;
بشرى عبدالله
بشرى عبدالله

الوطنية.. الوجه الأجمل للثورة 1671

2011-04-05 07:19:35


كلنا كنا ندعي حب الوطن.. إدعاءً بلا لون، بلا طعم، بلا رائحة.. لسنوات قريبة وأثناء الطابور المدرسي دائماً ما وبخنا من المعلمين لكوننا لم نحترم النشيط الوطني، لنأتي اليوم لننتقل للجامعة ويختفي النشيد الوطني من قائمة واجباتنا اليومية، ربما نسمعه في بدء احتفال ما، فلا نعيره اهتماماً لتلهفنا لفقرات ذاك الاحتفال.
اليوم وعلى الرغم من أن سماع النشيد الوطني ليس إجبارياً أو إلزامياً على أحد، إلا أننا نسمعه المرة تلو الأخرى، ويعلو صوت التلفاز ما إذا تغنى بكلماته والتي لم نشعر بمعانيها إلا هذه الأيام "أيام الثورة"، نتلذذ بسماعها، نذرف الدموع أحياناً، تختنق العبرات، نعجز عن التعبير، عما يعترينا، عن فرحنا، فخرنا بهذا الوطن.. لماذا؟، ما الذي تغير؟.. بالعودة للفضائية السلطوية تعرف الجواب!، لأن النشيد الوطني وغيره من الأغاني الوطنية لم تكن تبث إلا وصور علي عبدالله صالح مهيمناً على المشهد وإيقاعها مصاحبة لحركاته وسكناته حتى حسبنا أنها غُنيت له.
نصفق لمن؟ لأجل اليمن! ما صفقنا لها كما صفقنا له ولخطاباته، حتى أننا كنا نصفق لمجرد سماعنا لأحدهم يصفق ولا نعلم ما الذي قاله علي صالح، لكي يصُفق له، لأننا كنا لا نسمع خطابه، بل كنا مثل من نسخر اليوم منهم، نتأمل ما آلت إليه السلطة، فرحين بما آتانا الله، سينكر القارئ ما ذكرته وسيبرئ نفسه مما قلته، ولو كان صادقاً مع نفسه لكشف الحقيقة لها وحاول أن ينقذ من تبقى في عبودية هذا الرجل، فإنهم اليوم أضعف الناس ولو ظهروا مدججين.
نحن لم نعايش ثورة "أكتوبر وسبتمبر" ولا إعلان الوحدة وحرب 94م، لا نعرف عن أحداثها إلا بما نسمعه من هنا أو هناك وتساؤلات جمة إلى اليوم لم نصل إلى أجوبتها، فعدنا لا نهتم بهذه الأحداث التاريخية، لأننا لم نعايش تلك الأيام التي كبدت اليمنيين مرارة العيش وذل الحكام وقهر الاستعمار، وسجن الجهل وألم القيد والأغلال، ولم نشعر بسقوط السيف على رؤوس الثوار حتى نشعر بمكانة هذه الأحداث التاريخية وقيمتها الحقيقية، ولا نوليها اهتماماً إلا بما تمثله من كونها عطلة تريحنا قليلاً من عناء الدراسة والعمل.. لماذا؟ لجهلنا أهمية هذه الأيام التاريخية، تلك القتامة المهيمنة على أحداثها، على أبطالها والتي لم تزد إلا قتامة يوماً بعد يوم، أم أنكم تعتبرون أن تلك البرامج قد أوفت هذه الأحداث التاريخية حقها؟، لماذا اختزلت كل تلك الإنجازات والبطولات في شخص واحد؟ ماذا إذاً عمن سقطوا شهداء؟!، وعمن لازالوا أحياءً يتذكرون نضالهم من خلف شرفات الفقر والحاجة؟، لماذا امتدت أيادي التزوير حتى للتاريخ؟.
ندعي حب الوطن، لم نكن نحب الوطن، ولم نعرف حبه قط، كنا نحب إنساناً في السلطة، أشغلنا عن البحث عن معاني حب الوطن بالبحث عن رغيف العيش ودواء العلل، والسكن.. الثورة هي من أعادت حب الوطن وأعادت للوطن حقه، لينهي أبناؤها سنوات العقوق ويعلنوا في ساحاته وميادينه حبه للملأ، يتقاسمون الآهات والأمنيات، وهم يحملون لواءه ويلتحفون سماءه ويفترشون ترابه، يتساقطون شهباً على ثراه ويُلفون بلوائه إلى دار البقاء وهم يتغنون بحبه، يودع أحدهم أطفاله وزوجته، لكن ليس لرحلة عمل أو علاج أو سياحة، وإنما رحلة لتأدية الواجب، يتركون الغالي والنفيس للدفاع عن الأغلى والأكثر نفاسة.
الوطنية التي تجعل الأم توسد قرة عينها في المقابر وهي تبتسم، تجعل الشاب يودع أهله وأحلامه الوردية وهو يقسم ألا يعيش وفي وطنه حاقد أو مستبد يعبث بكرامة شعب، بكرامة وطن.
الوطنية الوجه الأجمل للثورة وهي تكسو أرض الوطن بعلم وطني واحد، وتملأ مداه بهتافات نشيده الوطني.
فإرحل يا رجل ماذا بقي لك ولأتباعك أم أن الوطنية على قائمة ضحاياك؟ لن تفنى من الميادين لأنها لم تأتِ مرغمة إلينا، جاءت طواعية، حينما صرحنا بحب الوطن فاحتضناها بقلوبنا، وجعلناها وساماً على صدورنا.. فصار ذلك الدم الذي تنتهكه بعضاً من دمائها، لأننا عايشنا الدجى، الإمامة التي عبثت بأحلام وطن، عدنا نرتقب بزوغ الفجر من بين العتمة، وبلون الدم الغالي أعلنا ميلاد الثورة، لأنها اليوم ليست إلا خارطة لإنقاذ الوطن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

نبيل البكيري

2024-05-02 00:48:59

النعي المهيب..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد