مدير عام مديرية صيرة "كريتر"- العقيد/ خالد سيدو لـ"أخبار اليوم":

نعاني من شحة مخصصات المشاريع وندعو الحكومة منحنا الصلاحيات الكاملة ورفدنا بالميزانيات

2017-01-09 06:16:06 حاوره/ رعد الريمي

 تعاني مدينة كريتر إحدى المدن العتيقة في محافظة عدن من عدة مشاكل، تتمثل أهمها في الصرف الصحي، وكثرة الطفح، بالإضافة إلى الاختناق المروري وزحام المركبات والسيارة والتي جعلت وضع السير في المدينة بمأزق كبير.
كما يشكو أهالي مدينة كريتر من ضعف وصول المياه واعتمادهم على بعض الحيوانات في نقلها في بعض المناطق. هذه وغيرها من المشاكل التي باتت تؤرق المواطن في المدينة ناقشتها صحيفة "أخبار اليوم" مع مدير المجلس المحلي بمديرية صيرة المعروفة سابقاً بـ" كريتر"- العقيد/ خالد سيدو.. نص الحوار.

* تعرف عدن بأنها مدينة تاريخية تراثية، غير أن مشاهدة المجاري في أزقتها نقطة سوداء ضمن نقاط شوهت ثوبها الأبيض، هل لك أن تحدثنا عن ذلك؟
- خلال الشهرين الأخيرين قطعنا شوطاً كبيراً جداً فيما يخص شبكة الصرف الصحي "المجاري" وذلك من خلال قيامنا بمشروع إسعافي على مراحل، شمل كافة الأحياء في مديرية كريتر، وخاصة الأحياء التي كانت تعاني الطفح من سابق، منها (القاضي، القطيع، والعيدروس، وشارع جوهر).. كل هذه الأحياء كانت تمثل لنا الأكثر إيلاماً، نظراً لكونها خط سيرنا، وكانت تطفح بشكل غير عادي وبعد هذا المشروع استقرت الأمور، ولن نقول إن الطفح مستمر، كما لن نبالغ بقولنا إنه انتهى، ولكن تنشأ بين الفينة والأخرى أمور لحظية تسبب الطفح، ويتم معالجتها أولاً بأول.
بالإضافة إلى وجود معالجة آنية لخط الرزميت، والذي مضى عليه عشرات السنين ولم يتم معالجة هذه الشبكة في هذا الحي أو النظر فيه.. وبفضل الله بدأنا فيه بتاريخ 4 يناير، ولعلها صدفة أن يكون أول تصريح لهذا العمل خاص بكم، والغريب في الأمر أنه بعد الحفر- وقد تم استدعائي لمطالعة الأمر- وتفاجأت بعدم وجود المجرى الذي تجري عبره المخلفات؛ بل تعدى الأمر في تصريف المخلفات إلى التربية، ولم يتبق من الشبكة سوى بعضها، وتجري حالياً معالجتها، تفادياً لتسبب كارثة بيئية، بالرغم من اعتقادنا بأنها انسدادات، ولكن تبيّن بعد الحفر أنه تهالك تعاني منه شبكة الصرف الصحي، ونحن في تحدي مع العمال ومع وعدنا لهم بصرف مكافئة كتحفيز لإنجاز هذا العمل في غضون (48) ساعة والأمور تجري على قدم وساق.
* ضيق شوارع مدينة كريتر يعده البعض سبباً في الزحام الذي تشكوه المدينة، وبالرغم من هذا الوضع أدت التدابير الأمنية للبنك المركزي الذي جرى نقله مؤخراً إلى العاصمة المؤقت عدن إلى تفاقم المشكلة، مما جعل معضلة الزحام تمثل التحدي الأكبر لدى السلطة المحلية في المديرية.. يبقى السؤال: هل سيظل الأمر على ما هو عليه أم أن هناك تدابير للحد من هذه المشكلة أو حتى لإنهائها؟
- نحن لا نرتضي الوضع الذي تعانيه المديرية فيما يخص مشكلة الزحام، ولكن يجب أن نضع بالحسبان أن شوارع كريتر شوارع ضيقة وأثرية، وبالمقابل هناك صعوبة في عملية التوسعة واستحداث الجسور فيها، كونها منطقة مكتظة وواقعة في فوهة بركان، وبناء على هذه الأسباب يجري وضع حلول للمشكلة.
ومع ذلك توجد معالجات في هذه النقطة تجري حالياً مع العقيد/ جمال ديان- مدير عام المرور- ولدينا بعض الحلول وأولها إخراج الفرزات الرئيسية من داخل المديرية ونقلها إلى منطقة السايلة، ونعمل على تسوية المنطقة لجعلها سهلة الحركة ورفدها بسيارات الأجرة "الباصات والبيجوهات، وغيرها من وسائل نقل الأجرة". أضف إلى ذلك أننا في صدد التنسيق مع الرئاسة لفتح الخط الجانبي لمكتب الهجرة وإغلاق الطريق المؤدي إلى المعاشيق، ولو وفقنا في هذا فأعتقد أنه سيحل المشكلة وعلى أقل تقدير فإنه سوف يحل جزء كبير منها.
*ساعد موقع مدينة كريتر الجغرافي وما وهبتها الطبيعة من مميزات بأن تتحول إلى مدينة تراثية تاريخية، ولكن هذه الميزة نراها اليوم تضيع أمام أعيننا من خلال الإهمال الذي يعتري بعض معالمها، أنتم في السلطة المحلية ما هو دوركم إزائها؟
- تعد منطقة كريتر منطقة أثرية حتى في مبانيها السكنية، وهناك معالجات بعد نزول رافقنا فيه صندوق التراث ولاحظنا غياباً لممثلي الآثار وعملنا على النزول الميداني لمعرفة متطلبات هذه المواقع؛ ولكن لم نمس أي أثر بأي ترميم دون خبراء، وهناك تأهيل لبعض المواقع في صيرة من خلال الإنارة نظراً لتأثرها خلال الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وصالح على عدن، و فيما يخص الصهاريج بالإضافة إلى مشروع مبسط تقدم من فاعل خير لترميم السور مع العلم أن السور والبوابة ليس من ضمن المعلم التاريخي وإنما هي مباني مستحدثة تهالكت نتيجة الحرب وتأثرت كثيراً، واشترطنا أن يحاكي الطابع السابق.
كما سوف يتم تسوير الصهاريج وتشجير المساحات، وقد يبست بعض الأشجار نتيجة إهمال القائمين عليها، وهذه من الضرورات التي نراها نحن لإعادة تنشيط السياحة الداخلية في المديرية. أضف إلى ذلك إيجاد متنفسات للعائلات التي اعتادت أن تزور هذه المواقع على اعتبار أن هذه المواقع تتمتع بجمال وجاذبة ليست للسياحة الداخلية فقط وإنما الخارجية كذلك.
نحن نؤكد- من خلالكم- أننا لن نمس أي أثر بأي ترميم أو تأهيل ما لم نستعن بخبراء الآثار، وفي الجهة المقابلة تقع على عاتقنا مسئولية الحفاظ على هذه الآثار من خلال تسويرها، وللأسف الشديد تعرضت منطقة الصهاريج من قبل بعض العابثين الذين قاموا بالبسط على بعض هذا المعلم في المساحات الملاصقة للصهاريج، وفي سبيل الحفاظ على ما تبقى قمنا بتسوير المعلم.
*هل لكم أن تطلعوا المواطن على أبرز منجزاتكم، والتي تحتفي بها خلال عملك كمأمور لمديرية كريتر؟
- نعتقد أننا بذلنا جهوداً غير عادية ما لم نقل إنها فوق طاقتنا، إلى جانب الخدمات المقدمة للمواطن في سبيل الارتقاء بالجانب الخدمي للمواطن في مدينة كريتر، بالإضافة إلى إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي والذي نعده أبرز منجز نحتفي به، والتي كانت سعتها 4هنش إلى 9 هنش. أضف إلى ذلك رصف بعض الشوارع الحيوية، منها: سوق الطويل الذي لم يرمم مذ أن قامت بريطانيا بإعداده ولكن بدعم من السلطة المحلية في المحافظة بعد اقتراحنا عليهم بإعادة ترميم هذا الشارع، والحمد الله وفقنا فيه، الأمر الذي عكس تجاوباً ايجابياً من قبل المواطنين.
نقوم بالمتابعة المستمرة لحاجة المواطنين اليومية والخاصة بالآبار التي خرجت عن الجاهزية، وكانت الكثير من مناطق كريتر متضررة من المياه، ولكن عملنا جاهدين على تحسين هذه الشبكة وبدعم من المنظمات المجتمعية، وبتنسيق مع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي تم تغيير بعض أنابيب المياه التي تدخل إلى هذه المديرية، وهناك تحسن ملحوظ ولكن نعاني من بعض المشاكل وخاصة في المناطق العشوائية التي بنيت في الجبال والتي لم تراع للأسف الشديد قبل بنائها مسألة الرجوع للمؤسسات الخدمية لمعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية بإدخال الخدمات أم لا، بل تم الربط عشوائياً وهو ما يؤثر كثيراً على توزيع المياه بصورة عاجلة. وهناك معالجات جارية لهذه المناطق ولدينا مشروع تابع بعد أن تم تنفيذ المرحلة الأولى منه وهو السعي إلى رفع المياه إلى مرتفعات شعب العيدروس وهناك وعود باستبدال مضخات جديدة بدل المضخات التي تم تركيبها وتجميعها من عدة مضخات بعد الحرب بجهود جبارة بذلت من مؤسسة المياه أبان الحرب، ولا يفوتني أن أسدل الشكر للأخ غسان فدعق- الذي بذل جهودا كبيرة معنا في هذا الجانب والمياه سوف تشهد تحسنا قريباً.
* مأمور مديرية كريتر ما هو النداء الذي توجهه؟
- نطلب يد العون من الجميع وخاصة من الحكومة، والسلطة المحلية، والمواطنين.. نداؤنا للحكومة أن يراعوا الوضع القائم وذلك من خلال منح الصلاحيات الكاملة والواسعة للسلطة المحلية وخاصة في المديريات وخاصة في جانب إنجاز المشاريع ورفدها بميزانيات معقولة تساعدهم على إتمام المشاريع نظراً لما نعانيه من شحة في المخصصات الخاصة بالمشاريع في المديريات. وبالنسبة للسلطة المحلية نحن نشكرهم. وأعتقد أن يدنا على يدهم مذ أن تولينا مهام هذه المديرية وهم لم يقصروا معنا في ذلك وهي كلمة حق وهم ما بخلوا علينا بأي مشورة أو دعم في حدود الإمكانيات التي لديهم.
أما المواطن فنأمل ونتمنى أن يعي أن المرحلة مرحلة بناء وأن ما فاتنا من السنين الماضية من إهمال وتقصير متعمد للمناطق الجنوبية يجب أن نتفهم جميعاً في سبيل عودة ألقها وأن تعود عدن كما عهدناها من سابق وأن تكون رافده الاقتصاد الوطني. ونتمنى من شبابنا أن يعوا أن المرحلة مرحلة بناء وأن الحرب قد انتهت، وإننا لن ننسى دورهم في قتال مليشيا الحوثي وصالح ومساهمتهم في إخراجهم وعلى الدولة أن تولي أسر الشهداء والمصابين الذي ساهموا في تحرير المدن المحررة اهتمام بالغ.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد