تشهد محافظة حجة كارثة إنسانية تعبث بحياة نصف مليون مواطن نزحوا إلى المجهول في أكبر موجة نزوح شهدتها اليمن عامة والمحافظة على وجه الخصوص لم تعشها من قبل .

ومع تزايد حجم هذه الكارثة التي عكست نفسها على باقي سكان المحافظة البالغ عددهم مليوني مواطن، بفعل سياسات المتمردين الهمجية، والتي لا تزال تمعن في إغراق المحافظة والوطن في براثن الجوع والتشرد والفقر المرض، وفي مقدمة المتضررين الأطفال الذين سجلت الإحصائيات الحقوقية إصابة 150 ألف طفل بسوء التغذية في حجة ..

(أخبار اليوم) تناولت جانباً من هذه المأساة الإنسانية، وما الذي يعتمل من جرائم ضد سكان المحافظة عبر هذا اللقاء مع منسق الإغاثة بإقليم تهامة الأستاذ/ كمال القدمي ..... إلى التفاصيل :

أخبار اليوم/ التقاه/عبدالواسع راجح:

- أطلقت قيادة محافظة حجة السبت الفائت حملة (حجة تستغيث).. لماذا هذه الحملة؟ وهل الوضع الإنساني فيها متردٍ لهذه الدرجة؟ أطلعونا على حجم هذه المعاناة؟

* أولاً شكراً جزيلاً لصحيفة "أخبار اليوم" لتفاعلها مع القضايا الإنسانية بمحافظات تهامة عموماً ومع حملة حجة تستغيث خصوصاً.. وبالنسبة لحملة حجة تستغيث، جاءت كضرورة لإبراز المعاناة الإنسانية التي يمر بها أبناء المحافظة عموماً والمهجرون والنازحون منهم بشكل خاص ولفت أنظار المنظمات العاملة في مجال الإغاثة ومطالبتها بالقيام بواجبها الإنساني حيال المأساة التي يمر بها المواطنون، بالإضافة إلى كشف الممارسات اللا مسؤولة التي تقوم بها المليشيات في عرقلة المؤسسات العاملة في جانب الإغاثة ..

وبحسب آخر الإحصائيات التي تم جمعها بهذا الشأن فقد وصل عدد النازحين والمهجرين فيها 485388 نسمة، كما أن 150 ألف طفل يعانون من سوء التغذية .

- على مستوى إقليم تهامة.. كيف تصفون الوضع الإنساني في محافظاته؟ وهل لديكم إحصائيات بالمتضررين صحياً ومعيشياً؟

* للأسف الشديد يمكن أن تصفه بالمتردي للغاية خصوصاً في الحديدة وحجة ولعل الصور التي ظهرت مؤخراً خير شاهد على ذلك، نستطيع أن نقول إننا نمر في إقليم تهامة بكارثة إنسانية بكل ما تعنيها الكلمة حيث تشير تقارير المنظمات الدولية العاملة في اليمن إلى أن عدد النازحين في إقليم تهامة 573175 نازحاً أكثر من 80% منهم في محافظة حجة لا تتوفر لهم أبسط مقومات الحياة .

كما تشير التقارير إلى أن 80% من سكان إقليم تهامة بحاجة إلى مساعدات عاجلة، خاصة وأن هناك الكثير من الأمراض والأوبئة تفشت في أوساط المواطنين مثل حمى الضنك والكوليرا والإسهالات والحميات وسوء التغذية والأمراض الجلدية المختلفة ..

- برأيك من يتحمل مسؤولية هذه الكوارث التي حلت بالمواطنين؟ خاصة وأن الانقلابيين يبررون هذا الواقع بالحصار المفروض عليهم والحرب؟

* بدرجة رئيسية يتحمل الانقلابيون مسؤولية ما جرى ويجري لأنهم من أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه، كما تتحمل المنظمات الدولية والحكومة الشرعية جزءاً من المسؤولية لأنهم لم يقوموا بواجبهم تجاه هذه الكارثة بالشكل المطلوب.

- صادرت الميليشيات معظم المنظمات والجمعيات الخيرية المحلية منذ بداية الانقلاب، أطلعونا على إحصائياتكم بهذا الشأن؟ وما أثر هذه الإجراءات على واقع المواطنين؟

* هناك كثير من التعسفات التي قامت بها المليشيات تجاه المؤسسات والمنظمات العاملة في المجال الإنساني، حيث تم اقتحام مقرات وإغلاق أكثر من مؤسسة ومصادرة ممتلكاتها واحتلال مقراتها مثل مؤسسة يماني ومؤسسة بناء وجمعية العطاء وفرع جمعية الإصلاح بالمحافظة وأخيراً تم اقتحام مكتب المجلس النرويجي بالخشم الذي يقدم خدماته للمواطنين في محافظة حجة والحديدة وتم مصادرة أجهزة الحاسوب التابعة للعاملين.

كما تعرض عدد من العاملين في المنظمات للاختطاف والذين لا يزالون في سجونهم حتى الآن.

- ما هو الحل الرئيس لمعالجة المشكلات الإنسانية في الإقليم برأيك؟

* إنهاء الانقلاب، ودحر المتمردين، حتى يتسنى تحسين الوضع العام للمواطنين بمختلف الجوانب ..

- ما مستوى التنسيق القائم بينكم والمنظمات الإغاثية والإنسانية لمعالجة بعض الأضرار التي تعرض لها المواطنون؟ وما أبرز جهودكم في هذا الشأن؟

 * التنسيق قائم على قدم وساق بين المنظمات العاملة على مستوى الإقليم من خلال الائتلافات الإغاثية التي تم تشكيلها في جميع المحافظات تحت إشراف السلطات المحلية الشرعية وهذه المنظمات تقوم بجهد طيب لكن الكارثة تحتاج إلى ميزانيات كبيرة وتدخل دولي لدعم هذه المشاريع، وهو ما نأمله مع الأيام القادمة ..

- رسالتك للسلطات المحلية بمحافظات الإقليم؟

* السلطات المحلية في محافظات الإقليم تقوم بجهد جيد وفق المتاح لهم لأن محافظات الإقليم لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين، لكن نطالبهم بضغط أكبر على الحكومة الشرعية واللجنة العليا للإغاثة للقيام بواجبهم تجاه الكارثة الإنسانية الحاصلة في اقليم تهامة.

- كلمة أخيرة؟

 * أناشد المنظمات الدولية والحكومة الشرعية ممثلة باللجنة العليا للإغاثة أن يقوموا بواجبهم تجاه أبناء حجة وتهامة عموماً.. كما أناشد أعضاء المجالس المحلية بالمحافظة والمشايخ والشخصيات الاجتماعية أن نعمل سوياً على إيصال المساعدات إلى مستحقيها وأن يسهلوا عمل المؤسسات الخيرية العاملة في مجال الإغاثة وأن يتناسى الجميع خلافاتهم للتخفيف من معاناة المواطنين ..