ليس أمامه إلا الشارع أو قد يضطر للتسجيل في معهد نعلم جميعاً أن الدراسة في معاهدنا لا تغني ولاتسمن من جوع، دراسة شكلية لأن جل اهتمامهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية بغض النظر عن نوعية ما تقدمه وإن كان استفاد منه الشاب أم لا، وسجل دورة لثلاثة أشهر تخلصها في سبعه أو ثمانية أشهر وفي الأخير يجد الطالب أو المتخرج انه لم يحقق ما طمح إليه، فينفر أيضاً من المعاهد ولا يجد ملجأ أمامه سوى مقاهي النت والتسكع في الأسواق.. تراهم شباباً في ريعان الشباب، لكن لا هدف لهم ولا يشعرون حتى بالأمل إذا ما سألت أحدهم عن طموحه يجيبك بعينين تائهتين لا يعرف وربما يقول لك نفسي أسافر اختنقت في هذا البلد.

وحتى في الجامعات تجد أغلب الطلاب، خاصة المتفوقون منهم يشكون من مجاملة الدكاترة للبنات على حساب الأولاد ومنحهن ميزات واهتمام أكثر بكثير منهم مما يجعلهم يهملون الدراسة ويكرهونها لأنه أصبح لديهم يقيناً أنه حتى بعد التخرج ستكون الأولوية في الوظائف للبنات طبعاً.

فيا ترى ما السبب وهل ما يحصل أمر طبيعي أم أنه مقصود وهناك إرادة عليا لتمييع الذكور وتطفيشهم من الدراسة ومن البلد ككل وجعلهم يعيشون بغير هدف ولا رغبة في التغيير ، بل أخشى أن يكون هناك أمراً مقصوداً في جعلهم ينشأون بعقول ليس فيها أدنى مستوى للثقافة وبقلوب فارغة من حب الله والشعور بالاعتزاز بدينهم وبانتمائهم لأوطانهم.. فهل نحن متجهون نحو تأنيث مجتمعاتنا لكي نرضي عنا الغرب ونثبت لهم أننا منفتحون ومثقفون؟!

أملنا كبير في أن يهدي الله حكومتنا الجديدة ويلهما الإحساس في أن نهوض هذا البلد والخروج مما هو فيه من التخلف والتدهور يبدأ أولاً من إصلاح المنظومة التعليمية إصلاحاً شاملاً يبدأ من تطوير وتحسين مدارس الأولاد وذلك باختيار مدراء ومدرسين عندهم القدرة على جعل الطالب يحب مدرسته وينهض كل صباح وعنده رغبة شديدة في الذهاب إليها، لأنه يعرف أن مستقبلاً رائعاً ينتظره بعد التخرج .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد