رئيس اللجنة الإعلامية لثورة فبراير بمحافظة حجة/ عبدالحميد الأشول لـ(أخبار اليوم):

ثورة فبراير مستمرة ولا تراجع عن تحقيق أهدافها الرامية لنهضة اليمن أرضاً وإنساناً

2017-02-09 05:01:08 حاوره/ عبدالواسع راجح

ست سنوات مرت لانطلاق ثورة الشباب الشعبية السلمية في الـ11 من فبراير 2011م، إلا أن جذوتها لم تخفت في نفوس من خرجوا في سبيل أهدافها النبيلة المستمدة من ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، الرامية في مجملها إلى تحقيق النهضة الشاملة للوطن والعيش الكريم للمواطن.
إلا أن ذكراها السادسة تمر علينا والوطن يعيش وضعاً استثنائياً، حيث يواجه عصابات التمرد التي حولت حياة الشعب إلى جحيم خلال عامين فقط، كان للصحفيين نصيب كبير من همجيتهم التي طالت كافة مناحي الحياة.
(أخبار اليوم) كان لها هذا اللقاء مع رئيس اللجنة الإعلامية لشباب الثورة بمحافظة حجة الناشط والإعلامي/ عبد الحميد الأشول، الذي كشف عن جملة من الانتهاكات التي طالت الصحافة والصحفيين بالمحافظة، كما تعرض لثورة فبراير مستشرفاً مستقبل المحافظة والوطن بعد عامين من الانقلاب وستة أعوام من الثورة.. إلى التفاصيل :
- تمر علينا الذكرى السادسة لثورة الشباب السلمية 11 فبراير، ما الذي تمثله هذه المناسبة لكم وهل ما تزال جذوتها مستمرة في قلوب من خرجوا من اجلها؟
* بداية أوجه التحية لكل الأحرار بمرور الذكرى السادسة للثورة الشبابية الشعبية السلمية الـ11 من فبراير المجيدة، والتي تأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها بلادنا تصارع للتخلص من آثار الماضي البغيض وتراكماته الاستبدادية.
لقد جسدت ثورة فبراير اللحمة الاجتماعية بصدق والشراكة الحقيقية والوفاق الوطني بوسائلها السلمية وأفرزت حالة من الوعي والإدراك والتحرر لدى كافة الشرائح السياسية والاجتماعية، وما نتائج مؤتمر الحوار الوطني إلى أحد أهم دلالات هذا الوعي والتحرر.
ثورة فبراير استمدت جذوتها من ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، في مواجهة الاستبداد الإمامي القديم والجديد والاستبداد العائلي.
وأؤكد بأن جذوة الثورة السلمية لازالت تتقد في قلوب كل الأحرار الذين أعلنوها منذ الوهلة الأولى بأن لا تنازل عن أهدافها، وهاهم شباب الثوة ومعهم كافة القوى الخيرة يشاركون بكل بسالة وقوة وتضحية جنباً إلى جنب مع الجيش الوطني والقوات المسلحة في كل جبهات الشرف والبطولة لمواجهة الانقلابيين الذين رفضوا التوافق الوطني وانقلبوا عليه، وبإصرار وعزيمة هاهي ميليشياتهم تتساقط أمام صمود أبطال الجيش وللمقاومة حتى عودة مؤسسات الدولة إلى الشرعية، لاستكمال تحقيق أهداف ثورة فبراير المجيد أمل الشعب في مستقبل مشرق..
- قدم الصحفيون تضحيات جسيمة منذ انقلاب الحوثي والمخلوع على السلطة.. ما الذي قدمه صحفيو محافظة حجة بهذا الشأن؟
* الصحفيون في محافظة حجة كغيرهم من رواد المهنة الصحفية في بقية المحافظات حملوا على عاتقهم مسؤولية كشف الحقائق ونشرها للرأي العام منذ اللحظة الأولى للانقلاب على الشرعية، وكشف المتمردين قبل فوت الأوان للشعب، ولذا أصبحوا هدفا للمليشيات وعناصرهم في سلطة الأمر الواقع الذين تعاملوا مع الصحفيين كأعداء لا أصحاب مهنة وفق سياسة منظمة ومخطط لها بقسوة بل وأكثر من ذلك.
هذا العداء للصحفيين تصدر أغلب خطابات القيادات الانقلابية التي ظلت ولازالت تحذر من دور الصحفيين وتشوه دورهم وتصفهم بالخونة، ليبرروا أعمالهم القمعية تجاه حملة الأقلام الحرة.
وفي حجة سارعت الميليشيات منذ الوهلة الأولى إلى تكميم الأفواه فأغلقت المراكز الإعلامية وصادرت ممتلكات وكاميرات مراسلين لقنوات فضائية ومواقع إخبارية وصحف محلية وزج بالبعض في السجون وشرد العشرات خارج المحافظة، إلى جانب تسخير إذاعة حجة المحلية لخطاباتهم الطائفية وتوجيه وسائل الإعلام الرسمية لخدمة أعمالهم غير المشروعة..
- ما الانعكاسات التي ترتبت على هذه الانتهاكات التي طالت الإعلاميين على المستوى الوطني والمحلي؟
* بلا شك فقد أثرت تلك الانتهاكات على أداء الصحفيين والناشطين بشكل سلبي، حيث أصبح الصحفي أو الناشط الحقوقي يبحث عن أي فرصة سانحة يعبر فيها عن رأيه ويكشف فيها الحقائق ويطلع المجتمع على المستجدات.  
ومن أخطر الانعكاسات التي ترتبت على انتهاكات الصحافة والصحفيين تكريس وفرض خطاب إعلامي طائفي موجه من طرف واحد يتم فيه بث روح الكراهية والحقد بين المجتمع، وزرع الخلافات، نتيجة لغياب صوت الحقيقة الذي عمدت الميليشيات لإسكاته منذ الوهلة الأولى، إلى جانب أن هذه السياسات أعادت اليمن إلى عصور الاستبداد والتسلط بعد أكثر من ربع قرن من التجربة الديمقراطية والحراك السياسي بما فيه من إيجابيات وسلبيات.
كما أن تلك الانتهاكات التي طالت الكادر الإعلامي في المرحلة الأولى للانقلاب وتغييبهم لصوت الحقيقة أتاح لهم الفرصة في التنكيل بالشعب بكل بشاعة، ولا صوت يعلو فوق صوت العصابة..
- كيف تقيم مستوى اهتمام الحكومة الشرعية بالصحفيين خاصة من طالتهم انتهاكات المتمردين؟ وما رسالتكم للحكومة بهذا الشأن؟
* في الأصل يتحمل مسؤولية الواقع المرير ومختلف الانتهاكات التي طالت كافة فئات المجتمع اليمني سلطة الانقلاب التي خلقت هذه الحصيلة المأساوية، إلا أن هذا لا يعفي السلطة الشرعية القيام بمهامها ودورها الوطني ومسؤوليتها التاريخية تجاه مئات المختطفين والمخفيين قسراً ممن سلكوا مهنة الصحافة وبسببها تعرضوا لصلف المليشيات، وأدعو السلطة الشرعية إلى إقرار مشروع عبر الجهات المختصة يتضمن الاهتمام بالإعلاميين سواء المختطفين أو المشردين أو المحاربين في لقمة عيشهم، والعمل على تحسبن أوضاعهم المعيشية والاهتمام بأسرهم وإعطائهم أولوية في العناية والرعاية.
 - رغم جسامة الانتهاكات التي طالت الصحفيين في اليمن إلا أن موقف المجتمع الدولي إزاء المتمردين لازال غير واضح.. كيف ترون ذلك؟
* المجتمع الدولي قطع شوطاً في هذا الشأن وأشار بكل وضوح إلى سلطة الانقلابيين كجهة مسؤولة عن هذه الجرائم الشنعاء بحق المختطفين، وتضمنت قراراته سرعة إطلاقهم والإفراج عنهم، كما أصدرت المنظمات الحقوقية والصحفية العديد من التقارير التي حملت فيها أيضاً سلطة الانقلاب مسؤولية ما يتعرض له الصحفيون في اليمن من انتهاكات، وخلصت تلك التقارير إلى إن اليمن في عهد الانقلاب من أكثر البلدان العربية تصدرا لاستهداف الصحفيين.
