;
منصور بلعيدي
منصور بلعيدي

ثقافة اليأس ومنطق الفاسدين 2009

2011-09-27 04:37:01


اعتاد الكثير من الناس على تقبل الأخطاء والتصرفات غير المنضبطة من المستهترين والعابثين ومن سايرهم في السلوك غير السوي، تماشياً مع واقع الحال، وهذا التقبل يعد إقراراً بأن لا شيء في اليمن يسير بصورة طبيعية وعلى الناس أن يتعايشوا مع هذا الواقع المغلوب، وأن لا فائدة من محاولات التغيير.
وهذه قناعة سلبية تسربت إلى العقول حين بلغ اليأس بالناس مبلغه واقتنعوا أن لا علاج لمشاكل البلد طالما أن مصدرها النظام الحاكم وقد حول هذه القناعة إلى ما يشبه الثقافة، وبالتأكيد فذلك منطق الهروب من المسؤولية، مسؤولية كل فرد غيور على وطنه في رفض التصرفات الخاطئة أياً كان مصدرها ومهما كانت صغيرة، والإنكار أول خطوات التغيير الذي يبدأ من الفرد ويتدرج حتى يصل إلى كل الناس.
في واقعنا الكثير من السلوكيات السيئة لا ينكرها الناس وهم في قرارة أنفسهم يرفضونها، لكنهم واقعون تحت تأثير ثقافة اليأس التي صنعها النظام.
-   ترى موظفاً يستفز الناس ويمارس على المراجعين تعسفات روتينية مملة، فتنكر عليه، فيأتيك الرد جاهزاً: أنت في اليمن.
-   سائق يسير عكس السير لكي يختصر الطريق، غير عابئ بحياة الناس إذا ما تسبب في حادث مروري فتنكر عليه، فيقال لك: أنت في اليمن.
-   ترى مستهتراً يتجاوز طابور من الناس أمام تاجر الاسطوانات "غاز الطبخ"، لأنه مفتول العضلات، فتنكر عليه، فيقال: أنت في اليمن.. وغير ذلك كثير.
لكن يبدو أن البلاد مازالت بخير، فقد وجد فيها من يرفض ثقافة اليأس ويصرخ بملء فاه في وجه الباطل، وكانت صرخة الثورة الشبابية الأبية مدوية مجلجلة، هزت عروش الفاسدين والمستبدين وغيرت الصورة النمطية التي سادت دهراً على اليمن وبادت على أيدي الثورات، حين عكسوا للعالم كله صورة مشرقة لنضالات الشعوب التواقة للحرية والانعتاق بنضالهم السلمي الرائع، رغم التكاليف الباهظة، لكنها تهون أمام مهمة استرداد الوطن المخطوف، وتحقيق حلم الملايين في الحياة الكريمة التي افتقدوها طويلاً وباتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
لكن منطق الفاسدين ما يزال قائماً حتى في ظل انهيار سلطتهم الوشيك وغضب الملايين الثائرة لا يغير عندهم من الأمر شيئاً، لأن "من شب على شيء شاب عليه"، كما يقول المثل الشعبي.. أحدهم استلم ملايين الريالات باسم دعم نازحي أبين في عدن واستأثر بها لنفسه، ولما قيل له أن هذه الأموال مخصصة للنازحين، لإعانتهم في محنتهم، وأنت تسترزق على حساب معاناتهم وتقتات على جراحهم، قال ببرود أعصاب: هؤلاء سخرهم الله لنا وجعلهم سبباً لرزقنا، فهل تعترضون على مشيئة الله؟!.
وبالمناسبـــة: هذا "فويسد" تصغير للصفة، لأنه أهون الفاسدين "أصغرهم"، وأترك التعليق للقراء الأعزاء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد