حملة توقيعات للمطالبة بإقالة مدير كهرباء الحديدة..الكهرباء في عروسة البحر الأحمر مأساة يتجرعها البسطاء.. ويتلذذ بنعيمها الأغنياء وانطفاءات مستمرة تجاوزت المعقول في المحافظة والفوانيس سيدة الموقف

2009-06-14 04:24:01


تحقيق/ غمدان ابو علي

أضحت الكهرباء إحدى منغصات الحياة اليومية في عموم المديريات والحواري التابعة لمحافظة الحديدة فالإطفاءات المتكررة اليومية وبرنامج

(طفي لصي) أصبح علامة تجارية وبامتياز لمؤسسة كهرباء الحديدة وحتى ضربت الرقم القياسي في هذا الجانب وسمة من سمات الفساد المبرمج. . لقد تحولت الكهرباء من نعمة الى نقمة نقرأ ونسمع ونشاهد ونفتش يومياً عن ضحايا وخسائر وحرائق سببها الرئيسي التعمد في اطفاء الكهرباء اكثر من خمس مرات والتي تكبد المواطنين ملايين الريالات شهرياً. . ابناء الحديدة يعيشون حر الصيف القاتل ويتجرعون مأساة الكهرباء بصورة يومية اصبحت جرعات لا بد من تناولها يومياً لتذكر المواطن بمأساة من مآسي الحياة اليومية ناهيك عن غيابها عن ريف الحديدة ان لم نقل مدنها ايضاً وكابوس يخيم على بسطاء العروسة بصورة دائمة. . الكل يتساءل عن تدهور اوضاع الكهرباء في الحديدة ويترحمون على الوضع متسائلين اين دور المجلس المحلي بالمحافظة حيال كل ما يحدث؟! ام ان الامر لا يعنيهم فإلى حصيلة هذا التحقيق:

صرخات

في البداية تحدث الاخ الشيخ ابراهيم علي الشراعي عضو المجلس المحلي بالمراوعة والذي اعتبر الكهرباء مشكلة المشاكل في اليمن وفي الحديدة من اسوأ المشاكل واضاف قائلاً: في الحديدة ابتلاء وعذاب نعاني منها كثيراً خاصة النساء والاطفال قبل الكبار فالمعاناة مضاعفة خصوصاً مع الحرارة الشديدة واعتبارها من اكثر المحافظات ازدحاماً. . فهناك مشاكل خاصة تزيد من هم المعاناة ومنها الشبكة المهترئة التي تسبب المزيد من الانطفاءات وخاصة في اوقات المساء والفجر فلا تسمع الا صرخات الاطفال النساء والمشكلة الثانية تكمن في الاستخدم والاستهلاك الكبير للمكيفات والمراوح والبرادات وغيرها مما يشكل عبئاً كبيراً على مواطني الحديدة والتي تعتبر من اشد المحافظات فقراً والمشكلة الاكبر الظلم الذي يتعرض له الناس من مافيا مؤسسة الكهرباء بالحديدة فلا رحمة ولا شفقة بالفقراء من لجان المخالفات التي وردت لجيوبهم مئات الآلاف فأصبحوا يملكون الفلل الفارهة والسيارات المريحة وكل هذا من ظهر المواطن ونحمل المسؤولية اعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية والمسؤولين من ابناء مدينة الحديدة الذين بأيديهم ايجاد حل لهذه المشكلة بقليل من العمل والصدق وتغليب مصلحة اهاليهم في الحديدة على مصالحهم الذاتية. . بينما الصياد خالد مرزوق ان الكهرباء الكابوس المرعب الذي يتمنى ان ينتهي لان الانطفاءات اليومية المتكررة والتي اصبح معدلها اليومي من ثلاث الى اربع مرات اصبحت شيئاً مملاً وقال ان اغلب المقتنيات والمستلزمات المستخدمة في حياتنا اليومية تعتمد على الكهرباء وخاصة في ايام الحر. . ويوافقه الاخ عبدالقادر المنصوب رئيس حزب الشعب الديمقراطي بالمحافظة قائلاً: الكهرباء في الحديدة. . . كابوساً مرعباً يقلق مضاجع ابناء العروس ويشوي اجسادهم هذا الى جانب التأثير السلبي النفسي عليهم جراء الظلام وغيره فمن المسؤول عن كل ذلك بالتأكيد مسؤولونا الكرام في مؤسسة كهرباء الحديدة. . ومازاد الطين بلة وزاد من المعاناة لابناء المحافظة هو الادارة الموجودة حالياً التي اطلقت العنان للجان التابعة لها ان تفصل بلا رحمة على البسطاء فقط. . اصحاب المبالغ التي تتراوح بين 5000 وعشرة الاف وتترك النافذين والمسؤولين والمدراء والضباط والمشائخ وان وصلت مديونيتهم الى مئات الآلاف حتى ان المواطن البسيط لا يستطيع مقابلة المدير الموقر للمراجعة ليظل تحت رحمة المتسلطين والعملية مستمرة وحق ابن هادي شغال مما جعل الكثير من موظفي الكهرباء اللهم لا حسد يعيشون في بحبوحة من العيش مدراء يملكون الفلل والصوالين وهذا من امتصاصهم لدماء الضعفاء من ابناء المحافظة وكأن المحافظة لاكبار فيها من مشائخ ونواب يطالبون الرئيس علي عبدالله صالح بايجاد حلول للكهرباء وخفض تسعيرة التعرفة للكهرباء وتغيير مثل هذه الادوات الظالمة المسترزقة من قوت الضعفاء الذين ضاعت حقوقهم كضياع ال50 ميجاوات التي اهديت للمحافظة اثناء العيد السادس عشر للوحدة.

علي بن علي عوض مواطن تطرق قائلاً: الانطفاءات الكهربائية المتكررة طوال اليوم والليلة افقدت المواطن الثقة بمؤسسة الكهرباء وزادت من حنقه بينما اتجه الكثير من الناس من مستوري الحال الى شراء المولدات الكهربائية الصغيرة كاحتياطي بديل تحسباً لغدر الكهرباء في حين تقبل الشريحة الثانية على شراء الشمع اما الشريحة الثالثة فمازال الفانوس سيد الموقف لكن لماذا اذا تواجد رئيس الجمهورية فان الكهرباء لا تطفى لهذا نتمنى ان يتواجد الرئيس عندنا طوال الوقت مادام حضوره يمنع انقطاعها.

الاطفاءات في اوقات الصلاة لماذا؟ هكذا تسأل الاخ محمد تمار الرعيني قائلاً: بصراحة لا يوجد مبرر مقنع لهذه الاطفاءات التي تتم في اوقات الصلاة وقد سبب استياء المصلين وهذا السؤال نضعه للاخوة مسؤولي الكهرباء ونتمنى الرد لماذا الاطفاءات في اوقات الصلاة؟!

وكلمتي لهم ان يراجعوا ضماهم ان كان عاد عندهم ضمير وان يعملوا بصدق واخلاص او يعتزلوا من مناصبهم اشرف لهم.

منذ عين فواز العصامي مديراً لمؤسسة الكهرباء والكهرباء تزداد سوء وكأنها اصبحت ملكاً خاصاًَ له ما يقارب 13 عاماً وهو مدير لها كلمتي للمسؤولين بالمحافظة ان يعتدلوا او يعتزلوا لنا شهور ونحن نحاول الاصلاح والصيانة والعبث والمجلس المحلي بالمحافظة نائم في العسل.

المحامي ابراهيم جابر تحدث عن الكهرباء قائلاً:

يا اخي الكهرباء مثلها مثل بقية المؤسسات الخدمية للدولة نالها نصيب من الفساد هناك فساد استراتيجي فساد ممنهج نتخر وسط مؤسسات الدولة وبالذات المؤسسات الخدمية والكهرباء من الطبيعي ان يصل وضعها الى هذا الوضع لانه لا يوجد برنامج لدى الحكومة لاصلاحها باستثناء برنامجها الشهير طفي لصي ولا اخفيك بان مسؤولاً بالكهرباء قال لي احمد الله انه عاد في كهرباء الآن ولو بهذا الشكل.

لأنه في السنوات القادمة يمكن ما تحصلوا عليها فقلت له: لماذا؟!

فرد بقوله : لانه لا يوجد أي توجه لدى الوزارة او مجلس الوزراء لاصلاح اوضاع الكهرباء ولكن الاطفاءات ليست بسبب عجز في الكهرباء بل نتيجة خلل في الشبكة كما هو حال كهرباء الخوخة حيث ان الاعمدة الخشبية تحترق نتيجة التماس وايضاً "الاقلاص" الكهربائية الممتدة من حيس إلى الخوخة من النوعية الرديئة جداً فابناء الخوخة يعيشون اغلب الاوقات في الظلام نتيجة احتراق الاعمدة الخشبية بصورة يومية في ظل تقاعس واهمال ادارة الكهرباء لهذه القضية ناهيك انها تسببت في وفاة العديد من ابناء المديرية نتيجة اعتمادها ل حديد داخل الحارات وعليها يمد التيار الكهربائي الضغط العالي وتبقى موشج منذ عامين بلا كهرباء رغم انها تم اضائتها خلال شهر واحد في العيد السادس عشر للوحدة اليمنية وما خفي كان اعظم.

رغم ان هناك حملات فصل ومافية كهرباء وترهب الاهالي وتفصل التيار والملاحقة والتهديد والانذارات المتكررة رغم ان التيار الكهربائي خارج التغطية او ان الشبكة مشغولة والله في عون أبناء الخوخة.

قطع وفصل ولكن. .

مسكينة هذه العروسة في ظل سلطة محلية توارثت الصمت مع قضايا البسطاء المساكين أبناء البشرة السمراء الذين يصرخون من الظلام والظلم والحر القاتل. . ها هي الدولة تزف لهم البشرى والوعود الخرافية التي لم توجد في الأساطير الإسرائيلية عن خدمات الكهرباء في اليمن احياء الصفيح يغتالون في جحيم الحر والغيظ والظلام والفقر ينعمون برؤية خطوط الكهرباء التي تمر من بين أحيائهم الى الجهات المعلومة والمجهولة والى اماكن بعيدة ومناطق وعرة الفارق ان هؤلاء الغلابى البسطاء سقطوا عمداً من ذاكرة الوجود وشطبوا من خارطة الدولة اليمنية لانهم بلا قبيلة ولا سلاح ولا يتقنون البهررة ولا يجيدون فن الخطف وحمل السلاح. . هؤلاء يستخدمون كورقة فوز للانتخابات من قبل دواشين وتجار الانتخابات ويبقى هؤلاء في منازلهم الصفيحية والكرتونية يتسلون بالملصقات الدعائية التي نصبت بين احيائهم.

هؤلاء في حي الكدف وحارة البيضاء وحي السلام والزهور وجزء من السلخانة والربصة- هؤلاء اشبه بنازحين قادمين من القرن الافريقي وليسو يمنيين. . مرارات وآهات وبشر يموتون في صمت وفي الحر كهرباء العروس البحر الاحمر في اسوأ حالاتها منذ 30 عاماً !!

قررت الذهاب إلى إدارة مؤسسة الكهرباء بغية اللقاء بالأخ فواز العصامي مدير عام المؤسسة بالمحافظة لكن منعني من مقابلته عساكره الواقفون بالمرصاد لكل من يريد مقابلته وهناك التقيت ببعض من خطباء المساجد جاؤوا يراجعون قرارات العصامي الذي يصر على ان تدفع بيوت الله حصتها من السداد للفواتير مثل بقية المنشآت الحكومية لدرجة تهديد ائمتها ومعاقبتهم بقطع التيار الكهربائي عن منازلهم رغم عدم قدرته على تحصيل قيمة التيار الكهربائي من كبار الشخصيات والنافذين حيث بلغت مديونيتهم مليارين و564 مليون ريال.

رغم وعود الفريق عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية العام الماضي بأن سداد كهرباء المساجد على الدولة لكن مملكة ودولة العصامي لا تعرف ذلك ولكنها مبدعة في سياسات القطع والفصل على فقراء ومساكين عروس البحر الأحمر الأرملة هناك مسؤولون اعرفهم لهم اكثر من خط اذا انقطع خط فتح الخط الثاني وهكذا وطلاب يذاكرون في الظلام والحر -الدولة تسعى الى إنشاء جيل جاهل.

استبداد مستمر

لا يزال نظام "نصف دوام" يطغى على كهرباء "فواز" الذي فرض على ابناء الحديدة السمر جرع يومية خصوصاً قبل اذان المغرب بدقائق. لذلك على الحكومة ان تسعى إلى الاستغناء عن نصف موظفي كهرباء الحديدة وتقليص ميزانيتها الى 50% لأن مدة التشغيل لا تتجاوز نصف دوام ونعلن مراسيم الحداد الرسمي قائلين عظم الله أجر وزارة الكهرباء في كهرباء الحديدة وإنا لله وانا اليه راجعون.

ولكن نرى ان مؤسسة الكهرباء تقوم بنصب اعمدة خشبية جديد في مناطق عديدة داخل المحافظة.

رغم ان الأعمدة الخشبية الحالية صالحة للعمل ولم ينتهي عمرها بعد فالهدف من اجل الهبر والنهب للمال العام تحت لافتات اصلاحات واعادة تأهيل الشبكة الكهربائية.

حيث يتم ذلك في عدد من الحارات بالمحافظة بتكلفة مليار و450 مليون وسيتم تركيب 25 محولاً وأربعة الآف عمود كهربائي مازالت شاهدة على فساد الكهرباء بينما هناك حفريات تجري في بعض الحارات بالمحافظة لادخال الكابل الكهربائي تحت الأرض كما هو الحال في حارة اليمن واخراج العدادات خارج المنازل بصراحة نناشد رئيس الجمهورية ان ينقذ الحديدة من استبداد وسيطرة فواز العصامي الامبراطور العصامي الذي يستمد قوته وديمومة بقائه من بركات امشيخ محمد علي مرعي وهبة الله شريم سيدي الرئيسي إن أصحاب البشرة السمراء في انتظار تدخلك العلاجي فان السيل لم يبلغ الزبى كما يقولون ولكن فواز قتل أبناء الحديدة واحرق اجسادهم الشاحبة نرجوك نرجوك يا فخامة الرئيس بكل الضمائر الحية المعلنة والمستترة نحن تعبنا وزهقنا في انتظار قرار رئاسي حازم ونهائي ينهي قهر واستبداد وطغيان الامبراطورية العصامية مدير عام مؤسسة الكهرباء.

مديونية ولكن

لقد فقدنا جمال المساء في عروس البحر الاحمر ونسينا رائحة انسامه هل تدرون لماذا ؟ّ! ليالي عروس البحر الأحمر في ظلام دامس بلغت مديونية كهرباء الحديدة مليارين و564 مليون ريا نتيجة عدم متابعة عملية التحصيل لكبار الشخصيات والنافذين الممتنعين عن تسديد ما عليهم من مستحقات للمؤسسة.

هل يقدر بورجي تهامة على تحطيم امبراطورية العصامي وينهي صلاحياته؟!

بصراحة مازالت العديد من المديريات بلا كهرباء ولم تصلها بعد رغم قربها من مركز المحافظة كمديرية الدريهمي التي ماتزال غارقة في الظلام الدامس؟!

اختلاف. . وانقطاع

رصدت ميزانيات لشراء سيارات قطع سريعة لمعاقبة المواطنين حيث بلغت سيارات قطع التيار الكهربائي التي تجوب الأحياء ليلاً ونهاراً أكثر من سيارات الطوارئ"

اختلاف عدد مرات الانقطاع الكهربائي من حي لآخر يثير الكثير من علامات الاستفهام والتساؤل عن مدى الفوضى التي تدير مؤسسة الكهرباء. . سمعنا من بعض المصادر أن هناك اشخاص يدفعون مبالغ للقائمين على تنظيم وتوزيع مدة استمرار انقطاع الكهرباء لتقليل فترات الإنطفاء وهذا هو واقعنا المشهود فهناك مثلاً حارة اليمن تشهد أطفاء أكثرساعتين بينما في غيرها غليل تشهد أقل وهكذا.

بينما القائمون على إدارات فروع الكهرباء بالمديريات لا وظيفة لهم سوى الإبتزاز كما هو حال بيت الفقيه والمنصورية وباجل.

إطفاءات مستمرة

لماذا تتكر الانطفاءات في بلادنا دون غيرها وما هي الأسباب التي تحول دون القضاء على هذه الظاهرة مليارات تنفق لتوسعة قدرة الطاقة الكهربائية ووزراء عدة تعاقب عليها دون إيجاد حلول أو معالجة حاسمة.

منذ عقود وحكومتنا تسعى إلى زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية إلى 2000 ميغاوات والتحول من توليد الطاقة بواسطة المازوت والديزل إلى الغاز الطبيعي والرياح والطاقة المتجددة حتى بلغ طموحها إلى طاقة نووية. رغم ذلك الضجيج الرسمي إلا أننا ما زلنا في نقطة البداية كالسلحفاة نسير ببطء وما تنتجه بلادنا من الكهرباء لم يصل بعد إلى ألف ميغاوات ونعاني عجزاً في توليد الطاقة الكهربائية يصل إلى 30 % سنوياً بقدرة توليدية من محطات المؤسسة العامة للكهرباء والمشتراة من شركات التوليد ب856 ميغاوات فقط.

فالمليارات تذهب أدارج الرياح والاطفاءات مستمرة فالمنح الأخيرة تركزت لتوليد الطاقة الكهربائية من الغاز الطبيعي الموجود بكثرة في مأرب لتغطية العجز الحاصل في التوليد.

هذه المحطة تحدث عنها مسئولو الكهرباء أنها ستفتح في عام 2005م ثم كل عام يعدون بالعام القادم وكان آخر موعد للأفتتاح هو سبتمبر 2007م وهاهم الآن يعلنون في يوليو 2009م ولكن حتى اللحظة لا شيء.

عجز وتدهور

الحكومة تدفع قرابة 500 ألف دولار يومياً مقابل شراء الطاقة من المحطات المستأجرة وفقاً لصحيفة 26 سبتمبر الرسمية وكانت البلاد من عام 1990م حتى 2007م قد شهدت ارتفاعاً كبيراً في الطلب على التيار الكهربائي وبلغت الطاقة الإنتاجية 1200 ميجاوات وزادت عند عام 1990م بحوالي 490 ميجاوات فقط ووصلت التغطية السكانية بالكهرباء 53% حتى نهاية 2007م ووصل عدد المشتركين إلى مليون وأربعمائة وواحد وأربعين ألفاً و790 مشتركاً بزيادة ما يقارب تسعمائة ألف مشترك حسب الاحصاءات الرسمية.

حكومتنا لم تعمل على تطوير الطاقة الكهربائية بما يتواكب مع التوسع والطلب بل عمدت إلى الحلول الجزئية الاسعافية ومن ذلك استئجار شركة أجنبية لتوليد الطاقة وتغطية جزء من العجز وهي شركة "أجريكو" البريطانية التي هددت قبل 8 أشهر وزارة الكهرباء بقطع إمداد الطاقة الكهربائية عن عدن - الحديدة - حضرموت - عمران - تعز- سيئون" في حال عدم تسديد مبلغ 7. 5 ملايين دولار للشركة ما يعادل 1. 5 مليار ريال وفق العقد المبرم بين الشركة البريطانية ومؤسسة الكهرباء والطاقة.

كان الأولى بالحكومة إنشاء محطتين كهربائيتين بإجمالي المبلغ الذي تدفعه مؤسسة الكهرباء للشركة البريطانية هكذا استنزفت مقدرات البلاد "يا ناس".

وأكدت البيانات الرسمية بأن خسارة مؤسسة الكهرباء في فقدان الطاقة بلغت 25% من إجمالي الطاقة بما يعادل 17 مليار و174 مليون ريال خلال عام واحد.

هذا الفاقد بلغ في عام 2007م 432 جيجاوات ساعة بزيادة عن 2006م بمقدار 231 جيجاوات مثلت الأمانة ومحافظة صنعاء ما نسبته 49. 39% من إجمالي المفقود بخسارة 6 مليارات و936 مليون ريال. مما يعني تزايد فاقد الطاقة عاماً بعد عام.

بصراحة أن الاهمال واللامبالاة وعدم المسؤولية أدى إلى وجود فاقد كهربائي كبير وعن ضياع مليارات مستحقة لدى مسؤولين كبار ومؤسسات لم تدفع بعد ولم تبحث حكومة مجور عن حلول جادة للخروج من تلك المشكلة.

وعود متعثرة ولكن. .

مع اشراقة عام 2007م والحكومة تبتسم وتبشر ابناءها بقرب انتهاء الانطفاءات الكهربائية من خلال إنشاء محطة لتوليد الطاقة بالغاز في مأرب - لتكون قوتها 341 ميجاوات من أجل القضاء على العجز الحاصل في قدرة التوليد لتجهيز الشبكة لنقل قدرات أعلى من خلال إدخال نظام خطوط النقل الضغط العالي 4000 كيلو فولت" لمسافات أطول "صافر- بني حشيش، وصافر - معبر"

ولكن ما تزال النزاعات بشأنها مستمرة بين الشركات المنفذة لها وكذا الممولة من جهة والحكومة من جهة أخرى فقد دخلت الشركة الإيرانية المنفذة للمشروع مع الحكومة في خلاف حول تغيير مصدر صنع محولات الطاقة من مصنع "سيمنس أريفام إلى مصنع "إيران ترانفسو" كما أن الشركة التي يعارضها البرلمان مددت الوقت إلى 2010م وهو كما تقول لجنة برلمانية سيكلف اليمن عشرات الملايين من الدولارات كقيمة للديزل.

وهناك خلاف آخر بين وزارة الكهرباء باليمن والصندوق السعودي للتنمية حول طريقة تنفيذ المحطة بقدرة 400 ميغاوات وبتكلفة إجمالية تبلغ 200 مليون دولار، وحول من يوكل له تنفيذ المرحلة الثانية من هذا المشروع الذي يمول من قبل الصندوق السعودي للتنمية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي مناصفة حيث يشدد الصندوق السعودي على ضرورة طرحه في مناقصة عامة نتيجة لاستبعاد وزارة الكهرباء أحدى الشركات السعودية من المناقصة لأسباب غير فنية واقعية كما أفادت صحيفة "الصحوة" في عددها الأخير. . . !!

وزير الكهرباء السقطري اعترف في حوار مع صحيفة الحزب الحاكم"الميثاق" بخصوص عملية زيادة الانطفاءات قائلاً:

زادت الانطفاءات مع دخول الصيف نتيجة تزايد الأحمال وبقاء وضع التوليد كما هو، فنحن نحتاج سنوياً إلى أن نضيف في الأشهر العادية من 100 إلى 120 ميجاوات نظراً لنمو الطلب 10% في العام بسبب بناء منازل جديدة وشراء أجهزة كهرباء غير الربط الكهربائي إلى القرى.

إذا كان صيف العام الماضي وصل العجز إلى 100 ميجا فإنه يصل هذه السنة إلى 220 ميجاوات إلى جانب أن المحطات الموجودة قديمة أنشئت في الثمانينيات وأوشك عمرها الافتراضي على الانتهاء وسجلت تراجعاً سنوياً في الأداء والكفاءة يتطلب المواظبة على صيانتها وعلى الرغم من قدمها فما زالت المحطات الأساسية تغطي 75% من قدرتها ما يجعلنا نفاخر بالقائمين عليها والمهندسين الذين يقومون بصيانتها.

حملة توقيعات

بعد سرد كل ما ذكر وبعد طرح معاناة أبناء محافظة الحديدة أصحاب البشرة السمراء وبعد ما ضاقت عليهم الحياة وعانوا الكثير والكثير قامت مجموعة من الشباب من أبناء المحافظة بالنزول إلى المواطنين وأصحاب المحلات التجارية وقاموا بجمع توقيعات بإقالة مدير مؤسسة كهرباء الحديدة المدعو / فواز العصامي،والذي مضى على تعيينه أكثر من 15 عاماً كقرار ملكي لا ينتهي إلا بوفاته وظل ولا زال يتربع على عرش الإمبراطورية دون مراعاة أو حتى الرحمة لأبناء هذه المحافظة والذين يعانون هذه الأيام من نارين نار الانطفاءات المتواصلة للتيار الكهربائي ونار الحر الشديد الذي تشهده المحافظة كون الجو حار جداً. .

وفي الأخير نطلب من حكومة مجور أن تستجيب لهذه المطالبات والتوقيعات كون فواز العصامي مدير الكهرباء في الحديدة لا يرحم أبناء هذه المحافظة فهل يستجيب مجور لهذه المطالبات أم نقول على الدنيا السلام. . إننا في الانتظار. . .

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد