مشرف عام مستشفى الأمل لعلاج الأورام بعدن لـ"أخبار اليوم":

ضعف الإيرادات وعدم وجود ميزانية تشغيلية معضلة كبيرة يعانيها المستشفى

2017-01-07 02:35:49 حاوره / رعد الريمي

تعاني اليمن سنوياً من إصابة أكثر من خمسة وعشرين ألف مواطن بالسرطان بسبب ضعف وندرة الخدمات الصحية المقدمة من مستشفيات وكوادر وإمكانيات وتثقيف صحي، إلى جانب الأوضاع المعيشية للمواطن اليمني. ويموت سنوياً من هذا العدد قرابة اثنتي عشر ألف مصاب وتنفق مئات الملاين لمن يستطيعون السفر إلى خارج البلاد.
وأمام هذا الوضع المخيف اقترح مجموعة من الخيرين إقامة مشروع صحي خيري نموذجي متكامل لتقديم هذه الخدمات الصحية في اليمن، ليتم اختيار مدينة عدن حاضنة لهذا المشروع، فكان مستشفى الأمل للأورام بعدن.
في حوار صريح وشفاف يتحدث المشرف العام لمستشفى الأمل لعلاج الأورام بمحافظة عدن/ محمد أحمد العامري لـ"أخبار اليوم" عن مشاكل ومعوقات كثيرة يعانيها هذا الصرح.. نص الحوار..

*هل لك أن تطلعنا على واقع المستشفى اليوم، وما يعانيه، خاصة بعد التقلبات التي مرت بها اليمن؟
- نتقدم بالشكر الجزيل للأخوة في صحيفة أخبار اليوم، كمَا نأمل أن يكون هذا الحوار بادرة تعاون مع الإعلام الصادق الذي يحترم الكلمة والحقيقية وعقول الناس. 
إن مستشفى الأمل يسعى لأن يرتقي إلى أن يصبح في الحقيقة مدينة طبية، ومستشفى الأمل حقيقة أقولها هو الصورة الحقيقة للإنسان اليمني أكثر مما هو مستشفى أو خدمة صحية تقدم، مرض السرطان في اليمن هو الصورة الحقيقة لمرضى النفوس، والجشعين الذين سرقوا صحة المواطن، ونهبوا واتوا إليه بالأمراض.
مستشفى الأمل قدم صورة حقيقة وجميلة حتى للمغترب اليمني البعيد عن الأرض ولكنه ليس بعيد عن الهم، ولذلك نجح المستشفى، ولولا الأحداث التي تمر بها البلاد، لأنجزنا مراحل متقدمة.
المستشفى لا يتبع أي جهة ولا تدعمه جهة بعينها أو دولة مانحه أو جمعية أو هلال معين كما يثار هنا أو هناك، ومع ذلك فالمستشفى وصل إلى تقدم لا بأس به في المراحل الإنشائية، وكنا قد قمنا باستحداث مركز يقدم الخدمة الصحية، لكنه متوقف في مراحله الإنشائية منذ سنة، بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد.
والمستشفى خلال الثلاث السنوات الماضية ظل يقدم خدماته لكل المرضى في الجهورية اليمنية، من فحص، وكشف، ومعاينة، ومختبرات، بالإضافة إلى الخدمة الطبية والرعاية وكذلك العلاج للفقراء، فالخدمة التي تقدم في المستشفى هي للفقراء مجاناً.
واستحدثنا بالتوافق مع الطاقم الطبي في المستشفى وبالتعاون مع السلطات الصحية والمحلية بالمحافظة ما يسمى بالطب النبوي؛ وهو ربط هذا المريض بالله سبحانه وتعالى وتقوية إيمانه بالله وهو أساس العلاج الذي هو أساس الدواء.
المستشفى عالج أعداد كبيرة تصل للآلاف وقدم لهم العلاج، وآخر ما وصلنا إليه مع بداية هذا العام أننا لجئنا إلى عملية التقشف لقلة الإيرادات الموجودة نتيجة هذا الوضع الذي نعانيه، ونحن في محاولة ترتيب الأوراق لاستئناف العمليات الإنشائية للمستشفى بإذن الله تعالى.
*هناك أخبار تتداول في الوسط الإلكتروني عن وجود نوايا لديكم تفيد برفع الدعم عن المرضى المستفيدين من المستشفى؟ ما صحة هذه المعلومات؟ 
- المركز الذي يقدم العلاج للمرضى هو ليسَ من خطط المشروع، وإنما استحدثتاه نحن، وهذه حقيقة يجب أن يعرفها الكل حتى يشعر الناس أننا نقدم خدمة صحية في نفس الوقت الذي نقوم بإنشاء المركز، وهذه الأموال التي جمعت في المستشفى إنما جمعت للبناء والخدمة الصحية وتعد مديونية.
وما نقوم به نحن الآن استمرار الخدمة المجانية بالنسبة للعلاج، وأؤكد على استمرار الخدمة المجانية في تقديم العلاج، ونحن حريصون على أن تظل كما هي مجانية، لأن تكلفة العلاجات التي يتكبدها المريض الواحد تربو على ما يزيد عن 2 مليون ريال يمني، وهو أمر ليس بالسهل.
أما موضوع كيفية الحصول على الدواء وإحضاره لدينا نظام معين، إذ نشتريها من الشركات المعبرة دوليا وبالتنسيق مع الهيئة العليا للأدوية ولا نقبل أي دواء ما لم يكن مسجل ومقر من الهيئة العليا لديهم، ويتم ذلك عبر لجنة مناقصات.
هناك الكثير من المشاكل التي تواجهنا في هذا الجانب في ظل الأوضاع الراهنة، أولها متعلقة بعملية النقل والحصول على رقم معين بالنسبة للدواء، ومن ثمة تأتي عملية التخزين وانطفاءات التيار الكهربائي، ونحن نتكلم عن دواء قد يصل قيمة الأنبولة الواحدة مئات الآلاف.
ولكن رغم ذلك لدينا نظام معين في عملية نقل وتخزين وصرف الأدوية للمستحقين، خصوصاً الفقراء، الذين يحصلون عليها مجانا نظير تقدمهم وحصولهم على استمارة إثبات الفقر موقعة من عديد جهات، وعلى ضوئها نعطي لهم العلاج مجاناً.
الخدمات الأخرى كالكشف والمعاينة والمختبرات طلبنا من مكتب محاسب قانوني أن يمنحنا تكلفة الخدمات فقط، من أجل أن تخفف علينا من العبيء، وخاصة في عدن، لعدم وجود أي جهة تدعم هذا الجهاز أما بقية الخدمات تقدم مجاناً ولا صحة لما يقال من الأكاذيب والأباطيل.
*هل هناك صعوبات ومشاكل في عمل المستشفى، ناجمة عن اجتياح ميلشيات الحوثي وصالح لمدينة عدن؟ 
- نحن جزء من الوطن الذي أصيب بآثار الصراع، مثل هذه الأمور ونقولها بفضل الله كما كان داخل الأسوار من أموال الحلال أموال الشعب اليمني، جمعت بطريقة حلال لم يصب المستشفى بأي مكروه.
*ما هي الصعوبات التي تواجهكم في الاستمرار في مشروع المستشفى؟ 
- يمكن أكبر صعوبة تواجهننا هي ضعف الإيرادات، نحن حقيقة نعتمد على جمع التبرعات عبر قناة السعيدة في البرنامج الرمضاني "بسمة أمل"، وهو متوقف منذ سنتين، وهذه حقيقة إشكالية كبرى، وكذا عملية الجمع وتحصيل التبرعات الإيرادية من المراكز التجارية والجهات المانحة وهذا أيضاً متوقف بسبب الأوضاع، ما يعني أننا ننفق على الفريق الطبي من أطباء وإداريين وممرضين، وجميعهم من سكان عدن الأطباء، من الميزانية التشغيلية، خاصة في ظل عدم وجود أي جهة تعمل معنا في توفير هذه الميزانية التشغيلية أو الأدوية.
 ومن العقبات أيضاً، الإشاعات المغرضة التي تكتب عن المركز أو عني شخصيا وأتمنى واجدها فرصة أقولها عبركم في هذه الصحيفة الحرة من يجد في نفسه شي سواء على المستشفى أو عليا شخصيا أن يتحلى بالشجاعة وان يذهب للجهات الرسمية والقضائية وأنا مستعد أنا وطاقمي أن نمثل أمام الجهات، ولكن حسبي في ذلك انه نجاح ويكثر حوله الحساد، ونحن في معركتنا هذه نعتمد بعد الله على السلطة المحلية بالمحافظة، والقائمين عليها، وعلى بعض الصحفيين، وسنتغلب على كل الصعاب في هذا العمل الذي يخلوا من الحزبية والطائفية والمناطقية ليبقى مستشفى الأمل لكل اليمن ولأهله.
إلى جانب ما سبق هناك صعوبات نواجهها، تتمثل في ضعف التواصل مع الأجهزة الإعلامية، ومن هذه المنصة أدعو جميع الأجهزة الإعلامية إلى زيارة المستشفى، وان ينقلوا الصورة الحقيقية ويمارسوا دور الرقابة المجتمعية على هذه المستشفى، بالإضافة إلى التعريف بهذا المستشفى وهو ما نشتكي منه، فهناك كثير من المستشفيات المراكز والمجمعات الصحية لا تعرف شيئاً عن هذا المستشفى، وأتمنى أن نقيم جسور تواصل وأن تنشأ بادرة خير في هذا الجانب.
*في الأخير، ما الذي تتمناه؟
 - في الأخير أتمنى من كل صاحب قلم حر ومن كل صاحب منبر أو موقع في مواقع التواصل الاجتماعي أن يعتبروا هذا المستشفى لهم جميعا للنأي به عن المكايدة والصور السلبية والحزبيات والإشاعات 


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد