عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد اليمني للسياحة/ عارف الوجيه لـ" أخبار اليوم":

النشاط السياحي والاقتصادي في اليمن في طريقه للانهيار

2015-02-02 12:49:13 حاوره/ماجد البكالي

التدهور والانهيار يُهدد غالبية القِطاعات الحيوية والاقتصادية في اليمن في ظِل استمرار وضع أمني مُنهار غابت منه الدولة اسم وكيان, ويُعد قِطاع السياحة أول وأكثر القِطاعات المُهددة بالانهيار إن استمر الوضع الأمني والاقتصادي الراهن.. ذلك ما أكده عارف الوجيه- عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد اليمني للسياحة- مُتحدثاً عن أسباب, ومُهددات انهيار هذا القِطاع الاقتصادي, وعن مؤشرات ملموسة وواقعية تؤكد جمود هذا النشاط وتُهدده بالانهيار.. وذلك ما رصدناه من خلال الحوار الذي أجريناه مع عضو المكتب التنفيذي مسؤول العضوية والفروع بالاتحاد اليمني للسياحة.. فإلى الحصيلة:  


بداية الانهيار

عن واقع النشاط السياحي تحدث الأستاذ/ عادل الوجيه- عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد اليمني للسياحة- بقوله: إن واقع السياحة والسفريات في اليمن يعاني- طوال سنوات مضت حيث لم يمر عام واحد تعيش فيه اليمن أوضاع مُستقرة تشجع على وجود حركة للسفريات والسياحة.. وأن التدهور في هذا القِطاع الحيوي الهام، الذي يمثل أحد الموارد الاقتصادية الهامة ـ إن توفرت الظروف والعوامل المناسبة لذلك ـ عانى من تزايد عوامل انحساره وتراجعه خلال الأعوام الأربعة الماضية لتبلُغ ذروة الانحسار ومُهددات الانهيار مع نهاية العام 2014م وحتى اليوم..

حيث أن القِطاع السياحي ونشاط الوكالات والمكاتب العاملة في هذا المجال اقتصر خلال ما يزيد على عقد من الزمن على: حركة ونشاط الشركات الأجنبية العاملة في اليمن سواءً النفطية أو غيرها, علاوة على نشاط عددٍ من المُستثمرين العرب والأجانب والذين كانت لديهم استثمارات في مصانع أو منشئات تعليمية أو طبية..

وبتوقف نشاط الشركات الأجنبية والمُستثمرين توقف القسم الأكبر من حركة السفريات ولم يقتصر الأمر والأثر والضرر على وكالات السفريات وموظفيها وهُم بالآلاف، بل طال عمالة كانت في تلك الشركات والاستثمارات وحول موظفيها إلى بطالة, وأضر بالاقتصاد الوطني للوطن ككُل نتيجة لتوقُف الإنتاجية في القِطاعات النفطية وما تتحمله اليمن نتيجة لذلك من خسائر مهولة للشركات الأجنبية..

فيما النشاط الآخر الذي كان يعتمد عليه قِطاع السياحة هو: الرحلات المُستمرة لليمنيين سواءً رحلات علاجية, أو سياحية لعدد من الدول العربية والأجنبية.. تراجعت بشكل مُخيف طوال السنوات الأخيرة حتى أضحت اليوم شبه متوقفة نتيجة للتدني المُخيف للوضع الاقتصادي والمعيشي لغالبية اليمنيين,.. وتجد في الواقع قطاع سياحي يصارع من أجل البقاء وسط عوامل ومُعطيات واقعية متنوعة ومتعددة تدفع به نحو الانهيار.

أسباب الانهيار

أما الأسباب التي مثلت عوامل لانهيار النشاط السياحي في اليمن فيؤكد عارف الوجيه بأن الأسباب عدة غير أن الوضع الأمني الذي مرت به اليمن وما زالت تعانيه حتى اليوم هو السبب الأبرز والرئيس الذي دمر النشاط السياحي بشكل مُباشر..

مُشيراً إلى أن توقُف أنشطة الشركات الأجنبية والمُستثمرين الأجانب السبب الرئيس في ذلك التوقُف هو: الوضع الأمني المُنهار وغياب الدولة كوجود ومُسمى.. فيما السبب الثاني من أسباب ومُهددات النشاط السياحي بالانهيار هو: الوضع الاقتصادي والمُتمثل في: التدني المُخيف في المستوى المعيشي لغالبية اليمنيين وتراجُع مستويات الدخل واقع دفع بالجميع للصِراع من أجل البقاء وبالكاد يوفرون الحاجات الضرورية اللازمة للحياة, ولم يعد بمقدور الغالبية العُظمى منهم السفر لأي مكان..

إضافة إلى شبه الغياب للتيار الكهربائي، يقابله مُشتقات نفطية مُرتفعة ويعتمد نشاط وحركة الوكالات والمكاتب العاملة في قِطاع السياحة والسفر على التيار الكهربائي بشكل دائم ويومي، كون تعاملاتها ومراسلاتها وخدماتها تتم عبر نظام معلوماتي اليكتروني ولا مجال لتقديمها بدون وجود تيار كهربائي, وهو ما يدفع بجميع العاملين في هذا النشاط إلى شراء مادة: الديزل بشكل يومي كخسائر مباشرة ويومية.

آثار صنعت تراجع

وعن الآثار المُترتبة على التراجع الكبير في النشاط السياحي، والذي يقربه من الانهيار يقول عضو المكتب التنفيذي باتحاد السياحة: أن الآثار واضحة حتى اليوم، حيث نالت من الاقتصاد الوطني بشكل مباشر من خلال توقف إنتاج النفط وما يترتب على ذلك من خسائر باهظة وتحول مئات بل آلاف العاملين اليمنيين في الشركات والاستثمارات الأجنبية التي كانت تعمل باليمن إلى بطالة وتأثير ذلك على أُسرهم وعلى الاقتصاد الوطني المُنهك والمُتهالك أصلاً...

ومن الآثار السلبية التي تُهدد العاملين في وكالات ومكاتب السفريات والسياحة أن استمر الوضع الراهن لأشهر محدودة ستكون حتماً توقُف غالبية الوكالات والمكاتب العاملة في هذا المجال والتي تضُم الآلاف الموظفين سيكون الجميع بطالة تُضاف إلى البطالة القائمة، والتي تمثل أبرز التحديات والعوائق أمام أي حكومة يمنية أو قيادة لهذا البلد, ناهيك عن توقف ما تستفيده الجهات الرسمية من هذا النشاط, وما يستفيده أصحاب المباني سواءً النشاط السياحي أو أي نشاط فإن توقفه أو تدهوره يلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد الوطني بشكل مباشر أو غير مُباشر.

غياب الكادر المتخصص..

ويشير عضو المكتب التنفيذي للاتحاد اليمني للسياحة "الوجيه" إلى أن ثمة مشكلة دائمة تواجه قِطاع السياحة والسفر في اليمن يعانيها هذا القِطاع في ظروف الاستقرار وعدم الاستقرار وهي: الكوادر المؤهلة والمُختصة للعمل في قِطاع السياحة والسفر...

موضحاً بأنه لا يوجد كادر وظيفي مؤهل ولا مُختص للعمل في مجال السياحة والسفر, ولا توجد معاهد أو كُليات أو أقسام مهنية أكاديمية ترفد هذا القِطاع بما يحتاجه من موظفين مؤهلين ومهنيين.

ويضيف: بأن عدم وجود الكادر المؤهل في هذا القِطاع يؤثر على أداء قِطاع السياحة, ويكلف الوكالات العاملة في هذا المجال الكثير من التكاليف المالية في سبيل تأهيل وتدريب موظفين للعمل لديها.

الحلول والمعالجات..

ويرى الوجيه بأن المطلوب في سبيل عدم انهيار النشاط السياحي وغيره من قِطاعات النشاط الاقتصادي إجمالاً هو توفير الأمن والاستقرار بشكل فعلي عبر مؤسسات الدولة الرسمية ممثلة في القوات المُسلحة والأمن وأجهزتها التنفيذية.. فيما التنمية للقِطاعات الاقتصادية وللمُجتمع عموماً لن تتحقق إلا بثلاث أمور هي دعائم أي تنمية في أي بلد في العالم وهي الأمن, وقضاء عادل, وبُنية تحتية مُتكاملة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد