;
طارق فؤاد البنا
طارق فؤاد البنا

إنكم تفرحون!! 2243

2011-12-08 04:26:32


    تنفست المعارضة وأنصارها الصعداء بعد توقيع صالح للمبادرة الخليجية رغم أن الثورة ما زالت مستمرة، ورغم أن الأمور على المستوى الميداني ما زالت مستعرة، وخاصة في تعز التي تتعرض لأسوأ عنف ربما في تاريخها، وفي مقابل موقف أنصار المعارضة الذي يعتقد أن ما حققته قيادات أحزابهم كان هو أكبر الممكن، وعلى أساس أن ذلك تم طبقاً لقاعدة (السهل الممتنع) التي تجنب البلاد الدخول في الحرب، وتجنب أبناء اليمن سقوط الكثير من الأرواح وإزهاق الكثير من الأنفس، وإهلاك مقدرات البلد وبنيته التحتية الهالكة أصلاً، في مقابل هذا الموقف برز موقف الشباب ومن خلفهم كثير من أبناء الشعب الرافض للمبادرة الخليجية، خاصة مع إعطاءها ضمانات لصالح وأعوانه، ولذلك ظهرت الكثير من الشعارات التي رُفعت في وجه المعارضة نفسها، وخاصة بعد الحديث عن بدء خطوات تنفيذ الآلية التي تم الاتفاق عليها طبقاً للمبادرة الخليجية . 
ورغم أن النوايا لا تبدو صافية، حيث تبدو سماء طرفي الصراع السياسي ملبدة بغيوم الشك والتحفز للانقضاض على الآخر، إلا أن هناك محاولات حثيثة لإخفاء ما يجيش في كوامن النفوس، ولكل منهما أسبابه الخاصة، فطرف المعارضة يريد أن يدخل إلى السلطة عن طريق الحل السياسي الممكن، وطرف السلطة يريد أن يحتفظ بماء وجهه، وأن يشارك في المرحلة القادمة، مطبقاً المثل الشعبي (عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة)، فأن يأخذ نصف وزارات الحكومة أهون عليه من أن لا يجد شيئاً إذا ما عصف الشعب بنظام الحكم كما تم في تونس ومصر، بل وربما يكون مصير الحزب الحاكم كما كان مصير الحزب الوطني في مصر، لذا تبدو اللعبة السياسية في اليمن كأنها تقول (رضا..والا صميل)، فما لا يأتي بالرضا يأتي به الصميل بالتأكيد !. 
ونتيجة لكل هذا فقد بدأت مرحلة تقاسم الوزارات، وسمعنا الكثير من الكلام حول هذا الموضوع، وقد طرحت الكثير من الأسماء من الجانبين، ولكن المخجل أن كلا الجانبين لم يلتفتا إلى ما يجري في أوساط الشعب وإن كان أحدهما يلتفت بشكل نسبي، فما يعانيه الشعب اليمني عصي على التحمل، فبينما يختلفون حول وزارة (الدفاع) ليس هناك من يدافع عن المواطن من البلطجة المتواصلة في كل مكان، وبينما يختلفون على وزارة (الداخلية) ليس هناك قسم شرطة فعلي يحل مشاكل الناس بعيداً عن حق ابن هادي، وبينما يختلفون حول وزارة (الكهرباء) تجد أبناء الشعب يغوصون في بحر من الظلام الدامس، وبينما يختلفون حول وزارة (النفط) تجد الطوابير الطويلة أمام محطات البترول والديزل، وبينما يختلفون حول وزارة (المياه) تجد المواصير فارغة، والفواتير ممتلئة بالأرقام الخيالية، وبينما يختلفون حول وزارة (التخطيط) تجد البلد يمضي بشكل عشوائي في كل المجالات، وبينما يختلفون حول وزارة (الصحة) تجد مئات الآلاف من المرضى والذين لا يجدون الدواء، وبينما يختلفون حول وزارة (التعليم) تجد مباني المدارس كالأشباح، يستوي فيها المدرس والطالب في الأمية والالتهاب الحاد في الفهم، فضلاً عن أن كثيراً من (المدارس) تحولت إلى (متارس)، وبينما يختلفون حول وزارة (المالية) تجد البنك المركزي قد أفرغه (حمران العيون) بالصرف على من يقومون بقمع الناس وإزهاق الأرواح، وبينما يختلفون حول وزارة (حقوق الإنسان) تجد أن الإنسان قد قُتل وانتهى بفعل القمع الشديد والضرب العنيف، وأخوتنا يتنازعون على وزارة الحقوق التي لا أعرف لمن ستكون في ظل إبادة الإنسان، وبينما يختلفون حول وزارة (الشباب والرياضة) تجد دماء الشباب تسيل في كل الميادين، وتعرف أنه ليس ثمة رياضة إلا عند (البلاطجة) الذين يقطعون المسافات ليوزعوا شرهم بين كل المحافظات، والذين يتخذون من رؤوس الشباب "كرة قدم" يلعبون بها من أجل الحصول على كأس (الألفين) ورضا الزعيم، وبينما يختلفون حول وزارة (العدل) تجد الظلم حاضراً في كل (زغط) في بلادي، وتوقن أن العدل قد انتهى منذ أن صعد إلى الحكم حاكم اليمن السابق صالح، وغير هذا الكثير، حيث يحضر التناقض الرهيب بين الأسماء والأفعال، ويحضر الاختلاف ويختفي (التوافق) الذي يدَّعونه من خلال حكومة التوافق الوطني!. 
خلاصة الأمر، إنكم يا أرباب السياسة في كل الأطراف بحكومتكم تفرحون، أما الشعب فهو مستمر في ثورته، طالما بقي أيَّ ممن شاركوا في سفك الدماء وإزهاق الأرواح في مناصبهم، وعلى المعارضة أن تعي أن رصيدها هو الشعب، وليس الوزارات، وفي النهاية لن تثني الشعب عن تحقيق أهداف ثورته التي سالت لأجلها الدماء لا حكومة توافق ولا مجلس وِفاق، لا عبدربه ولا باسندوة وصحبه!!. 
 مسك الختام: 
بعد أن كتبتُ في العدد قبل الماضي في "أخبار اليوم" عن الصمت المريب عن جرائم النظام في تعز، وعن ردود الأفعال (الباردة) من قبل الجميع والتي لا ترقى إلى مستوى الحدث، جاء الرد سريعاً من عاصمة الجمال إب الخضراء بمسيرة راجلة استقبلها أبناء تعز بالدموع (الحارة)، وعني أنا فقد نزلت دمعة حزن مخلوطة بالفرح مع شيء من الأسى على وجنتي من غير أن أشعر، وشعرتُ حينها أني ظلمتُ أبناء إب، خاصة عندما تلامس مشاعرهم الحبية والأخوية تجاه تعز وأبنائها، سلامٌ لكِ يا إب الثورة!. 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد