;
رأي القدس
رأي القدس

مصير قاتم للمبادرة الخليجية 2098

2011-05-21 02:50:30


مصير مبادرة مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الأزمة في اليمن يبدو انه يتشابه، أو ربما يتطابق مع مصير مبادرة السلام العربية التي صدرت في طبعتها الأولى من العاصمة السعودية الرياض، مع فارق أساسي وهو أن دول الخليج هددت بسحب مبادرتها اليمنية إذا لم يوقع الرئيس علي عبد الله صالح على تعهد بالتنازل عن السلطة في غضون ثلاثين يوماً في موعد أقصاه يوم الأحد الماضي، بينما عارضت جميع الضغوط العربية لسحب مبادرة السلام العربية، رغم رفض إسرائيل قبولها والاستجداءات العربية لدفعها إلى تغيير رأيها على مدى الثماني سنوات الماضية.
السيد عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي غادر اليمن قبل يومين دون أن ينجح في الحصول على توقيع الرئيس اليمني، بينما أعلنت دولة قطر سحب تأييدها للمبادرة بعد الهجوم الشرس الذي شنه عليها الرئيس اليمني واتهمها بمساندة الثورة الشعبية، والتواطؤ معها من أجل إطاحة نظامه.
الرئيس علي عبد الله صالح يختلق الأعذار والحجج للتهرب من أي التزام بمغادرة كرسي الحكم، كل ذلك من اجل كسب أطول فترة ممكنة من الوقت، وقد أدى أسلوبه المراوغ هذا إلى تعديل المبادرة الخليجية أربع مرات، ولن نستغرب تعديلها للمرة الخامسة أو السادسة مسايرة له، ورضوخاً لشروطه.
ومن هنا لا نستغرب ما نشرته صحيفة 'الأولى' اليمنية حول تفاصيل اللقاء الأخير بين الرئيس اليمني وأمين عام مجلس التعاون الخليجي والوفد المرافق له أبرزها قوله، أي الرئيس علي عبدالله صالح، 'لن أوقع حتى على قطع رأسي'.
لا نعرف كيف سترد دول مجلس التعاون الخليجي على مناورات الرئيس اليمني، فليس أمامها غير إعلان فشل مبادرتها هذه، ولكن من المستبعد إقدامها على مثل هذه الخطوة، لأنها لا تريد أن تظهر بمظهر الفاشل، وهذه عادة خليجية معروفة على أي حال.
الرئيس الأمريكي باراك اوباما طالب الرئيس صالح بالتنازل عن السلطة ومغادرة البلاد كحل وحيد لإنهاء الأزمة في البلاد، ولكنه لم يمارس أي ضغوط فعلية عليه على أرض الواقع مثلما فعل مع نظيريه الليبي معمر القذافي والسوري بشار الأسد. فقد أرسل صواريخه وحاملات طائراته للإطاحة بالأول ونظامه بالقوة، بينما فرض عقوبات مشددة على الثاني.
الإدارة الأمريكية مترددة في التدخل ولو حتى سياسياً في اليمن بشكل مباشر، خوفاً من تحول اليمن إلى دولة فاشلة كليا، الأمر الذي سيوفر قاعدة أقوى لتنظيم 'القاعدة' فرع الجزيرة العربية، مما يشكل تهديداً مباشراً ليس فقط لخطوط الملاحة الدولية وإنما أيضا لإمدادات النفط وحقوله في السعودية ودول الخليج الأخرى.
الرئيس علي عبدالله صالح يدرك جيدا هذه المخاوف الأمريكية، مثلما يدرك نظيراتها الخليجية ولهذا يتشبث بالسلطة، ويأمل في الوقت نفسه أن ييأس الثوار، أو يقعون في المصيدة الليبية، أي تحويل ثورتهم السلمية إلى تمرد عسكري، ولكن الثوار وقيادتهم على درجة كبيرة من الوعي، بحيث لا يقعون في مثل هذه المصيدة، أما حبل صبرهم فيبدو انه طويل للغاية، ولا يوجد أي مؤشر على ظهور أي وهن أو يأس في صفوفهم في المستقبل المنظور على الأقل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد