إبراهيم مجاهد
تلقت الصحيفة خلال اليومين الماضيين نداء واستغاثة عاجلة من أحد المواطنين والساكنين بأمانة العاصمة صنعاء ويستغيث فيها مدير عام المباحث الجنائية وكافة الجهات ذات العلاقة في أمانة العاصمة.
النداء الذي سلمه فاعل خير للصحيفة مرفق به أكثر من عشرين وثيقة عبارة عن مذكرتين صادرتين عن نيابة جنوب شرق الأمانة وموجهتين إلى ثلاث شركات عاملة في مجال الاتصالات للهاتف المحمول. . وتوضح المذكرتان أن كلاً من "م. ن. ع. غ" و"ف. ع. أ. ح" مشتبه بهما في اختطاف الفتاة "أ".
إلى هنا تبدو الحكاية والقضية غامضة واتهامات غير واضحة تحتمل الصواب والخطأ معاً إلا أن الشخص الذي أوصل النداء إلى الصحيفة حكى تفاصيل القضية، وهذه التفاصيل قد تقودنا جميعاً إلى نتيجة مخيفة مفادها أن ثمة شبكات وعصابات باتت تستهدف بناتنا وإخواتنا وأبناءنا وأخواننا من الشباب والشابات وجرهم إلى العمل ضمن هذه الشبكات بالترهيب والترغيب.
والد الفتاة "أ" يقول إن ابنته غائبة عن المنزل منذ أكثر من "25" يوماً وقد تم إبلاغ الجهات ذات العلاقة وتم اعتقال المتهمين سالفي الذكر وقد اعترفا أنهما أعطيا الفتاة "أ" شريحة وتلفوناً وثبت أن الشريحة مسجلة باسم أحد من تم القبض عليهم لتقم بعد ذلك النيابة بطلب كشف بالمكالمات الصادرة والواردة إلى رقم تلك الشريحة وكانت الحصيلة أرقاماً متعددة. . وأنا أقرأ مذكرة النيابة قال الشخص الذي سلم للصحيفة وثائق القضية: يبدو أن هناك عصابة تقوم بجر الفتيات إلى المخدرات أولاً وإجبارهن بعد ذلك على ممارسات وتصرفات غير أخلاقية وتصويرهن بالقوة ليضغطوا عليهن بعد ذلك بتلك اللقطات المصورة ويستدل هذا الشخص على كلامه بأن الفتاة "أ" خرجت من منزل والدها ولم تعد إليه حتى اليوم بطواعية وأجبرت على الاتصال بوالدها والقول له بأنها لن تعود.
على مدى خمسة وعشرين يوماً ولا زالت "أ" تستقبل الاتصالات الواردة إلى التلفون الذي أعطي لها إلا أنه وبعد خروج أحد المتهمين من السجن أغلق التلفون تماماً حتى أن بعض التلفونات التي كانت ترد منها مكالمات إلى تلفون "أ" أغلقت أيضاً بعد خروج المتهم "ف".
خروج "ف" من السجن أحدث قضية أخرى مشابهة لقضية الفتاة "أ". . فاعل الخير يقول إنه بعد خروج هذا الشخص بيومين من السجن تفاجأت أسرة الفتاة "أ" أن ابنتها الثانية "ح" هربت من المنزل. . ويقول والدها إن بنته "ح" غائبة عن المنزل منذ أكثر من أسبوع وحتى اليوم بات مصير ابنتيه "أ ، ح" البالغتان من العمر "20 و22" مجهولاً ولا يعرف هل لا زلن على قيد الحياة أم لا. . وأن حياة أسرته انقلبت رأساً على عقب وبات المجتمع المحيط به وبأسرته ينظر إليه باحتقار وبنظرات مليئة بالأسئلة وأخرى مليئة بالشتم والاحتقار.
فصاحب المنزل الذي كان يقطنه والد الفتاتين ويدعى "هزاع محمد الحاج" ويعمل "بائع متجول" ب "العربية" التي يمتلكها وزوجته وبقية أبناءها عادوا إلى قرية والدتهم وبدء العار يلاحقه في كل مكان إلا أن قلة حيلته وصعوبة ظروفه المادية والاجتماعية تجعله منكسر الجناحين لا يقوى على مواجهة هذه المصيبة والفاجعة التي يعيشها بالشكل المطلوب خاصة وأن القضية لم تحظى لدى الجهات المختصة بالاهتمام المطلوب أيضاً.
الشخص الذي أوصل القضية إلى مقر الصحيفة طالب خلال حديثه أن تتعاون جميع وسائل الإعلام في تبني قضية الفتاتين "أ، ح" وتحويلها إلى قضية رأي عام حتى يتم الكشف عن مصيرهما وكذا الكشف عن العصابة التي تقف وراء مثل هذه الأعمال التي تهدد أمننا الاجتماعي وتحدث الفواجع في بعض الأسر التي لا تتخيل جميعها أنه سيأتي اليوم الذي تسمع فيه أن أحد أبناءها أو بناتها قد تعرض لهكذا قضية، ونسأل الله أن يجنب الجميع أي مكروه ويحفظ اليمن وأبناء وبنات اليمن من هذا الانحراف.
إلى هنا باتت قضية "أ ، ح" واضحة نوعاً ما إلا أن مصيرهما لا يزال مجهولاً.
ومن هنا تدعو الصحيفة جميع الجهات إلى الإسراع في كشف مصير الفتاتين والعمل على ضبط أفراد هذه العصابة قبل أن تتحول القضية من حالة فردية كما يقال مع قناعتي بأنها قد تجاوزت هذا الحد وتصل إلى ظاهرة تهدد مجتمعنا اليمني ونسيجنا الاجتماعي خاصة وأنها باتت تؤرق كياناتنا الأسرية.