ويبقى كيف يمكن تفعيل هذه القرارات في المنابر الدولية والاستفادة منها في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ ها، وصولاً إلى محاكمتهم وتقديمهم للعدالة.
- محافظة حجة واحدة من المحافظات التي لا تزال ترضخ تحت ظلم الميليشيات واستبدادهم.. ما مؤشرات هذه الجرائم برأيك؟ وهل سيستمر صمت أبناء المحافظة إزاء هذه الهمجية؟
* يمكن القول بأن سلطة الأمر الواقع في محافظة حجة فشلت فشلاً ذريعاً في تحمل مسؤوليتها تجاه أبناء المحافظة من أول شهر، فمنذ سيطروا بقوة السلاح وبالطريقة التي استولوا بها على العاصمة صنعاء، غابت الخدمات العامة، وعجزت عن دفع المرتبات، وصادرت الحقوق والحريات ونهبت الممتلكات وامتلأت السجون بالمختطفين، وهذه الأمور وغيرها ولدت لدى أبناء المحافظة قناعة بعدم أهلية هذه المليشيات وعصاباتها المتحالفة معها بالحكم وخلقت لديهم انطباعاً سلبياً ومحبطاً، كما أفرز هذا الواقع المرير سخطاً عم أرجاء المديريات، منددين بسياساتهم الهوجاء وممارساتهم المبنية على الأهواء، بعيداً عن المسؤولية، وقد شهد مركز المحافظة- خلال الفترة الماضية- خروج فعاليات شعبية منددة بسياسة المليشيات. 
إضافة إلى أن جزءاً كبيراً من أبناء محافظة حجة يقف إلى جوار الشرعية ويتطلع إلى إسقاط الانقلاب وإن بدا المشهد للبعض ضبابياً نظراً لسياسة القمع الحديدية التي تمارس ضدهم.
والمتابع للمستجدات اليوم يجد أن المعادلة تغيرت على الأرض، فالانقلاب في أضعف مراحله والسخط الشعبي يطوق عنقه من كل اتجاه والجيش الوطني بات مسيطراً على أجزاء واسعة من مديريتي حرض وميدي وهو في طريقه إلى تحريرهما بشكل كامل، كما أن القبائل باتت ترقب تقدم الجيش الوطني وقيادة الشرعية بفارغ الصبر.
- رسالتك للصحفيين بالمحافظة والوطن بشكل عام؟
* أدعو الأخوة الصحفيين الذين يقبعون خلف القضبان إلى الصبر وتحمل المشقة فوجودهم خلف القضبان مرغ الانقلاب في الوحل وكشف مساوءه وجعل منه نسخة مستبدة بشكل مقزز في العصر الحديث.
كما أحث الزملاء الصحفيين والإعلاميين جميعا إلى الترفع عن المناكفات وتغليب مصلحة الوطن وبذل الجهد في توعية المجتمع بالمفاهيم التي تعزز حب الوطن وترسيخ معاني الولاء له بعد الله تعالى، وتوحيد الجهود ورص الصفوف ونقل الأحداث بواقعية وبما يعزز من دور الجيش الوطني ويسهم بالتسريع في معركة الحسم، فالوطن يستحق منا ان نبذل له كل جهودنا..
- رسالتك لقيادة المحافظة الشرعية؟
أدعو قيادة السلطة المحلية الشرعية بالمحافظة للنزول إلى الميدان في المناطق التي تم تحريرها بشكل متواصل وزيارة الجبهات في ميدي وحرض و رفع المعنويات وتلمس هموم أبناء المحافظة والحرص على تلبيتها خاصة فيما يتعلق بالأمور العامة كمتابعة صرف المرتبات شهريا للتخفيف من معاناة إخواننا وزملائنا الذين مسهم الضر طيلة الفترة الماضية.
كما أتمنى على السلطة المحلية الشرعية تفعيل لجنة التواصل الاجتماعي والسياسي وإيلائها عناية في المتابعة والدعم ليتسنى لهم التواصل مع الوجاهات السياسية والاجتماعية في المحافظة لدعم ومساندة مواقف الشرعية..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد