رئيس المجلس الأهلي بتعز- الدكتور/ عبد الله الذيفاني لـ"أخبار اليوم":

تعز لن تنزلق إلى العنف والمجلس العسكري لا يخيفني

2014-12-04 16:27:09 حاورته/ آفاق الحاج

أكد رئيس المجلس الأهلي بتعز ونائب رئيس تكتل السلم المجتمعي الدكتور/ عبد لله الذيفاني بأن تعز لن تكون صيدا سهلا للميليشيا المسلحة وأن أبناءها- مهما بلغت بهم الخصومة- فلن يكونوا خصوما لمدينتهم..

 وأضاف- خلال حواره مع "أخبار اليوم"- إن تعز لا يمكن أن تتحول إلى ساحة صراعات وتصفية حسابات بين القوى المختلفة, محملا السلطة المحلية والمكونات بتعز مسؤولية حماية السلم الاجتماعي في المحافظة وطالب الدولة بإخراج لجان التحقيق من الغرف المغلقة وكشف النتائج للشعب.. إلى تفاصيل الحوار..


*لو بدأنا من محافظة تعز فقد أصبح أبناؤها يستشعرون وجود مخطط يستهدف مدنية محافظتهم وأمنها ويسعى للزج بها في أتون العنف الصراعات وهي بالطبع ليست بمنأى عما يجري في بقية المحافظات.. ما مدى استشعاركم لهذا الأمر؟


- بالنسبة لتعز ليست مستهدفة من اليوم وإنما من فترة سابقة وقديمة, فتعز مستهدفة لدورها ولتاريخها ولعطائها المدني ودورها التنويري وثوريتها ولأعلامها البارزين في مختلف الجوانب سياسيا واجتماعيا وثقافياً، ولو بحثت في أعلام اليمن سياسيا واجتماعيا وتعليميا وفي الثورات اليمنية من 48 وحتى فبراير 2011م ستجدين بأن تعز كانت من تتصدرهم ولها النصيب الأوفر في ذلك وكانت الحضن الدافئ لتبلور أفكار الثورة والتغيير فيها ولها أدوارها البارزة التي أقلقت أعداء التغيير، ولذلك فليس من الغريب أن تستهدف اليوم وكان الغريب أن لا تستهدف, لكن الجميل أن أبناء تعز بمختلف أطيافهم استشعروا المسؤولية ووقفوا وقفة رجل واحد وعملوا برؤية موحدة بأن تعز لن تكون صيدا سهلا للميلشيا المسلحة ولا يمكن أن تتحول إلى ساحة صراعات وتصفية حسابات بين القوى التي ستكون هي في الأخير الخاسر الوحيد, ولذلك اتفقت القوى السياسية والاجتماعية والسلطة المحلية وقيادة المنطقة الرابعة وكل الأطياف الموجودة في تعز على تجنيبها ويلات ما يحدث اليوم في كثير من محافظات الجمهورية وهذا ما نلمسه حتى اللحظة ونحن كمجلس أهلي وكتكتل مجتمعي لحماية السلم, نقف مع هذا الاتجاه ونؤيده ونشد على أيدي من كانوا في السلطة أو القوى السياسية في المجتمع ونحملهم جميعا مسؤولية حماية السلم الاجتماعي, باعتبار أن تعز لو أصيبت بمكروه ستصاب الجمهورية كلها بمكروه أعمق وأوسع لأن تعز موجودة في كل محافظة وفي كل بقعة من بقاع الوطن ولها تأثيرها الكبير في كل مجريات الأحداث على الساحة الوطنية.

*قلت بأن تعز لن تكون صيداً سهلاً للميليشيا المسلحة, برأيك ما الخصوصية التي تمتلكها محافظة تعز تجعلها عصية على الانصياع والخضوع؟  


- إيمانها بالسلم، فكما قلت: تعز محافظة ثقافية ليس من اليوم ولها خصوصيتها وكنت قد تحدثت في محاضرة سابقة لي عن تاريخ تعز وحتى في الآثار والتاريخ القديم كانت هي الجسر الذي عبر منه التواصل الثقافي مع إفريقيا وعملت تأصيلاً للحياة المدنية منذ قرون وليس منذ عقود فقط , تعز مستعصية على التدمير من تجارب عديدة جدا ولو درسنا التاريخ السياسي لليمن سنجد أن المحافظة ناصرت السلم الاجتماعي ليس في تعز فقط بل حتى في صعدة ودافعت عنه في حجة وبني حشيش وصنعاء وفي كل مكان.. تعز رسالتها دائما مع السلم ومع التغيير والثورة والتنوير ولذلك هي تملك حصانة ذاتية بما يمتلكه أبناؤها من وعي وهذا ليس من باب التمجيد ولكنه من باب الحديث عن الواقع, فتعز تاريخها واضح وأعداؤها يعرفون ذلك وهذا لا يعني أن أبناء تعز جميعهم يمتلكون هذا الشعور بالدفاع عن السلم الاجتماعي, لابد أن تجدي في كل محافظة وفي كل مكان ملامح سلبية لكن الملامح الإيجابية في تعز هي الطاغية والأشمل ونحن مطمئنون بأن أبناء المحافظة مهما بلغت بهم الخصومة لن يكونوا خصوما لمدينتهم.

*ألا تتخوفون من تشكيل المجلس العسكري بتعز في ظل الاستعدادات الحوثية التي تتمركز على مقربة من مطار تعز؟

- لم يخفني المجلس العسكري لأنني قد سمعت به من قبل فنفس الوجوه هذه كانت معنا في الثورة وأعلنت مجلساً عسكرياً وبعد فترة أعلنت مرة ثانية مجلساً عسكرياً وطلعوا إلى صنعاء وأعلنوا مجلسا عسكرياً, شاركوا في اعتصامات الحوثيين حول صنعاء وأعلنوا هناك مجلساً عسكرياً لحماية الثورة وهذه لا تخيفني على الإطلاق وما يخيفني هو عدم ارتقاء وعي المواطن إلى المستوى الذي يجعله يحمي حقه في الحاضر والمستقبل, وأنا مطمئن حتى اللحظة أن تعز لن تنزلق إلى العنف ولن يحدث فيها إلا كل خير ومطمئن للسلطة المحلية مع أني لست فيها وللقوى السياسية والاجتماعية برغم انتقادي الشديد لها ولمست- من خلال حديثهم- أنهم حريصون أن تبقى تعز بعيدا عما يحدث.    

*ننتقل إلى محور آخر ليس ببعيد عن محافظة تعز وهو تزايد ظاهرة الاغتيالات التي تنفذ بحق شخصيات مدنية وسلمية تحظى بقبول مجتمعي كبير إلى حد ما والتي كان آخرها اغتيال الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح بتعز صادق منصور.. باعتقادكم من المستفيد وراء عمليات الاغتيال تلك وما الرسالة التي يراد إيصالها من وراء ذلك؟


- الاغتيال دائما يستهدف إثارة الفتنة وليس مطلوباً لذاته, خصوصا عندما تكون الشخصيات المستهدفة ذات وزن فهي تكون مطلوبة لما وراءها, وعندما صعب عليهم جر تعز إلى مربع الصراع وإثارة حرب بينية بين القوى السياسية والاجتماعية داخل تعز وصعب عليهم أن ينفذوا إليها فأرادوا النفاذ من باب الاغتيالات السياسية وهي لعبة قذرة ولا يقوم بها إلا من هو أقذر منها لأنها سلاح الجبناء الذين لا يقوون على مواجهة الكلمة والموقف والاغتيالات، لا يلجأ إليها إلا أضعف خلق الله والذين في قلوبهم مرض وليست دلالة قوة ومعيار التمكن والقدرة وقد يعتقد البعض كذلك, وهذا غير صحيح, الاغتيالات السياسية دلالة انهيار قيمي لمن ينفذها, واغتيال الشهيد صادق منصور- الذي عرفته وعايشته لسنوات- كان محاولة لجر تعز إلى مربع العنف الذي لا يعلم منتهاه إلا الله تعالى, لكن يظل دائما العقل في تعز والوعي والمصلحة العليا هي المُغَلَبة دائما ونقول للذين يغتالون: إنكم بنهجكم طريق الاغتيال تعممون رسالتهم ولذلك هم يعتقدون أن الاغتيال هو إسكات للصوت وهو لم يكن كذلك ولن يكون، فالصوت سيظل مرتفعاً والموقف سيبقى ثابتاً والرسالة ستظل حية ولو مات صاحبها, والاغتيال شغل رخيص لا يمكن أن يؤثر على أصحاب القيم أحياء أو أمواتا.

*هذا يقودنا إلى نقطة أخرى في ذات السياق تثار حولها أسئلة كثيرة وهي مصير لجان التحقيق التي شُكلت خلال الفترة الماضية في عدة قضايا سابقة من بينها عمليات اغتيال طالت شخصيات مختلفة.. وهناك من يسأل حول ـ من يقف وراء حادثة مستشفى العرضي واغتيال البرلماني/ عبد الكريم جدبان والدكتور المتوكل وغيرها.. من وجهة نظركم لماذا ظلت نتائج تلك التحقيقات حبيسة الكتمان حتى اللحظة ولم يتم الكشف عنها؟

- نحن لسنا مع الاغتيالات لأي طرف كان وهي عملية آثمة مجرمة حقيرة بكل المعايير عندما تطال أي شخص من الأشخاص سواء كان شخصا مهما أو غير مهم وبغض النظر عن هذا الشخص أكنا متفقين معه أم مختلفين وبحد ذاته عمل غير سوي, المشكلة في بلدنا أن مثل هذه الحوادث تقيد ضد مجهول لأن المجهول قد يكون معلوما ولكن ربما حسابات السلطة أو السلطات في فترات تاريخية مختلفة تفضل أن يظل الملف مغلقا ويقيد ضد مجهول حتى لا تثير على نفسها فتنة أوسع, نحن نطالب السلطة بالكشف عن الحقائق وعن هذه العصابات المجرمة وكل من امتدت يده لسفك الدم اليمني لأنه دم غال بغض النظر عن صاحبه ولون الفكر والمعتقد الذي يحمله ولا يمكن أن نتنازل عن الدم اليمني على الإطلاق وهذه قاعدة لا بد للجميع أن يتفقوا عليها, وكما قلنا بأن لعبة الاغتيالات لعبة قذرة ينبغي أن لا تقر بأي حال من الأحوال.

 وبالنسبة للجان التحقيق فهي تشكل في بلادنا في غرف مغلقة دون أن ندري مع من يتم التحقيق، ونرجو أن تخرج تلك التحقيقات من هذه الغرف المغلقة وأن يعلنوا للناس من الذي يقف وراء تلك الجرائم لأنه لا يمكن أن تؤسس الدولة المدنية في ظل غياب القانون وفي ظل غياب قوة حقيقية رسمية تحمي القانون والسلم والعرض وتحافظ على الدم.

*ننتقل إلى موضوع آخر يتعلق بالاتفاق الذي جرى مؤخرا بين الحوثي وحزب الإصلاح في صعدة بهدف التهدئة وإنهاء كافة الخلافات القائمة بين الطرفين وهو ما لاقى استياء وانتقادات واسعة من الأوساط الشعبية وفي أوساط عدد من قواعد الحزب, كيف تنظرون لهذا الاتفاق وهل سيغير شيئا من المشهد القائم حاليا؟

- أولا الاتفاق لا يعنيني من قريب أو بعيد لأنني لست طرفاً فيه ولكن السؤال لماذا يلام الإصلاح؟ فكل القوى السياسية الأخرى اتفقت مع الحوثي.. اعطيني طرفاً سياسياً واحداً لم يدخل مع الحوثي في اتفاق لكي نقل أن الإصلاح كان استثناءً..

*مقاطعة.. لكن الجميع يعرف أن الحوثي كان ولازال ينظر إلى الإصلاح على أنه العدو الأول له؟


- يفترض أن تكون كل القوى السياسية عدواً للامدنية ويفترض أن نكون جميعا ضد السلاح ومع القلم ومن انتصر للقلم سنكون معه ومن انتصر للبندقية فنحن ضده لأن البندقية هي لغة الدولة اللامدنية ولغة العنف لا السلم.. فالميليشيات هي خصم لكل الناس ونحن ضدها من أي طرف كانت وكل القوى السياسية بدون استثناء القومية والاشتراكية والدينية والوطنية جميعها اتفقت معه ودخلت في حوارات مع الحوثيين وعندما جاء الإصلاح يدخل معه في حوار قالوا له لماذا؟ لذلك أعتقد أن كل اتفاق لحقن دماء اليمنيين هو مرحب به, ولكن ما الذي جرى في هذا الاتفاق وما هي دواعيه وما النتائج التي يمكن أن تتحقق لمصلحة هذا البلد من ورائه فهذا أمر لا نعلمه.. ولكن إذا أردت الحقيقة فأنا شخصيا لست متفائلا بأي اتفاق, منذ السبعينات واليمن تدخل في اتفاقات ومصالحات ولكن الناس يتجاوزنها وأنا دائما ما كنت أتغزل في وثيقة العهد والاتفاق التي لا يوجد أجمل منها ولم يكتب مثلها لا من قبل ولا من بعد حتى وثيقة الحوار الوطني الشامل لم ترتق إلى مستوى تلك الوثيقة التي كانت وثيقة بناء دولة مؤسسات حقيقية شخصت العلل وقالت هنا العلة في الجيش اللاوطني هذا الكلام قيل في العام 1994م ونحن وصلنا إلى 2014م وقلنا لا يوجد لدينا جيش وهذا الكلام قيل قبل عشرين سنة تقريبا حتى الأقاليم التي يتحدثون عنها اليوم تحدثت عنها تلك الوثيقة بشكل مختلف لو عمل بها لكان الوضع أفضل ولما وصلنا إلى ما وصلنا إليه فتلك الوثيقة طرحت رأي أن يعاد تقسيم اليمن جغرافيا وسكانيا وبما يؤدي إلى إزالة آثار التشطير السكاني والجغرافي والإداري وتقسم اليمن إلى مخاليف أو أقاليم ولو تم العمل بهذا لما برزت مشكلة الشمال والجنوب ولما كنا لمسنا هيمنة الطرف المنتصر في 94 على الجنوب والعبث بمقدراته كنا سنجد وضعا مختلفا تماما لأن هذه الوثيقة وضعت تلك الوثيقة الحلول وحددت النتائج المترتبة على هذه المسألة.

*هل تعتقد أن الحوثي سيلتزم بهذا الاتفاق خصوصا وأنه لم يلتزم بأي اتفاق سابق وكان يوقع عليه ليلا وينقضه نهارا؟

 - والاتفاقات بالنسبة لي لا تعني لي شيئاً فكم وقعت كل القوى السياسية اتفاقات منذ بدء مؤتمر الحوار الوطني وحتى الآن وماذا يجري بعد كل اتفاق, إذا نظرنا إلى وثيقة العهد والاتفاق جاء بعدها حرب ومؤتمر الحوار والوطني الشامل جاء بعده حرب واتفاق السلم والشراكة جاء بعده حرب ولهذا ندعو الله أن يجنب اليمن ما سيترتب على اتفاق الإصلاح والحوثيين ونرجو أن لا يكون اتفاقا يعقبه حربا بحسب السُنة اليمنية أن الاتفاق مدخل للحرب وليس مدخلا للسلم وبحسب التجارب أيضا, ونحن ندعو كل القوى السياسية والعصبوية أن تقدم مصلحة هذا البلد الذي لم يعد يحتمل مزيدا من الانهيارات والمواجهات وما يحدث في البلد يعطل الاقتصاد بل يهد ما تبقى منه, وإن كانوا يحبون اليمن فعلا ويدعون وصلا بهذا البلد وأنهم حريصون عليه فليترك الجميع البندقية ولتسلم إلى القوات المسلحة والأمن وتبقى حكرا عليها باعتبارها جيشا وطنيا وتخليصه من الميليشيات التي بداخله وعدم إدخال ميليشيات جديدة إليه ونبني جيشا كما تبنى الجيوش في العالم جيوشا وطنية تحمي الوطن وإن اختلفت القوى السياسية تقول لها اختلفوا بعيدا لا تهدموا البلدان ولا تعتدوا على الدساتير كما يحصل في كثير من دول العالم, لكن عندنا نحن الجيش غير موجود وهذه مشكلة أن الميليشيات تأخذ دور الجيش والدولة وتأخذ دور القوى الاجتماعية ميليشيات هنا وهناك بأطياف ومسميات مختلفة جدا وكلهم يدعون- للأسف الشديد- أنهم يدافعون عن البلد وحريصون على مصلحتها.. وأنا أقولها بكلمة واضحة أن ندعو كل القوى السياسية والعصبوية أن تقدم مصلحة هذا البلد الذي لم يعد يحتمل مزيدا من الانهيارات والمواجهات وما يحدث في البلد يعطل الاقتصاد بل يهد ما تبقى منه, وإن كانوا يحبوا اليمن فعلا ويدعو وصلا بهذا البلد وأنهم حريصون عليه فليترك الجميع البندقية، وكما ترين فالنفط يعبث به ويتحول إلى دخان والغاز وتفجير أبراج الكهرباء التي خسرت البلد مليارات الدولارات والمستفيد هم أعداء البلد الذين لا يريدون أن تقوم فيه الدولة.. وهنا نقطة هامة جدا فاليمن إلى اليوم لم يشهد دولة من عام1962إلى اليوم باستثناء عهد إبراهيم الحمدي وبعده الدولة ضاعت, فهل يسمحون لنا ببناء الدولة؟

*مقاطعة.. من هؤلاء الذين يعيقون بناء الدولة في اليمن؟

- بالطبع أعداء اليمن من الداخل والخارج والمشهد واضح جدا فالقوى الخارجية لا تريد لليمن الاستقرار, إضافة إلى القوى الداخلية المستفيدة من حليب الخارج على حساب اليمن, لذلك على تلك القوى أن يلتفتوا إلى بلدهم فاليمن غني بموارده وببشره وعندها من الإمكانات ما يجعلها بلدا مؤثرا وقويا وقادرا على أن يقف على قدميه بقدر ما يستطيع فيه أن يؤثر على السياسة الإقليمية والدولية لكنهم لا يريدون ذلك.

*ما هو تقيمكم لدور الأحزاب خلال هذه الأحداث الأخيرة وسقوط العاصمة بيد المسلحين الحوثيين خصوصا وأن كثيرا من المراقبين انتقدوا التعاطي السلبي للأحزاب مع الأحداث والانكفاء على نفسها؟


- أولاً: أنا لا أؤمن بأن هناك أحزاباً وقد كتبت مقالاً عن الأحزاب عنوانه" الأحزان" مجرد أنني نقلت النقطة من تحت إلى فوق.. فلو كان هناك أحزاب لما كان الحوثي هو السيد والحاكم اليوم في البلد.. لو كان هناك أحزاب ذات تأثير ما كان صوت الميليشيا مسموعاً كون الأحزاب هي قوى مدنية وما كنا نبكي الدولة المدنية ولو كانت الأحزاب ذات صوت قوي ولديها قواعد حقيقية على الأرض لما كان حالنا كما هو عليه الآن, وبرأيي إن الأحزاب أضحت تشكل كتلة أحزان عميقة في قلوب اليمنيين وفي عقولهم وأنا أدعو الأحزاب أن تستفيق وتنهض وتأخذ دورها لأنه لا دور حقيقيا للأحزاب التي افتقدت مكوناً مهماً من مكونات العمل الحزبي وهي التربية الحزبية, وهنا نتساءل: أين هي الأحزاب في الريف؟ وحتى ثورة فبراير كان من مشكلاتها الرئيسية أنها تحلقت في المدن ولم تخرج إلى الريف وبالتالي ظل في متناول أيدي القوى الأخرى التي عبثت به, لذلك نقول إن على الأحزاب مراجعة نفسها وأن تقيم أداءها خلال السنوات الماضية وأن تكون في مستوى الشجاعة لتقول هنا أخطأنا وهنا أصبنا, ونطالب الإخوة الناصريين والبعثيين الذين صاروا أشتاتا أن يلتموا ويشكلوا جبهة حقيقية من أجل العمل السياسي والمدني وكذلك نطالب الإصلاح والقوى الأخرى أن تراجع أداءها ومسيرتها حتى يكونوا عاملاً قوياً في إسكات الميليشيات ولا يمكن لها أن تكون مع البندقية لأنها عادة تكون مع الفكر والمنطق, وحتى اللحظة لم ألمس لكثير منها أي فعل حقيقي على الأرض.. لذلك أنتِ الآن تسألينني عن شيء مجهول.

*بالانتقال إلى أحداث 21سبتمبر وما فرضته من واقع على الأرض.. بنظركم ما الذي جعل صنعاء تسقط بهذه السهولة ومكن المجاميع المسلحة من دخول المحافظات دون مقاومة؟ وهل تعتقد أن هناك تواطؤا رسميا معها؟


- هذا السؤال لا يحتاج إلى فقيه، ما هي القوى السحرية التي تجعل الحوثيين يصلون من مران إلى إب؟ والسبب أنه لا يوجد لدينا جيش وطني وإلا كيف يُعقل أن تأتي 20 سيارة أو حتى 40 سيارة تدخل إلى معسكر وتستولي عليه، ولو كنتِ استمعتِ إلى تشخيص وزير الداخلية الأسبق عبده الترب في محاضرة له بأمريكا قال: إن من دافع عن صنعاء خمسمائة شخص مائتين منهم في تبة التلفزيون وثلاثمائة في معسكر الفرقة، وهؤلاء هم الذين جندوا من معسكر الثورة وليس من الجنود الحقيقين وتم تركهم هناك ليقاتلوا لوحدهم وكانت رؤوسهم مطلوبة..

وحول من الذي أسقط صنعاء؟ أنا شخصيا لا أعتبر أن صنعاء سقطت وقلت في إحدى مقابلاتي السابقة بأن صنعاء سُلمت كما سلمت إب وذمار والحديدة وتعز أيضا سُلمت باتفاق يقضي أن لا تدخلوا إلى المحافظة وأنتم موجودون فيها أصلا لذلك ادخلوا بدون سلاح وتعالوا نتعايش نحن وأنتم وهذا هو تسليم بشكل آخر حافظوا فيه على تعز وتجنب الدماء, لا توجد محافظة أسقطت لأن الإسقاط يعني وجود مقاومة ومواجهات طاحنة, والغريب أن الحوثي يصدق أنه انتصر, وكثير من الأطراف مشتركة في ذلك والتاريخ سيكشف حقائق كثيرة جدا وهذه لعبة كبيرة الهدف منها إعادة تشكيل خارطة اليمن بشكل مختلف وأنا أعتقد أن مشهد العراق بعد موت صدام حسين ربما يكون مشهدا مصغرا عندنا في اليمن إضافة إلى المشهد السوري إن لم تستيقظ القوى السياسية والاجتماعية وتعمل على نزع هذا الفتيل لأنه مطلوب فيه طوائف ومذاهب واليمن لم يكن فيها مذاهب أو طوائف وكان الناس فيها زيدية وشافعية وكانوا متعايشين.. ولو تمت الاتفاقات بين كل القوى فهذا شيء جميل من أجل حقن دماء الناس ونتمنى أن تكون المسألة كذلك وأن يشترك الناس جميعا في بناء دولة القانون والمؤسسات والمواطنة المتساوية. 

*فيما يتعلق بقرار وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي الذي خرج به قبل أيام في دمج الميليشيا التابعة للحوثي في الجيش من أجل التوازن الوطني وقد لقي هذا القرار استياء شعبياً واسعاً, هل كان هذا القرار صائبا برأيك؟

- بالطبع هذا القرار ليس صائبا مائة بالمائة وأنا أحترم الصبيحي واعتبره رجل مواقف وخاصة موقفه في تعز الذي شددنا على يديه وأيدنا موقفه كمجلس أهلي وكتكتل مجتمعي للسلم ولكن ما أبهرني هو ما قاله بشأن التوازن الوطني.. كيف توازن وطني بميليشيات؟ وعلى فكرة هذه تجربة دولية عبر عنها المبعوث الأممي جمال بن عمر وهي دمج الميليشيات الإرهابية المسلحة في الجيش في كثير من دول العالم, لكن تلك الميليشيات التي تتشكل هناك ليست من جنس واحد أو مذهب واحد لأن ذلك خطير على الجيش وسيصبح كتلة نتوء داخله, ونحن نريد أن يحرر الجيش من الميليشيات لا أن يتحول إلى ميليشيات ومن حق الحوثيين أن يكونوا مواطنين وأن يكونوا موجودين في كل مؤسسات الدولة كمواطنين وليس كميليشيا وليس لأنهم أصحاب السلاح والقوة ولكن كمواطن يأخذ فرصته بالطريقة القانونية والتي تحقق مواطنة متساوية, والآن مأرب تطالب بتجنيد خمسة وثمانين ألفاً من أبنائها وتهامة تطالب بتجنيد مائة وعشرين ألف إذا كم سيعطون لتعز كتجمع سكاني كبير ليس أقل من مائتين وخمسين ألفا وبهذا سيتحول الجيش إلى جيش مناطقي وهل هذا الكلام مقبول؟ وإلا هم يريدون من يسعى للحصول على شيء أن يحمل السلاح من أجل أن يقولوا له حاضر وكل من يحمل السلاح يصبح ذا صوت مسموع وإلا المفترض أن كل من ينصاع للقانون هو صاحب الصوت المسموع.. وعلى هذا فالدولة المدنية هي الحل والمؤسسة العسكرية الوطنية البعيدة عن الحزبية هي الحل, وقد كنت أسمع حين كان يُقال للحوثي لماذا تقاتل في عمران ولماذا هذا الحصار الشديد على اللواء 310؟ كانوا يردون بأن هذا ليس جيشاً وإنما ميليشيات تابعة للإصلاح ودواعش فهل يجوز له أن يدخل ميليشياته إليه, معنى ذلك أنه لا يريد في الجيش ميليشيا سوى ميلشياته, وهذا يستدعي أن نعمل جميعاً من أجل أن يكون لدينا جيش وطني يحمي البلد والمواطن والدستور والشراكة.

*هل لميليشيا الحوثي أن تتحول إلى حزب سياسي في يوما ما؟


- لا أعتقد ذلك لأنهم سيشعرون بأنهم صغار لان فكرتهم التي يتبنوها لن تمكنهم من التحول إلى حزب سياسي، ففكرهم قائم على عقيدة دينية وعلى الاصطفاء الإلهي.. لكن أنا أدعوهم إلى أن يكونوا حزباً سياسياً وأتمنى من كل قلبي أن أجدهم كذلك جماعة سياسية تتحرك في الوسط المدني وأتمنى أن أجد حوثياً لا يحمل البندقيةـ تصوري أن هذا حلم أصبح عندي.. حتى في تعز المدنية لا نجد حوثياً إلا ويحمل سلاحا فلمَ حمل السلاح؟ ولمَ لا يصبحون حزباً سياسياً مشاركاً في القرار السياسي وفي العمل العام والحراك المجتمعي.. وأنا قلت مرة عبر" أخبار اليوم": لماذا لا يسلم لهم عبد ربه هادي الحكومة؟ وهذا سؤال مهم طالما وهم يقولون بأنهم انتصروا، ورفضهم المشاركة في الحكومة ليس عزوفًا أو زهداً ولكن خوفا من الفشل وظهور حقيقتهم لذلك، هم يريدون أن يكونوا في المكسب وليس في الخسارة. كما أنني أعيب على القوى السياسية أن تزج بأفرادها في الحكومة وتترك الحوثي يتفرج عليهم وهذا الأمر فيه كثير من الخطورة في أن تظل الحركة الحوثية بعيدة عن القرار رسميا لكنها فاعلة فيه من الخلف والدليل أن الحوثي هو من عطل حكومة بن مبارك وعرقل تشكيل الحكومة والخطوات التي كانت تُتخذ ومعنى ذلك أنه صاحب قرار , فإما أن تأخذ الحكومة وإما أن تترك الناس يشكلوها بالطريقة التي يريدوها هم.

*على ذكرك دكتور عبدالله للحكومة.. كما هو معروف أن حكومة خالد بحاح جاءت بعد مخاض عسير وبآمال شعبية كبيرة فيها, ما المنتظر من هذه الحكومة في ظل تعقيدات الأوضاع الأمنية في البلد وما أبرز الملفات المطروحة على طاولتها؟


- أنا لست متفائلا من الحكومة ولكن دعينا نتفاءل لأنها ليست حكومة كفاءات بالشكل الذي قيل ولكن فيها كفاءات وأحسن من أي حكومة سبقتها, وفي ظل الأوضاع القائمة لا يستطيع الوزير أن يؤدي دوره في ظل وجود وزير نظير ودولة موازية وهذه الدولة لن تسمح للدولة الحقيقية أن تقوم بأعمالها وتمضي نحو الأمام لأن الدولة الموازية لا يمكن لها أن تحقق سلما أو تنمية أو تغييرا ودائما ما تبحث عن مصالحها وما يحقق قرارها.. وهناك من الوزراء من سحبت عليهم الأختام في الحكومة السابقة ومنهم من تعرض للتهديد ومُنع من دخول وزارته وجاء باعتراف وزير الدفاع إنه يتألم من وجود ميليشيا تحرس مؤسسات حكومية وتفتش أطقما عسكرية, والحكومة الحالية لا يمكن أن تعمل شيئا بدون وجود دولة تمتلك القرار والقوة والنفوذ والتمكين والموارد.. وبدونها فإني حقيقة أشفق على هؤلاء الوزراء الحاليين وأدعو الله لهم أن ينجحوا في عملهم وأن يلهم الأخوة الحوثيين أن يتركوا الوزراء يعملون بطريقة حرة ومستقلة ويتحولوا إلى العمل المدني وأن يكونوا ضمن التشكيلة العامة للمجتمع ويراقبوا مع غيرهم أداء الحكومة والدولة ويعملوا على إسناد كل شيء جميل فيها.

* يحتفل هذه الأيام اليمنيون بالذكرى السابعة والأربعين لعيد الاستقلال الثلاثين من نوفمبر.. ولا يزال شبح الانفصال حتى اليوم يخيم في الأفق وأصوات الانفصال تتعالى يوما بعد آخر,, هل تظن بأن الوحدة اليمنية مهددة؟ وما السبيل لاحتواء تلك الأصوات المنادية بالانفصال؟

- دعيني أعطيك رأيا مخالفا لكل هذا الكلام وأقول لكِ بأن الوحدة الحقيقية لم تتحقق إلى اليوم وهي أعلنت رسميا عام 1990م باتفاق 1989م لكنها على الأرض لم تتحقق وحدة وسأقول لكِ الدليل على هذا: عندما أُعلنت الوحدة وتشكلت الحكومة حصل دمج بين نظامين ولكن لم يحصل إذابة لهذين النظامين في نظام واحد وظل جيش الجنوب للجنوب وجيش الشمال للشمال ولذلك حين تقاتلوا في عام 94م تقاتل جيشان متقابلان وكان الوزير جنوبيا والنائب شماليا والعكس, بعد حرب 94م تم إقصاء الجنوبيين وحصل هيمنة, وليس ذلك وحدة فالوحدة مظلومة وقيمة عظيمة سامية لا يمكن لها أن تتسبب في أضرار.. لذلك ما حصل هو هيمنة وإقصاء وإضرار بمصالح إخواننا في الجنوب ونوع من الابتزاز لهم وتضييع لوجودهم وكيانهم وهم الآن يستردون شيئا ضائعا لكن عمليا الوحدة - كممارسة وكنظام وكدولة- لم تتحقق إلى الآن ومن يقول بأن الوحدة فشلت يقول لي متى تحققت الوحدة لكي تفشل ولهذا من الظلم الكبير أن نُجَرِم الوحدة, علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها ونقول بأن ما حصل هو فساد في الإدارة, عبث بأحلام اليمنيين شمالا وجنوبا وأضاع عليهم فرصة تاريخية أن يلتحموا ويستفيدوا من خيراتهم ومواردهم من أجل دولة آمنة مستقرة ومتنامية, وهذا الفساد الموجود في رأس السلطة وفي مفاصلها المختلفة هو سبب ما يعانيه أبناء الجنوب والشمال على حد سواء بمعنى أن المظالم واحدة لكن لأن أبناء الجنوب امتلكوا نظاما سابقا وإدارة شعروا بالفارق لكن نحن متعودون فلم يكن لنا دولة نظام من قبل والفساد توأمَ حياتنا والمفسد نسميه أحمر عين ومن يسرق أموال الدولة نسميه شاطرا وفترة ويكون له بيت وسيارة وهذا الحال لم يكن موجودا في الجنوب ولذلك هم استغربوا تعميم هذا الفساد عليهم, وقد قلت أكثر من مرة وأكرر إن على إخواننا الجنوبيين أن لا يحاكموا الوحدة ولكن يحاكموا المسؤول عن تدمير قيم الوحدة وجماليتها, وللإنصاف التاريخي فإن من ذبحوا حلمنا في الوحدة ليسوا من الشماليين فقط بل وحتى الجنوبيين ويجب أن يعترفوا بأخطائهم ويحاكموا جميعا ويتركوا اليمنيين يقررون مصيرهم.

*مقاطعة.. هل أنت مع حق تقرير المصير للجنوب؟

- أنا مع حق تقرير المصير على مستوى الوطن كله فمن يعطي الحق للجنوبي أن يصوت للوحدة من أجل أن يكون جنوبيا؟ أولا اليمن واحدة ومن هو موجود في الجنوب موجود في الشمال؛ يعني ثورة 14أكتوبر والاستقلال في 67م صُنع هنا في الشمال بنسبة كبيرة جداً في تعز العظيمة هذه في شارع 26 وفي شارع جمال صُنع في الحوبان وفي الجحملية لذلك لا يمكن أن نفصل شمال اليمن عن جنوبه لأن صُناع الثورة في الشمال أيضا كانوا جنوبيين والعكس صحيح وما زالت أسماؤهم وإسهاماتهم موجودة والدم اليمني مُلتحم عبر المراحل التاريخية فالمفروض أن نعمل على اختيار نظام وإدارة جديدة يتوافق عليها جميع اليمنيين وتحقق أحلامنا جميعا بعيدا عن المذهب والطائفة والعائلة وبعيدا عن القبيلة المشوهة هذه خياراتنا التي ينبغي أن نُصوت عليها, ومخرجات الحوار الوطني مفيدة ويجب أن يعمل الناس على تنفيذها وخاصة فيما يتصل بالقضية الجنوبية والمعالجات التي وضعت لها.

 *ما مستقبل النظام الفيدرالي في اليمن في ضوء التعقيدات الحاصلة على المشهد اليمني؟


- كما قلت المسألة ليست مسألة نظام, ومن يقول إن الفيدرالية هي الحل.. أقول له فمن سيدير هذا النظام؟ أليسوا هم البشر الموجودون الآن وهذه الرؤوس التي أغرقتنا في المصائب أم أننا سنأتي بالحكام من السماء, ولهذا فالإنسان أولا هو المعني بالإدارة أما مسمى الفيدرالية فهو شيء هلامي والوحدة كما قلنا قيمة نبيلة فهل هي من قتلت الناس أو الذي أدار الوحدة؟ وحين نقول بأن الفيدرالية هي الحل فهذا كلام لأن من سيديرها وهل هناك من يضمن أن اليمن لن تتشظى أكثر؟ وأنا مع قول الدكتور سعيد نعمان بأنه لن تبقى الشمال شمالا ولا الجنوب جنوبا وهذا الأمر حاصل فقد بدأ من يدعو في تعز إلى فيدرالية تعز وهناك في المهرة وسقطرى فقط من يدعون إلى دولة لوحدهم وفي حضرموت يريدون دولة لوحدهم ويقولون عبر حوارات لهم في قنوات فضائية بأننا لسنا جنوبيين ولا يمنيين وإنما نحن عصبة حضرمية لا علاقة لنا بالجنوب ولا علاقة لنا باليمن لأننا لسنا يمنيين بل حضارمة وكان لنا قبل الإسلام مملكة حضرموت ونريد أن نستعيد تلك المملكة وتصوري ما ذا سيحدث بعد ذلك وإلى كم دول ستتحول اليمن؟ وهذا الأمر مخطط لليمن منذ التسعينات كما خُطط للعراق والمخرج واحد في أن تتقسم اليمن إلى أربع دول وولايات دولة شمال الشمال ودولة الشرق وهي حضرموت ودولة الجنوب ودولة الوسط وهذا المخطط قرأته في التسعينات وهو ما عرف بإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط, ومن يعتقد بأن الشمال سيبقى شمالا والجنوب سيبقى جنوبا فهو واهم وكما هو أن وضع الجنوب صعب فوضع الشمال الآن صعب أيضا وكلاهما بحاجة إلى معالجة حقيقية ولابد للناس أن ينزلوا إلى مستوى الواقع ويرتقوا إلى المصلحة العامة.

*فيما يتصل بمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة بنظركم ما السبب وراء كل هذا التأخير في تنفيذ تلك المخرجات؟

- لأنه ما بني على خطأ فهو خطأ ولن أقول باطل لأنها كلمة كبيرة, والحوار الوطني أساسا بني على فئات ولم يبن على قضايا ولذلك الفئات هي الآن تتحكم بالحوار ومخرجاته ولو نفذت مخرجات هذا الحوار ستخسر كثير من الأطراف ولذلك تحرص هذه الأطراف على أن لا تخسر ويريدون أن يعملوا الحوار الوطني جولة من جولات الحوار التي دخلها اليمنيون من منتصف الستينات إلى اليوم..

*مقاطعة.. من هي الأطراف التي تعتقد بأنها ستخسر من وراء تنفيذ مخرجات الحوار؟

- كل أعداء الدولة المدنية وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان وخاصة الذين يحملون الرايات الضيقة والدعوات التي ما أنزل الله بها من سلطان, من سيخسر هم مصاصو دماء أبناء هذا البلد و ثرواته وهم المتضررون ولن يسمحوا لليمن أن يستقيم.

*من يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في اليمن؟

- اليمنيون عموما لا يوجد طرف محدد والصامتون أولا من اكتفوا بالتفرج فقط وظن أنه سيكون بعيدا عن ساحة الصراع, وعلينا أن نتخلص من خوفنا وأن لا نسمح لفئة صغيرة أن تعبث بأحلامنا وطموحاتنا.. وهناك من يعتقد خطأً أن من يخاف يكون في مأمن ويحافظ على السلم وبالعكس هو يفقد السلم ويعيش حالة الخوف ويموت ربما كبتا وفجيعة.

*هناك من يرى بأن الحوثي تمكن من فرض سلطة الأمر.. ما مدى صحة هذا الرأي؟


- أبدا, الحوثي لم يفرض الأمر الواقع ,وهناك أطراف كثيرة معنية ومسؤولية عن ما يجري وليس طرفا واحدا والإعلام أحيانا يشكل وعيا زائفا ومغلوط والحقيقة لا بد أن تواجه فما يجري هو عبث وفوضى وتدمير لما تبقى من شكل الدولة وإضاعة فرصة على اليمنيين في الانتقال إلى الدولة المدنية التي حلموا بها, كما أنه على القوى السياسية أن تكون صاحبة قرار وتخرج عن موضة الشجب والبيانات والتهديد وتمارس العمل السياسي السلمي المشروع ولتخسر اليوم لأجل أن تكسب الأجيال الأخرى.

*سؤالي الأخير.. ما توقعاتك لطبيعة المرحلة القادمة وما ستحمله الأيام المقبلة؟


- والله السيناريوهات كثيرة بعضها مظلمة وبعضها فيها تفاؤل ولكن دعينا نتفاءل وندع الناس تفيق وتفكر مليا بما يجري حتى لا يكونوا من الذين على أعينهم غشاوة وعلى قلوبهم ران ولا يستطيعوا التمييز بين الحقيقية والخيال ولكني أتمنى من الناس أن يعتبروا أن ما حدث كله كان خيالا أشبه بفيلم سينمائي هوليودي حتى نعود بعده إلى الحقيقة نعود إلى الدولة والوطن وسلطة الشعب لا أن يكون كل واحد منهم شعب فنسمع عبد ربه هادي يتحدث باسم الشعب وعبد الملك الحوثي يتحدث باسم الشعب وأي أمين حزب نسمعه يتكلم باسم الشعب وكلنا نتكلم باسم الشعب.. مسكين هذا الشعب.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد