الشيخ محمد عبد الله الشعبي لـ"أخبار اليوم":

أموال إيران لن تنجح في شراء ولاءات وذمم قبائل إقليم الجند

2014-10-26 12:00:44 حاوره/ المحرر الخاص

قال الشيخ/ محمد عبد الله الشعبي- أحد مشايخ محافظة إب وعضو الهيئة الإدارية لتحالف إقليم الجند- إن محافظتي إب وتعز ليستا كعمران وصنعاء وإن الحوثي أصيب بجنون العظمة وفكر بغباء بأنه سيسيطر بسهولة على إقليم الجند، وأكد على أن الحوثي مراهق ولا يعرف التاريخ البطولي لأبناء الإقليم الذين قلّموا أظافر الإمامة ولموا حكمها الاستبدادي وإلى الأبد..

وقال إنه من العار كل العار على مشايخ وقبائل إقليم الجند أن يسيطر عليهم شلة من مسلحين. وأضاف: إن الحوثيين طمعهم زاد عن حده وتجاوز كل الحدود والقيم ونسوا أن إب والمناطق الوسطى ستكون مقبرة لهم.. إلى تفاصيل الحوار:

*ما موقفكم كمشايخ في محافظة إب من دخول مليشيات الحوثي إلى محافظتكم؟

ـ نرفض رفضاً قاطعاً وجود أي مليشيا مسلحة من أي طرف كان داخل محافظتنا كونها محافظة مسالمة وبالنسبة لمواقفنا من دخول مليشيا الحوثي إلى المحافظة فإننا سوف ندافع عن محافظتنا ولن نسمح للحوثي بإثارة الصراع الطائفي وإدخال المحافظة في أتون الفوضى.

*هل ستسمحون بتواجد مسلحيه داخل المدينة؟

ـ نحن لن نسمح بذلك أبداً ويجب تنفيذ الاتفاق على إخراج مسلحي الحوثي من داخل مدينة ومحافظة إب؛ ما لم ستكون العواقب وخيمة وسيضطر أبناء المحافظة جميعاً إلى حمل السلاح وإخراج الحوثيين بالقوة.

*طيب يا شيخ محمد ما الذي أتى بالحوثي إلى داخل محافظتكم؟


ـ صراحة الذي أتى بهم هو طمعهم بالسلطة ومد نفوذهم بعد سيطرتهم على العاصمة وعدد من المحافظات، ولكن الحوثيين طمعهم زاد عن حده وتجاوز كل الحدود والقيم ونسوا أن إب والمناطق الوسطى ستكون مقبرة لهم.

*كيف تنظر إلى غياب الجيش والدولة والتواطؤ مع الحوثي؟

ـ الدولة والجيش والرئيس هادي ووزير الدفاع هم من أعطوا الحوثي الضوء الأخضر بالسيطرة على العاصمة والمحافظات ولو تنظر إلى مليشيا الحوثي ولجانه الشعبية لوجدت 80% منهم حرس جمهوري وجيش وأمن خاص ومما يدل على ذلك سيطرته على العاصمة وعدة محافظات بدون أي مقاومة واستقبلته الدولة والجيش بالورود والفل والعناق بالأحضان وسلمت له المعسكرات بعدتها وعتادها.

*إسقاط المحافظات وتسليمها بيد الحوثيين بكل سهولة ويسر على ماذا يدل؟

ـ يدل على أن هناك تحالفاً مسبقاً بين الحوثي والرئيس هادي والرئيس السابق وجمال بن عمر ورعاة المبادرة الخليجية ضد الإخوان المسلمين في اليمن والقضاء عليهم والهدف الرئيسي من هذا التحالف هو إجهاض الثورة الشبابية التي تعتبر ثورة الربيع العربي في بلادنا والوطن العربي من تونس إلى اليمن.

*أين هي هذه الثورة الشبابية ولماذا لا نثور في وجه هذا الزحف الحوثي؟


ـ للأسف الشديد أن الثورة الشبابية انتهت نتيجة التآمر الداخلي والخارجي عليها وأيضاً أخطاء قيادات الثورة الشبابية وعدم الانتباه إلى مخططات المتضررين منها والذين لعبوا لعبتهم ونجحوا في الالتفاف عليها.

*طيب في ظل هكذا وضع إلى أين تتجه البلاد؟


ـ البلاد خلاص انزلقت إلى الهاوية بمجرد سيطرة الحوثي على العاصمة وعدد من المحافظات..

*مقاطعاً له: وما المخرج إذاً؟

ـ المخرج هو بسط نفوذ الدولة وإخراج المليشيا المسلحة من جميع المحافظات المتواجدة فيها وإقامة الدولة المدنية بكيانها وهيبتها, فالدولة حالياً كرامتها وهيبتها سلبت منها ولا وجود لما يسمى دولة فلقد أصبح الوضع سيئاً للغاية في جميع المجالات.. وأولاً وأخيراً علينا العودة إلى الله عز وجل والتمسك بكتابه الكريم وسنة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبي البشر أجمعين وأيضاً تغليب مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية والمشاريع الضيقة وعدم المتاجرة بدماء أبناء الوطن الغالية تحت يافطة الشعارات المزيفة, فالوطن اليوم بحاجة إلى مشاريع عامة تخدم أبنائه وليس بحاجة إلى مشاريع الموت..

*بالعودة إلى محافظتكم ودخول الحوثيين إليها، فهم يقولون إنهم أتوا لحمايتكم.. ما ردكم على ذلك؟

ـ أولاً من الذي طلب مهم حمايتنا ومن الذي خوّلهم بذلك وأيضاً من ماذا يحموننا..

وثانياً نحن وكافة أبناء المحافظة بصفة عامة كنا نعيش بأمن وسلام إلى أن أتى الحوثيون إلينا فنشروا الفزع والخوف في قلوب سكان المحافظة وأقلقوا السكينة العامة وأثاروا الفوضى والقتل والسلب والنهب والآن أبناء المحافظة يطالبون بإخراج الحوثيين من محافظتهم حفاظاً على أمن واستقرار المحافظة وحافظاً على أرواح أبنائها وممتلكاتهم من النهب الذي تتعرض له من قبل الحوثيين..

*مقاطعاً له: أفهم من كلامك أن الحوثيين أتوا لنهب محافظتكم وليس لحمايتها؟

ـ نعم فهم أتوا للفيد وكذّاب من يقول إنهم أتوا لحمايتنا, فماذا تنتظر من مخربي المساجد ومفجري المنازل والمستشفيات والصحيح أن الشعب اليمني الآن يطالب من المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة بحمايته من مليشيا الحوثي التي عاثت في البلاد فساداً وأكثرت فيها قتلاً وإجراماً.

نحن عندما نقول هذا الكلام ليس تجنياً على الحوثيين ولكن نقوله من واقع ممارستهم وأعمالهم وأفعالهم التي تشهد عليهم بل وتشهد عليهم أياديهم وأرجلهم وألسنتهم بما اقترفوه من جرائم بحق الشعب والوطن وسجلهم ملطخ بالدماء ولا يستطيعون إنكار ذلك.

*يا شيخ محمد: أريد الحقيقة منك فقناة المسيرة التابعة للحوثي تقول إنكم في إب استقبلتم مسلحي الحوثي بالورود الحمراء والفرح والزغاريد بكل صدق هل هذا صحيح؟


ـ "رد ضاحاً بسخرية" وقال: هذا الكلام كذب وليس له أي أساس من الصحة وإنما تم استقبالهم بالرصاص الحمراء وليس بالورود الحمراء كما يدعون وقد قام أبناء قبائل المحافظة الشرفاء بردعهم ونحن نقول للحوثيين بأن إب وتعز ليستا كصنعاء وعمران, فإقليم الجند عصي على الحوثيين ولن نقبل بتواجد الحوثي أو غيره من المليشيات المسلحة بعيداً عليه كبعد الشمس عن الأرض وأكررها للمرة المليون بأنه يجب على الحوثي القيام وفوراً بسحب مسلحيه من داخل محافظة إب بسلام بحسب الاتفاق وعليه أن يدرك أن أبناء إب ليسوا لقمة سائغة كما يتصورها الحوثيون وغيرهم ويجب على الحوثي أن يراجع حساباته ويفهم أن لا مكان له بإقليم الجند لاستعراض عضلاته.

*كيف ترون محاولة الحوثي السيطرة على إقليم الجند؟

ـ أرى ومن وجهة نظري أن الحوثي خزّن "بقات سوطي" وأصيب بجنون العظمة وفكر بغباء بأنه سيسيطر على إقليم الجند بسهولة، فالرجل مراهق ولا يعرف التاريخ البطولي لأبناء الإقليم الذين قلّموا أظافر الإمامة وقلعوا حكمها الاستبدادي وإلى الأبد وقدموا قوافل من الشهداء في ثورة سبتمبر وعلى ما يبدو أن الحوثي باعتدائه على الإقليم وأبنائه سوف يجني على نفسه ويكون مصيره كمصير أسلافه من الأئمة الطغاة, فقبائل الإقليم شرسة ولا تقبل أن تخضع لظالم وعليه أن يدرك أن أموال إيران لن تنجح في شراء ولاءات وذمم قبائل الإقليم لن ترضى بأن يسيطر على مناطقها شلة من مسلحي الحوثي الفُجّر، ومن العار كل العار على مشايخ وقبائل الإقليم أن يسيطر عليهم مثل هؤلاء..

*مقاطعاً له: هناك مراهنة على أن الحوثي سيتمكن من السيطرة على إقليمكم؟

ـ هذا رهان فاشل فإذا عجزت المشايخ والقبائل في الإقليم عن مواجهة الحوثيين فسوف تواجههم النساء والأطفال وإذا عدم السلاح فسنقاومهم بالحجارة.

*ما رأيكم بصمت وتواطؤ الرئيس هادي؟

ـ الرئيس هادي تحول من رئيس للجمهورية اليمنية إلى عامل مع الحوثي؟

*مقاطعاً: ماذا تقصد؟


ـ أقصد أن عبد ربه سلّم البلاد على طبق من ذهب للحوثي وأصبح ممثلاً له على منطقة الستين.

*لهذه الدرجة هادي لم يعد يحكم إلا "الستين"؟


ـ هادي لا يحكم حتى "الستين" وإنما هو مجرد ممثل للحوثي مثله مثل علي البخيتي وصالح الصماد.

*وما دليلك على ذلك؟


ـ سقوط صنعاء بسهولة بيد الحوثي وبدون أي مقاومة من الجيش.

*لو أعطى لك الحوثي عشرين مليوناً وثلاث سيارات آخر موديل محملةً بأحدث الأسلحة مقابل انضمامك إليه هل ستوافق؟


ـ من السخافة أن تسألني هذا السؤال لو يعطيني الحوثي كنوز السماوات والأرض على أن أنضم إليه فلن أرضى بالانضمام إليه وأبيع كرامتي وديني لشخص دموي طغى في البلاد ونحن لسنا من ضعاف النفوس الذين يبيعون ذممهم بدراهم معدودة.

*وما رأيك بالمشايخ الذين يشتريهم الحوثي كما يشتري الكباش والعجول؟

ـ هؤلاء بدون مبادئ أو قيم أو ضمير إنساني أو نخوة أو كرامة أو شهامة.

*الحوثي الآن يتوسع تحت ذريعة محاربة الإرهاب ما موقفكم من ذلك؟


ـ أخاديع وأكاذيب الحوثي لن تنطلي على أحد وهو يستخدم مثل هذه الأكاذيب لتضليل المجتمع وكسب الرأي العام, فمن هو الحوثي حتى يحارب الإرهاب؟, فهل لديه تفويض رسمي بذلك من الشعب أو من الأمم المتحدة؟, فهو يريد السيطرة على البلاد والقضاء على القبائل الواقفة ضده تحت ذريعة محاربة الإرهاب وعلى الشعب بأكمله أن ينتبه لذلك ويحذر مما يسعى إليه الحوثي وهو أولاً وأخيراً الإرهاب وأساسه..

*ما هي كلمتكم الأخيرة؟

ـ كلمتي الأخيرة أوجهها إلى حكماء وعقلاء اليمن بأن يسعوا إلى بذل الجهود من أجل إخراج البلاد إلى بر الأمان من هذا الوضع السيء الذي تعيشه والوقوف صفاً واحداً مع الوطن ضد المتكالبين والمتآمرين عليه وحقن الدماء وتجنيب البلاد من ويلات الصراع والحروب.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد