;
إيمان سهيل
إيمان سهيل

يا رب.. إن حلمك بالظالمين قد أضر بنا 3663

2011-11-16 16:18:32


يقال في الحكام " إن من كثر طغيانه زال سلطانه.. ونحن في اليمن ثلاثة عقود من الظلم والفقر و" الحراف" وحين طفشنا وأعلناها راحة : يرحل الفاسدون والعابثون بثروات البلاد.. أشعلها نظام صالح حربا علينا وكأنه يريد أن يقول لنا: أحكمكم أنا أو تموتون دوني.. تسعة أشهر ونحن بين الفواجع والدماء بين الظلام والجوع.. الخوف، رمضان مر علينا كعام كامل من الظلام وأشلاء الشهداء وأنين الثكالى والجرحى والعزاء زار كل بيت..
 عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى والمجازر لا تتوقف وكأننا بمنظور النظام " طماطم" وليسنا بشر وإن كان الكيلو "الطماطم بـ700 ريال ودماء أبنائنا يتسلى بها بلاطجة النظام وقواته بعد التخزينة أو في ساعة سليمانية ولا يسعنا إلا أن ننام ونقول: "اشهد يالله" نبح ونكرر: "اشهد يالله" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون كما وعدنا القاهر فوق عباده والمنتقم للمظلومين..
قال الله تعالى: " ألا لعنة الله على الظالمين " وقال عز وجل: " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون " قيل: هذا تسلية للمظلوم ووعيد للظالم وقال تعالى: " إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم خرج من الإسلام "، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: " رحم الله عبداً كان لأخيه قبله مظلمة في عرض أو مال فأتاه فتحلله منها قبل أن يأتي يوم القيامة وليس معه دينار ولا درهم "، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: " من اقتطع حق امرئ مسلم أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة "، فقال له رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان شيئاً يسيراً قال: " ولو كان قضيباً من أراك.
 وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوحى الله تعالى إلي يا أخا المرسلين يا أخا المنذرين أنذر قومك فلا يدخلوا بيتاً من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم مظلمة، فإني ألعنه ما دام قائماً يصلي بين يدي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها فأكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويكون من أوليائي وأصفيائي ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة.
وعن علي ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إياك ودعوة المظلوم فإنما يسأل الله تعالى حقه، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من عبد ظلم فشخص ببصره إلى السماء إلا قال الله عز وجل لبيك عبدي حقاً لأنصرنك ولو بعد حين. ومر رجل برجل قد صلبه الحجاج فقال يا رب إن حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين فنام تلك الليلة فرأى في منامه أن القيامة قد قامت وكأنه قد دخل الجنة، فرأى ذلك المصلوب في أعلى عليين وإذا مناد ينادي حلمي على الظالمين أحل المظلومين في أعلى عليين. وقيل: من سلب نعمة غيره سلب نعمته غيره.
وسمع مسلم بن بشار رجلاً يدعو على من ظلمه فقال له كل الظالم إلى ظلمه فهو أسرع فيه من دعائك. ويقال من طال عدوانه زال سلطانه، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم، ورئي لوح في أفق السماء مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحته هذا البيت:
فلم أر مثل العدل للمرء رافعاً... ولم أر مثل الجور للمرء واضعاً
وقال الشاعر:
كنت الصحيح وكنا منك في سقم... فإن سقمت فإنا السالمون غدا
دعت عليك أكف طالما ظلمت... ولن ترد يد مظلومة أبدا
وكان معاوية يقول: إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصراً إلا الله، وقال أبو العيناء كان لي خصوم ظلمة فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود وقلت قد تضافروا علي وصاروا يداً واحدة فقال يد الله فوق أيديهم، فقلت له إن لهم مكراً فقال ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله، قلت هم فئة كثيرة فقال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. وقال يوسف بن إسباط من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعمي الله في أرضه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه "، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لما كشف الله العذاب عن قوم يوسف عليه السلام ترادوا المظالم بينهم حتى كان الرجل ليقلع الحجر من أساسه فيرده إلى صاحبه، وقال أبو ثور بن يزيد: الحجر في البنيان من غير حله عربون على خرابه، وقال غيره: لو أن الجنة وهي دار البقاء أسست على حجر من الظلم لأوشك أن تخرب، وقال بعض الحكماء: اذكر عند الظلم عدل الله فيك وعند القدرة قدرة الله عليك لا يعجبك رحب الذراعين سفاك الدماء فإن له قاتلاً لا يموت، وقال سحنون بن سعيد: كان يزيد بن حاتم يقول: ما هبت شيئاً قط هيبتي من رجل ظلمته وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله فيقول: حسبك الله، الله بيني وبينك. وقال بلال بن مسعود: اتق الله فيمن لا ناصر له إلا الله. وبكى علي بن الفضل يوماً فقيل له: ما يبكيك قال: أبكي على من ظلمني إذا وقف غداً بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة.
 ونادى رجل سليمان بن عبد الملك وهو على المنبر يا سليمان اذكر يوم الأذان فنزل سليمان من على المنبر ودعا بالرجل فقال له: " ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى: " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " قال: فما ظلامتك قال: أرض لي بمكان كذا وكذا أخذها وكيلك، فكتب إلى وكيله ادفع إليه أرضه وأرضاً مع أرضه.
وروي أن كسرى أنوشروان كان له معلم حسن التأديب يعلمه حتى فاق في العلوم فضربه المعلم يوماً من غير ذنب فأوجعه فحقد أنوشروان عليه، فلما ولي الملك قال للمعلم: ما حملك على ضربي يوم كذا وكذا ظلماً؟ فقال له: لما رأيتك ترغب في العلم رجوت لك الملك بعد أبيك فأحببت أن أذيقك طعم الظلم لئلا تظلم فقال أنوشروان: زه زه. وقال محمد بن سويد وزير المأمون:
فلا تأمنن الدهر حرا ظلمته... فما ليل حر إن ظلمت بنائم
وروي أن بعض الملوك رقم على بساطه:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً... فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه... يدعو عليك وعين الله لم تنم
وما أحسن ما قال الآخر:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه... وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل نافذة ولكن... لها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي... ويرسلها إذا نفذ القضاء
وقال أبو الدرداء: إياك ودمعة اليتيم ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام، وقال الهيثم بن فراس السامي من بني سامة بن لؤي في الفضل بن مروان:
تجبرت يا فضل بن مروان فاعتبر... فقبلك كان الفضل والفضل والفضل
ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم... أبادهم الموت المشتت والقتل
ووجد القاسم بن عبيد الله المكتفي في مصلاه رقعة مكتوباً فيها:
بغي وللبغي سهائم تنتظر
أنفذ في الأحشاء من وخز الإبر
سهام أيدي القانتين في السحر
وحكي أن الحجاج حبس رجلاً في حبسه ظلماً فكتب إليه رقعة فيها: قد مضى من بؤسنا أيام ومن نعيمك أيام والموعد القيامة والسجن جهنم والحاكم لا يحتاج إلى بينة.
فيتعين على كل ولي أمر أن يعدل في الأحكام، وأن يتبصر في رعيته وعلى كل غافل أن يكف يده عن الظلم ويسلك سنن العدل ويعامل بالنصفة ويراقب الله في السر والعلانية ويعلم أن الله يجازي على الخير والشر ويعاقب الظالم على ظلمه وينتصر للمظلوم ويأخذ له حقه ممن ظلمه، وإذا أخذ الظالم لم يفلته.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد